ثقافة وفن

حبيبة بومليك: "السينما الأمازيغية  تظل سينما محتشمة وغير قادرة على المنافسة الدولية"

شادية وغزو الثلاثاء 12 يوليو 2016
ADIOS-CARMEN
ADIOS-CARMEN

AHDATH.INFO - خاص

احتضن معهد "لاغوارديا" التابع لجامعة نيويورك في يونيو الماضي الدورة الثانية لمهرجان الفيلم الأمازيغي، و هي الدورة التي تميزت بمشاركة العديد من الأشرطة الوثائقية القصيرة والطويلة، تجمع بين أعمال لمخرجين هواة ومحترفين من مختلف بلدان شمال إفريقيا. في الحوار التالي تتطرق حبيبة بومليك الأستاذة بجامعة نيويورك ومديرة مهرجان الفيلم الأمازيغي إلى طبيعة المجهودات التي يقوم بها للمهرجان لدعم السينما الأمازيغية والأهداف التي يراهن عليها في دوراته المقبلة.

HABIBA BOUMLIK PIC

 

 كيف جاءت فكرة إقامة مهرجان للسينما الأمازيغية بأمريكا؟

فكرة  إقامة مهرجان للسينما الأمازيغية في نيويورك انطلقت من خلال معرفتنا بتواجد جالية هامة العدد من الأمازيغ من كل أنحاء شمال إفريقيا في نيو يورك هذا إلى جانب  أن هناك العديد من الأنشطة والمنظمات والجمعيات تهتم بحقوق الأقليات العرقية والأقليات الناطقة للغات متعددة من كل أنحاء العالم  في مدينة نيويورك بالتحديد، إلا اننا لم نسمع عن أي تظاهرة أخذت بعدا سينمائيا أو اتخذت من السينما وسيلة تعبير عن حقوق السكان الأصليين خارج موطنهم الأصلي، فأردنا أن نبادر نحن بهذه الفكرة حتى نوسع دائرة النقاش في مسألة الشعوب الأصلية والأمازيغ بالتحديد.

ثم إن وجود مادة سينمائية أمازيغية لابأس بها وإن ظلت متواضعة  شجعنا على التفكير في تنظيم هذا المهرجان للتعريف أكثر بكل ما يتعلق بالهوية واللغة والثقافة الأمازيغية وهي أيضا بادرة من شأنها  أن تشجع المهتمين بالقضية الأمازيغية  على  إنتاج أعمال أكثر  في مجال السينما.

 

ما هي الأهداف التي يراهن عليها المهرجان؟

الهدف العام للمهرجان هو التعريف بالأمازيغية كهوية ثقافية ولغوية بالنسبة للسكان الأصليين لشمال إفريقيا خارج مواطنهم الأصلية وبالأمازيغية كقضية مازالت تعاني في عدد من الدول الكثير من التهميش والتعتيم والتعدي الممنهج على الحقوق والخصوصيات الثقافية، لكن أهداف المهرجان تتغير بحسب تغير الموضوع العام الذي يتم اختياره لكل دورة.

فعلى سبيل المثال في الدورة الأخيرة اخترنا أن يدور النقاش حول  تحطيم الحدود والقوالب النمطية التي عادة ما تغذيها إيديولوجيات مختلفة حول الشعوب الأصلية والأمازيغية بالتحديد.

لذلك لم تقتصر الأفلام التي عرضت على  أمازيغ المغرب فحسب بل تم عرض أفلام عن أمازيغ الصحراء –الطوارق- وأمازيغ سيوا في مصر، وحتى الأمازيغ الذين تم تهجيرهم إلى إسرائيل  في الخمسينيات والستينات في إشارة إلى أن التواجد الأمازيغي  يتجاوز ما تعودت الخرائط الجيوسياسية أن تعرضه لنا.

 

ما تقييمك لوضع السينما الأمازيغية بالدول المغاربية وبالمغرب تحديدا؟

المادة السينيمائية الأمازيغية وإن تواجدت مازالت متواضعة كما أنها مازالت ناشئة، حيث أن تاريخ أول فيلم أمازيغي يعود إلى فترة التسعينات، فيلم"تاوريرت إتواتون"  اقتباسا عن قصة مولود معمري "الهضبة المنسية"  وهو فيلم تدور أحدثه في منطقة القبائل الجزائرية.

ولا ننسى أن الامكانيات التي يقوم بها إنتاج الفيلم الأمازيغي محدودة جدا نظرا طبعا لعدم وجود دعم سياسي وثقافي فعلي لكل ما يتعلق بالسينما الأمازيغية  لذلك تظل سينما محتشمة وغير قادرة على المنافسة الدولية وإن كان هناك محاولات لا بد من العودة للثناء عليها رغم الصعوبات.

 

ما هي المجهودات التي تقومون بها كجهة منظمة من أجل دعم السينما الأمازيغية؟

أولا التعريف بتواجد السينما الأمازيغية، فعلى الرغم من أن المهرجان مازال يتحسس خطاه الأولى حيث أن الدورة الأخيرة هي الدورة الثانية فحسب إلا أننا لقينا استحسان العديد من الحضور، كما أن العديد من الجهات المهتمة بمسألة الشعوب الأصلية أثنت على مجهوداتنا وأعربت على رغبتها في التعرف أكثر على خصوصيات الأمازيغية الثقافية واللغوية، وطالبتنا بتنظيم دورات أخرى.

يقوم المهرجان أيضا بالتعريف ببعض المنتجين والمخرجين الشبان الذي أصبح لهم اهتمام خاص بالمواضيع المرتبطة بالأمازيغية في عدد من الدول المغاربية، خصوصا في السنوات الأخيرة بعد اندلاع ما يسمى بثورة "الياسمين" في تونس، حيث إننا قمنا بعرض أول فيلم عن أمازيغ تونس وهو فيلم "أزول" لمخرجه الهاوي وسيم قربي وقد أنتج سنة 2013.

طبعا نأمل أن نواصل في الدورات القادمة على نفس هذا الدرب في دعم السينما الأمازيغية بتوفيرفضاء تعرض فيه على الأقل خارج النطاق المحلي  حتى وإن ظلت إمكانية الانتاج الضخم والمحترف محدودة.

وهنا لا بد من توجيه شكر خاص إلى جامعة مدينة نيويورك ومعهد لاغوارديا الذي فتح لنا فضاء مسرح LPAC ، واحتضن تظاهرة مهرجان الفيلم الأمازيغي.

حاورتها: شادية وغزو