ثقافة وفن

كفى تهوّرا !

أسامة خيي الثلاثاء 02 سبتمبر 2014
كفى تهوّرا !
arton6483

أشقاؤنا المقيمون في الجزائر مهتمون بالاطلاع على ما نكتبه في صحافتنا المغربية. ليست لدي أرقام دقيقة لعدد المرات التي يزورون فيها المواقع الإلكترونية الإخبارية المغربية. لكن ما هو مؤكد، هو أنه إلى غاية أول أمس السبت 30 غشت 2014، زار أكثر من 6200 من المقيمين في الجزائر موقع جريدة الأحداث المغربية "أحداث.أنفو".

فحسب ما هو مسجل بوضوح وشفافية في موقع جريدتنا، وبإمكان أي زائر أن يطلع عليه، يأتي  متصفحو موقع جريدة الأحداث المغربية من بين المقيمين في الجزائر في المرتبة رقم 12، بينما يأتي المقيمون في المغرب في المرتبة الأولى ويكادون أن يقتربوا من نصف مليون زائر، في الوقت الذي يحتل فيه المقيمون في فرنسا المرتبة الثانية بحوالي 41 ألف زائر، من مجمل الزائرين الذين دخلوا إلى الموقع منذ إطلاقه قبل شهرين، والذين يقيمون في 167 بلدا، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية التي تأتي في الرتبة الثالثة بأكثر من 20 ألف زائر لموقع الجريدة.

وإذا أضفنا الرقم المسجل بكل شفافية في موقع جريدتنا بخصوص عدد الزوار المقيمين في الجزائر إلى باقي الأرقام المسجلة في باقي المواقع الإلكترونية الإخبارية المغربية الأخرى، وهي أرقام تظل سرية ولا يعرفها سوى المشرفين على إدارة تلك المواقع، يمكن أن يصل العدد إلى عشرات الآلاف. وهذا الرقم الكبير يُعد طبيعيا نظرا لحاجة الأشقاء في الجزائر، وبالخصوص الهيئات السياسية والأجهزة الدبلوماسية والاستعلامية الجزائرية، لمعرفة أخبارنا، والاطلاع على الزوايا التي نعتمدها في مقاربة المواضيع المتعلقة بشؤوننا الداخلية.

والحقيقة أن أخبارنا لا تعني الجزائر فقط، بل تعني كل الدول التي تعرف أن هناك في الركن الأيمن من شمال القارة الإفريقية بلدا اسمه المغرب يتميز بموقع جغرافي يُحسد عليه، ويتوفر على طاقات بشرية ومؤهلات طبيعية وثروات تحت أرضية في حاجة إلى الاستغلال، و بالتالي، فإن كل ما يحدث في بلدنا يتحول بمثل سرعة البرق إلى مجال للتحليل والدراسة من قِبل خبراء ومختصين سواء في البلدان التي لها علاقات إستراتيجية ومصالح مشتركة معنا، أو تلك التي تُناصبنا العداء وتتحيّن الفرصة لكي تجد كوّة صغيرة يمكن من خلالها أن تهد بنيان مجتمعنا وتزرع الألغام داخل كياننا. هذه حقيقة لا يمكن لذي عقل حصيف أن ينكرها. فمصالح البشرية الآن لم تعد تقوم فقط على قوة العضلات أو على فعالية الآلة من أجل الرفع من مستوى الإنتاج كما كان الحال عليه في المجتمعات الزراعية ثم الصناعية. بل أصبحت قوة الأمم تُقاس بمدى توفرها على المعلومات المفيدة التي يمكن أن تتحول إلى وسائل للإنتاج وإلى فرص لخلق الثروة والرفاهية، وكذا إلى أدوات للظفر بالصفقات والفوز بالمشاريع. ومنه، فإن كل خبر حول بلدنا ننقله في صحفنا وجرائدنا ومواقعنا ينبغي أن يتم طرحه وفق رؤية إعلامية رصينة وذكية، يتم فيها الأخذ بعين الاعتبار مصلحة هذا البلد، في إطار من التبصر والمسؤولية، وبدون تهور ولا انجراف نحو الإثارة. فالمعلومة مهما كانت بسيطة وبديهية، يمكن أن دائما أن تٌدرج داخل نظام من المخططات المعقدة التي تسعى إلى إشعال الفتن، وإلى تمكين المتاجرين في قضايا الناس من الأرباح التي يطمعون في تحقيقها.

Ahmed-eddaferi_New1_3

أحمد الدافري