السياسة

أكاديمي أردني: انتخابات 7 أكتوبر أكدت قدرة المؤسسات المغربية على الإلتزام بالمسار الديمقراطي وتعزيزه

أسامة خيي السبت 15 أكتوبر 2016
elections-marocaines-3
elections-marocaines-3

AHDATH.INFO و م ع

قال الأكاديمي الأردني المقيم باليونان عبد اللطيف درويش إن انتخابات 7 أكتوبر أكدت "قدرة المؤسسات المغربية على الالتزام بمسار ديمقراطي والمضي في تعزيزه، في حالة فريدة من نوعها في المنطقة العربية".

وأضاف درويش أن الانتخابات "التي تجري بحضور مراقبين، وبدون إثارة أية ردود فعل دولية سلبية، وغياب تشكيك داخلي من مختلف الأحزاب السياسية المشاركة تعكس في الواقع قدرة المغرب الفائقة على إدارة الأزمات واستيعابها، وإحداث التغيير المطلوب".

ومضى قائلا "إن هذه الانتخابات تؤكد بالخصوص قدرة المغرب على تجاوز ما واجهته وتواجهه حاليا دول المغرب والمشرق العربيين من مشاكل راجعة لعجزها عن الخروج من حالة غير ديمقراطية وتبني مسار ديمقراطي طبيعي".

وأضاف لطيف درويش وهو أستاذ الاقتصاد وإدارة الأزمات بجامعة كارديف ميتروبوليتان البريطانية بأثينا، "إن المغرب تمكن من إمساك الشراع في ظل الرياح العاصفة التي تهب على المنطقة العربية، ما يبرز قدرة القيادة السياسية على التفاعل وتجاوز الأزمات"، كما تؤكد "هذه الانتخابات قدرة المواطن المغربي والأحزاب السياسية والقيادة السياسية على فهم متطلبات المرحلة والتجاوب معها ومع ما تعرفه المنطقة من تطورات".

ولاحظ درويش أنه حتى الاعلام الخارجي لم يسجل وجود أي نوع من الضغط أو تجاوزات في هذه الانتخابات، ووقف عند نتائج شفافة ومواقف أحزاب سياسية مختلفة قبلت بالنتائج ولم تشكك فيها، وفي ذلك دليل على وجود نزاهة، ويؤكد على تمكن القيادة السياسية من استيعاب التطورات السياسية وإدارتها.

وقال إن كل الأزمات التي تحدث في العالم العربي هي ناتجة عن عدم قدرة القيادات السياسية الرسمية على استيعاب المتغيرات الموجودة في العالم، ففي الوقت الراهن لا يستطيع أي نظام سياسي الحكم مثلا بدون رقابة الإعلام ومجتمع المعرفة والمعلومات والعولمة، كما لا يستطيع السيطرة على ما أصبح متاحا للناس الاطلاع عليه وتشكيل وعيهم وتصرفاتهم السياسية من خلاله.

وأضاف أن الازمات موجودة باستمرار وطبيعية في المجتمع بل إنها ضرورية لاستفزاز العقل البشري لإنتاج شيء جديد والإبداع والابتكار، غير أنه يتعين إدارتها بكل حكمة وتبصر لأنها إذا طالت ولم تجد حلا تصبح أزمة حقيقية في البلد، ذات تبعات خطيرة على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولسنوات طويلة.

وأضاف أنه في المنطقة العربية التي تعرف أزماتها تفاقما ناتج عن عدم استيعابها ومعرفة التعامل معها توجد استثناءات قليلة أبرزها المغرب ثم الاردن، والمغرب حالة فريدة في فن إدارة الازمات واستيعابها وإحداث التغيير المطلوب.