بورتريه

بدر هاري :  ‘‘ الصحيح ‘‘

سعيد نافع الثلاثاء 17 مايو 2016
بدر هاري :  ‘‘ الصحيح ‘‘
bader hari

AHDATH.INFO - خاص - بقلم سعيد نافع

انتشر اسم بدر هاري خلال السنوات في الأوساط الشعبية المغربية كالنار في الهشيم، وصار اسمه وصورته متلازمتين يندر اختفائهما من أحادث الناس العامة والخاصة، من مواقع التواصل الاجتماعي. المغاربة، ونظرا لعلاقتهم القديمة جدا مع البطولة و ‘‘ الصحة ‘‘ والقوة، حولوا الملاكم العالمي إلى أسطورة، تجذرت في المخيال الشعبي انطلاقا من نكاته وانتهاء بقصص خرافية منها الواقعي ومنها المتخيل، مرورا بعلاقاته مرة مع صديقه كريستيانو رونالدو نجم الريال مدريد، وزوجة لاعب الكرة الهولندي السابق رود غوليت وغيرهم ... تحول بدر هاري بفعل هذا الاندفاق الشعبي العاطفي إلى سفير فوق العادة للمغرب، وارتدى لنفسه أيضا هذه الجبة، حيث أصبح من النادر أن لا تعثر عليه في الاحتفالات الرسمية أو الخاصة الوطنية، في هذه المناسبة أو تلك. صحيح أن بدر هاري، بطل الكي وان العالمي، تجمعه ببلاده الأم المغرب علاقة خاصة جدا يمكن وصفها بالروحية والنفسية، فهو المتنفس الذي يأجأ إليه كلما اشتدت الضغوط من حوله، يمكن أن تصل إلى علاقة وجدانية، فهو المكان الذي يلجأ إليه باستمرار بحثا عن الذات وعن الاستقرار.  يحسب لبدر أيضا، أنه على نقيض بعض النجوم المغاربة في ظل الأوضاع الإجتماعية الهشة الموروثة عن حقبة الرصاص، الذين يسعون الى النشاط الريعي دون أي مبادرات إنسانية أو اجتماعية، نشاطه الخيري والإجتماعي، وله جمعية وطنية تحت اسم جمعية بدر هاري للأعمال الإجتماعية تنشط في المجال الخيري. كما له دور جميل في تحسين صورة المغرب والتعريف بالمغرب كبلد سلام وثقافة وحضارة من خلال صداقاته مع العديد مع نجوم الرياضة الذين يزورون المغرب ويبدون استحسانا وإعجابا بثقافة وحضارة المغرب في مختلف وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة. وضع اعتباري ربما فتح لبدر هاري أبوابا أكبر من شخصيته الحقيقيه وجعلته يتصور أنه في المغرب، صار فوق المحاسبة مهما بدر عنه من أفعال.

بدر هاري، واسمه الحقيقي بدر الهواري، مزداد في العاصمة الهولندية امستردام في 8 ديسمبر 1984، ينحدر من أصول تعود إلى منطقة هوارة باولاد تايمة في إقليم تارودانت بسوس ماسة درعة. بطل تخصص الكي وان، إحدى رياضات القتال المشتقة من الكيك بوكسينغ. حاصل على بطولة العالم مرتين سنوات 2008 و 2009 فاز بدر هاري في 66 مباراة دولية منها 53 بالضربة القاضية، وبالرغم من الإعلان عن نيته اعتزال اللعب دوليا إلا أن بدر مازال يتلقى تحديات من أبطال عالميين قصد المشاركة في منازلات دولية.

التطورات الأخيرة لشغب بدر هاري، يحيلنا على شخص آخر غير الذي تعود عليه المغاربة. شخص مزاجي قد يخرج أحيانا عن حدود اللياقة ويتصرف بتهور. السابقة ليست جديدة وقد سبق لبدر هاري أن عانى كثير في هولندا في حوادث مماثلة، قبل أن يعرض على أنظار العدالة ثلاثة مرات. ففي تطور مفاجئ، أوقف بدر هاري مساء السبت الماضي في مطار مراكش الدولي حين كان يهم بالسفر خارج البلاد. فقد أقدمت عناصر من شرطة مطار محمّد الخامس، بالنواصر ضواحي الدار البيضاء، على اعتقال بدر هاري، البطل العالمي المغربي في رياضة "كي وَان" بعد أن حل بالمحطّة الجويّة الدوليّة قادما من أوروبا، على متن رحلة جوّية ضامنة للربط بين بروكسيل والدار البيضاء، وحين تقدّم لختم جواز سفره أخبِر بقرار اعتقاله. المفاجأة بدت واضحة على وجه بدر هاري، غير راغب في كشف هويّته، إذ استغرب البطل العالمي وجود اسمه بين المبحوث عنهم ضمن نظام التنقيط الخاص بالأمن الوطنيّ. وعمد أمنيُّو مطار محمّد الخامس على وضع هاري رهن تدابير الحراسة النظرية، تنفيذا لأوامر النيابة العامّة، قبل تسليمه إلى الشرطة الولائية بمراكش، باعتبار الاختصاص. وهو ما تم بالفعل في اليوم الموالي لاعتقاله، حيث عرض على أنظار النيابة العامّة صباح أمس الاثنين، بناء على شكاية اعتداء تقدّم بها ضدّه شخص يعمل نادلا بفندق في عاصمة النخيل. وقد حسمت النيابة العامّة، عقب مثول بدر هاري على أنظارها، في متابعة البطل العالمي في حالة سراح، في انتظار أن تقول العدالة كلمتها في اتهام النادل لبدر هاري بالاعتداء عليه.

قبل ثلاث سنوات أمرت إحدى المحاكم الهولندية بدر هاري بالابتعاد عن الفنادق والملاهي الليلية، رغم أن المدعي العام الهولندي لم يستسغ هذا القرار بحجة أن البطل المغربي يتوفر على جنسية مزدوجة مغربية هولندية، وأن بإمكانه الفرار إلى المغرب، بعد أن توبع بتهمة محاولة القتل إثر اعتدائه على رجل أعمال هولندي يدعى ‘‘كون إفيرنك‘‘ خلال حفل رقص أقيم في شهر يونيو 2011، و أصيب خلاله في الرأس وفي مناطق مختلفة من جسده. خلال هذه القضية واجه بدر هاري إمكانية عقوبة حبسية قد تصل إلى عشر سنوات في القضية المعروضة على أنظار العدالة الهولندية، حيث بدا أن أن الملياردير الهولندي، كان مصرا على إرسال البطل المغربي إلى السجن، بتهمة الاعتداء عليه في إحدى العلب الليلية، على الرغم من شهادة صديقته إستيل كرويف، نجلة لاعب برشلونة السابق يوهان كوريف، وطليقة رود غيليت، عميد المنتخب الهولندي في نهاية التسعينات، والتي أكدت أمام هيأة المحكمة أن صديقها المغربي بريء من التهم المنسوبة إليه. وخلال المحاكمة واصل هاري نفي الوقائع، مؤكدا في كل مرة يعرض فيها على هيأة المحكمة تشبثه ببراءته، ووصل عدد المشتكين ضد هاري، بطل العالم في "كي 1" والكيك بوكسينغ، إلى ستة، من بينهم امرأتان، وإيطالي، إلى جانب شخصين آخرين.

وكان بدر هاري قد سلم نفسه إلى الشرطة الهولندية في يناير 2012،  بعد شكاية رجل الأعمال وباقي المتضررين، في إطار التحقيق المفتوح بخصوص الاعتداء على أشخاص. وقد حكم عليه بسنتين سجنا، خفضت إلى 10 أشهر موقوفة التنفيذ، قبل أن تسقط الدعوى من أساسها بعد تراجع المشتكين.