ثقافة وفن


معركة طارق وماجدة..

أسامة خيي الثلاثاء 09 سبتمبر 2014

معركة طارق وماجدة..
Capture d’écran 2014-09-09 à 12.02.02

طارق رمضان، الظاهرة الكلامية الفريدة من نوعها، حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، والسويسري ذو الأصل المصري الذي لا يقدر عليه في السجال الشفهي والجدل اللفظي باللغة الفرنسية إلا خالقه، كان من الممكن أن يكون هذه الأيام محتلا لعناوين الصحف والمجلات ووسائل الإعلام السمعية البصرية الفرنسية، بسبب تصريحات فتاة اسمها ماجدة العروسي من أصل مغربي وذات جنسية بلجيكية، تتهمه فيها بأنه كان مرتبطا معها بعلاقة تتعارض مع قيم الدين الإسلامي التي يُدافع عنها في محاضراته.

هذه الفتاة سجلت مؤخرا في شقة تطل على البحر بمدينة طنجة التي تنحدر منها شريطي فيديو قالت فيهما بأنها كانت لديها علاقة  بطارق رمضان الذي ـ حسب قولها – التقى بها قبل خمس سنوات وأوضح لها بأنه بإمكانه أن يساعدها على تجاوز المشاكل النفسية التي كانت تعاني منها، غير أنه، تقول،  تمكن من التلاعب بعواطفها بعدما أوهمها بأنه منفصل عن زوجته، فأصبحت واحدة من بين خليلاته الكثيرات اللائي تربطه بهن علاقات محرّمة، مضيفة بأن الصورة التي يحملها عنه  المعجبون به لا علاقة لها بالحقيقة، ومؤكدة أنه شخص لا يصلي، وبأنه قام بإجراء عملية لزرع  الشعر في رأسه لأنه يحرص على أن يكون مظهره جذابا لكي يثير إعجاب النساء .

والحقيقة أن كل من يشاهد طارق رمضان في مناظراته الفكرية وفي برامج السجال التلفزيونية، لا يمكن إلا أن يرفع له القبعة، ويفتخر بوجود شخص مسلم مثله له كل تلك المؤهلات اللغوية، وكل تلك القدرة على تحويل دفة التناظر في مصلحته حتى ولو كانت حججه ضعيفة والقضايا التي يدافع عنها غير عادلة، وهو ما يثير ضده حفيظة الكثير من الفرنسيين الذين يعتبرونه شخصا يشكّل خطرا على فرنسا.

وهكذا، فإن ما قالته الفتاة المسماة ماجدة العروسي عن العلاقة التي كانت تربط طارق رمضان  بها كان من الممكن أن يكون مادة في غاية الأهمية بالنسبة إلى العديد من القنوات التلفزيونية الفرنسية، لو كانت هذه القنوات تجري نحو الإثارة، وتلهث وراء أخبار المشاهير. غير أن ما حدث، هو أن هذا الخبر لم تهتم به أي قناة تلفزيونية أو صحيفة شهيرة، ما عدا بضع مواقع إخبارية إلكترونية غير مؤثرة لا يتجاوز عددها ثلاثة، يبدو من الصيغة التي تعاملت بها مع الخبر بأنها غير مهنية بالمرة، إذ تناقلت نص الخبر فيما بينها دون أن تطرح فرضية أن يكون طارق رمضان بريئا من الاتهامات التي وجهتها له هذه السيدة التي لم تعزز بعد اتهاماتها بـالأدلة التي كانت قد وعدت في شريطي الفيديو بأنها ستكشف عنها. بل الأكثر من ذلك، أنه قبل ثلاثة أيام لم يعد لهذين الشريطين وجود في موقع "يوتوب" الذي كانت نشرتهما فيه، علما أنها كانت قد أكدت في تصريحاتها المصورة بأنها ستواصل نشر المزيد من الفيديوهات حول علاقتها بطارق رمضان، وأنها بصدد كتابة كتاب عن هذه العلاقة.

اختفى الشريطان من "يوتوب" لكن الرسائل القاسية التي توجهها ماجدة في صفحتها بفيسبوك لطارق رمضان تؤكد أن المعركة بينهما لن تنتهي وسيذيع صيتها.

Ahmed-eddaferi_New1_3

أحمد الدافري