كلمة الأحداث المغربية

عنتر شايل سيفو !

طه بلحاج الجمعة 11 نوفمبر 2016
benkirane-safaha-1
benkirane-safaha-1

AHDATH.INFO- بقلم محمد أبويهدة

الباحث عن جواب لسؤال السبب في تأخر ابن كيران عن تشكيل الحكومة، سيجده في أول تصريح صحافي لرئيس الحكومة المعين، فماذا قال؟

حتى قبل أن يكمل جولة مشاوراته الأولية وبعد أن التقى ببعض الأمناء العامين للأحزاب السياسية الذين ثمنوا هذه اللقاءات وكلهم أمل في نجاح المشاورات، خرج ابن كيران للصحافة لينذر دون أن يعذر: أنا لن أقبل منطق الابتزاز!

استغربت حينها مثل هذا التصريح من رجل دولة يفترض فيه الحكمة قبل المواجهة، والحلم قبل الغضب، والتعقل قبل خبط الطاولة. وعلى العكس من ذلك خرج ابن كيران من جولة المشاورات مشهرا سيفه، يلوح به في السماء، باحثا عن خصوم جدد لا يوجدون سوى في مخيلته الحربية.

عادة ما يطرق رجال السياسية - خلال إجراء المشاورات- كل الأبواب ليجسوا النبض، وهذا ما استبشرنا له عندما انخرط ابن كيران في استقبال الأمناء العامين تباعا ببيته الحزبي، لكن الرجل ما أن شعر أنه وضع بضعة أسماء في جيبه وأمن عليها حتى أخرج سيفه من غمده وشرع من جديد في مواجهة طواحين الهواِء.

ولأن السرعة التي سارت بها المشاورات الأولية كانت قياسية، خرج المحللون والعلماء ليشرحوا لنا سهولة مهمة ابن كيران وكيف أنه يفاوض من موقع قوة، وأن جميع الأحزاب تحلم بالاصطفاف إلى جانبه في ولايته الثانية، وهو ما كذبه الواقع كما كذب تكهنات المنجمين.

فقد توقف قطار المفاوضات قبل أن يصل سرعته الطبيعية التي تخول له بلوغ المحطة النهائية في الوقت المحدد، ولم تنفعه ثقة كتلته الناخبة التي منحته التفوق في صناديق الاقتراع، ووجد مدرس الكمياء نفسه أمام معادلة مستعصية على الحل، ففي سعيه الحثيث للإمساك بمجهول المعادلة، انسلت من بين يديه باقي الأرقام ليجد في النهاية أنه صفر اليدين، يضرب الأخماس في الأسداس دون أن يهتدي إلى الحل سبيلا.

هناك من أرجع هذه الثقة الزائدة في نفس الرجل إلى أنه أحس بالقوة بعد نتائج الانتخابات، وبعد أن كان يرفع شعار مواجهة التحكم خلال حملته أصبح ما كان يسعى لمواجهته جزء منه من حيث لا يدري، فانقلب على كتائبه التي لطالما شكلت دعامته الأساسية على مواقع التواصل الاجتماعي، وضاق منها صدره وأنكر عليها فوزه، ومزق أمام الملأ وفي تصريحات علنية كل رابطة تربطه بها، ناعتا أعضاءها تارة بالصكوعة وأخرى بالمداويخ وثالثة بالمراهقين، وقد كان كثير منهم إلى حد قريب بمثابة سيفه الذي يضرب به منافسيه ولسانه الذي يوجه سهاما إلى خصومه، وذرعه الذي يصد به المناوشات، فكفروا و"زندقوا" كل من خالفهم ووضعوا خارج الملة كل من رفع لواء غير لوائهم.

واليوم بعد أن وجد نفسه في ورطة إثر انقلاب الكتائب وابتعاد الحلفاء، سيستجير ابن كيران مرة أخرى بالأشباح، ولن نفاجأ إذا ما طلع علينا بعض من قومه الأوفياء ليجعلوا عجزه في تشكيل الحكومة جديدة علامة من علامات الساعة..!