رياضة

‘‘كاف إكزيت‘‘ : التغيير الحاسم

سعيد نافع الاحد 19 مارس 2017
صورة مادة رئيسية
صورة مادة رئيسية

AHDATH.INFO - خاص - سعيد نافع

سنة 2002، وبعد 14 سنة من تربعه على عرش الكاف، حاول عيسى حياتو تجريب ‘‘ صحتو‘‘ مع جوسيب بلاتير في انتخاب رئاسة الفيفا بسيؤول الكورية ثلاثة أشهر قبل انطلاق كأس العالم في كوريا واليابان. جاءت الهزيمة ساحقة وبكسر العظام، وفهم حياتو أن افريقيا هي مجاله الحيوي، وأنه قادر على الاستمرار في رئاسة الاتحاد الافريقي لكرة القدم، بتبني مبدأين أساسيين : الابتعاد عن منافسة بلاتير، واستعمال أساليبه في تكوين التحالفات لضمان البقاء. ظل حياتو في مكانه 15 سنة أخرى بعد هذا الاصطدام، لكن العرش صار يتهاوى منذ أن تخلخلت أركان الفيفا قبل سنتين، وتغيرت الكثير من الأشياء.

في أديس أبابا أول أمس انتهى عهد حياتو الطويل في الاتحاد  الافريقي لكرة القدم بعد 29 سنة بالتمام والكمال. الملغاشي أحمد أحمد يقلب الطاولة على الرئيس القديم للكاف بفارق 14 صوتا ( 34 – 20 ) في مفاجأة قل من انتظرها في دهاليز الاتحاد الافريقي. اهتزت القاعة بالهتاف والتصفيقات بعد إعلان النتيجة النهائية. أحمد أحمد المغمور مقارنة بغريمه في الانتخابات الرئاسية للكاف، كذب كل التكهنات التي كانت تصب في اتجاه ولاية رئاسية ثامنة لحياتو على العرش الافريقي، الرجل المنهك بالمرض ذو السبعين سنة، والناجي من الحملة التي عصفت ببلاتير وبلاتيني، و22 إسما كبيرا في الفيفا قبل سنتين.

في أول خروج إعلامي له بعد الانتصار الساحق قال أحمد أحمد بثقة ‘‘ لو كنت أعلم أن حظوظي قليلة في الفوز بالانتخابات لما تقدمت كمرشح أمام عيسى حياتو ‘‘، فيما توارى الكاميروني عن الأنظار خاج القاعة الكبرى محاطا ببعض الحرس، ومفضلا عدم الإدلاء بأي تصريح للصحفيين. جورج أفراي، نائب الاتحاد الغاني لكرة القدم وأحد كبار المصوتين لأحمد أحمد صرح بالمناسبة ‘‘ السيد حياتو قدم الكثير لكرة القدم الافريقية، لكن الوقت قد حان لتغييره ‘‘.

قبيل الانتخابات، حرص أحمد أحمد على إقناع الناخبين في الاتحادات الافريقية المشاركة في عملية التصويت ببرنامج يتجاوز أخطاء المرحلة السابقة في ‘‘ الحكامة الجيدة ‘‘ و‘‘ الشفافية في الصفقات المالية ‘‘ و ‘‘ القطع مع أساليب الماضي الغامضة والمتواطئة‘‘. في حين لم يجد عيسى حياتو أكثر ‘‘ من الخبرة الكبيرة والنضج في التسيير ‘‘ كخيط رفيع لبرنامجه الذي دمغ في ثلاث صفحات فقط. حتى خطاب الرئيس الخارج، الروتيني قبيل كل انتخابات، تجنبه حياتو، كمن كان يتلمس السقطة الآتية. محمولا على الأكتاف، جاب أحمد أحمد جنبات القاعة الرئيسية للمؤتمر، وسط تفيقات مباركة من جياني انفانتينو رئيس الفيفا، الحريص على حضور المحفل الافريقي شخصيا كما يفترض بروتوكول الاتحاد الدولي لكرة القدم.

عيسى حياتو، الرئيس الأطول عمرا على عرش الاتحاد الافريقي أدى ثمن الإشاعات التي حامت حول تورطه في تلقي رشاوى من دولة قطر، بإيعاز وتشجيع وتوجيه من الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا جوسيب بلاتير، لتسهيل حصولها على الأصوات في استضافة كأس العالم 2022. اتهامات وشائعات نفاها الكاميروني جملة وتفصيلا في كل مرة، وزكاه في ذلك، عدم تعرضه لأي توقيف من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال التحقيقات التي أطاحت برؤوس كبيرة في زوريخ. أكثر من ذلك، ترأس عيسى حياتو بنفسه الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالإنابة ومرحليا، بعد توقيف بلاتير، وفقا للعرف القاضي بتولي أكبر رؤساء الاتحادات القارية سنا للمنظومة الكروية العالمية في حالة مرض أو وفاة أو توقيف الرئيس، في انتظار إجراء الانتخابات الرئاسية .

جياني انفانتينو رئيس الفيفا انتقل إلى أديس أبابا لحضور انتخابات الاتحاد الافريقي لكرة القدم، وسط تكهنات قوية أشارت إلى مساندته للمرشح الملغاشي أحمد أحمد، وإشاعات وجدت مادتها في الخطاب الموجه من الأمينة العامة للفيفا السينغالية فاطمة سامورا للمشاركين في المؤتمر، والتي دعت فيها علنا إلى ضرورة ‘‘ الانتهاء من الماضي وأساليبه الغامضة ‘‘. الرجل الأقوى في الفيفا اليوم، وبغض النظر عن إسهامه في إسقاط الرئيس المخلوع عيسى حياتو الذي يظل بحاجة إلى إدلة مباشرة، وجد الفرصة مواتية للانتقام من الكاميروني الذي كان قد ساند الأمير الإماراتي الشيخ سلمان بن ابراهيم الخليفة خلال انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا العام الماضي .