الكتاب

ما الذي يجري في العالم؟

أسامة خيي الاثنين 23 نوفمبر 2015
ما الذي يجري في العالم؟
Bataclan

AHDATH.INFO خاص

ما الذي يجري في العالم؟ لماذا نعيش على ايقاع التقتيل المتنامي بيننا، مرهبا النفوس البريئة؟ يأتيها بلا موعد و يختطف أرواحها، مقررا ذلك باسم دين مزعوم. ما الذي وصل بهذا الدين حد هذا الفهم الخاطئ الذي يصير شيئا فشيئا ببشاعة لا تتطاق و لا تغتفر. لا يغفرها المجتمع و الناس لهؤلاء المجرمين، أما الله فلا يحب أن تقتل نفس بغير حق. و من أعطى الحق لجاهلين أن يقرروا بإسم الدين و أن ينصبوا نفسهم حكاما و مجاهدين.؟ و هل لعب العلماء و الفقهاء دورهم كاملا في تنوير العقلاء عن الجهاد الذي اختزل فيه الارهابيون كل الدين، كما كانت المقررات الدراسية القديمة تدرسه دون مراعاة لما يمكن فهمه و ما يمكن تأويل؟!  الدين الإسلامي أرحب و أعمق اذا وضعت الأمور في مواضعها.

لا يمكن أن نستمر في تقسيم هذه الأرض إلى كفار و مسلمين، و أن على المسلمين نشر الدعوة ليعم الإسلام الأرض كخاتم للديانات. لنحتسب عدد المسلمين في العالم، سنجده عددا باهرا، هل اتفق كل هؤلاء على ما فيه خير للعالم؟ التفرقة و عدم وضوح الرؤى تترك المجالا ممفتوحا أمام الإرهاب.

الإسلام دين التسامح و قبول الآخر و التناظر بالحجج الدامغة و تحكيم العقل و التأمل. لا يمكن لكل من سمع اسطوانة بالية للأحاديث و تفسيرها الخاطئ في غالب الأحيان، أن يصير مفتيا داعية. و لعل غياب العلماء المجتهدين المتنورين المتحدثين بلغة العصر عن ساحة الإجتهاد الفقهي، هو ما يترك المجال لهؤلاء ليجيشوا العقول البسيطة، و يزرعوا فيها بدرة الإرهاب. و حده الإجتهاد الفقهي ما يمكنه محاربة ما تسميه هذه العصابات جهادا. و لعل في نهج الاجتهاد تحصين أكبر للدين الإسلامي الذي غدا يتعرض للتحريف مع هذا الفهم و التأويل الخاطئين الذين يروج لهما هؤلاء القتلة. بيروت و باريس عواصم جميلة فتكها الارهاب و لا مكان في العالم يسلم من تهديداته. اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا و انزع الفتنة عن كل بقاع العالم.

 

أيوب العياسي