فكر و دين

الرابطة المحمدية للعلماء تنظم ورشة لمحاربة التطرف بين صفوف الشباب

سكينة بنزين الاحد 19 مارس 2017
unnamed
unnamed

AHDATH.INFO - الرباط : عبد الإله عسول

"مواجهة التطرف العنيف: إعادة بناء الخطاب عن طريق الإستراتيجيات الرقمية"كان موضوع ورشة علمية حول بناء القدرات لدى الشباب ،نظمتها بسلا يوم الجمعة(17 مارس) ، الرابطة المحمدية للعلماء بشراكة مع"منظمة البحث عن أرضية مشتركة" ،حضرها 40 فاعلا مدنيا وحكوميا: من العلماء أعضاء المجلس الأكاديمي للرابطة، وقيادييينمجتمعييين، والعلماء الوسطاء، والمثقفين النظراء الشباب، والمصممين الفنيين (infographistes) لقصص الأطفال، والرسوم المتحركة، ومعدي ألعاب الفيديو، والنشطاء في المجتمع المدني، والتقنيين المعلوماتيين، والمهندسين الإعلاميين، والمشتغلين في الفضاء الافتراضي، ومستخدمي الإعلام الرقمي، والتربويين.

وفي كلمة افتتاحية لأشغال ورشة بناء القدرات أبرز الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أحمد عبادي '' أن مواجهة خطاب التطرف تتطلب بلورة خطاب بديل وقوي على المستوى الواقعي ولكن بدرجة أكبر على المستوى الافتراضي والرقمي، لأن الصراع يجري في حلبة المضمون، مشددا في هذا الصدد على ضرورة تضافر البعدين العلمي والأمني مع الأبعاد الاقتصادية (التنمية) بشكل متناسق في هذه المواجهة، مع مجهودات المجتمع المدني من خلال الجمعيات المشتغلة في الميدان مع الأطفال والشباب.''

وشدد، د. أحمد عبادي، في السياق نفسه، ''على أهمية بناء قدرات العلماء والقيمين الدينيين بمختلف مستوياتهم وكذا تعبئة مختلف الشرائح (خريجو الكليات ومدارس الفنون الجميلة، والمهندسين الإعلاميين...) ومختلف الوسائط (الانترنيت، الإنتاجات السينمائية، والتلفزيونية، وألعاب الفيديو..).''

ومساء نفس اليوم وفي إطار أنشطتها العلمية والفكرية من المدخل الإبداعي والجمالي الهادفة لمكافحة الفكر المتطرف المنحرف، نظمت الرابطة المحمدية للعلماء، أمسية روحية للسماع الصوفي، لفائدة المشاركات والمشاركين في فعاليات ورشة بناء القدرات، وذلك بالفضاء الثقافي السينمائي هوليود، حي كريمة، تابريكت سلا، بحضور ممثلين عن أكثر من 30 جمعية من المجتمع المدني، المشتغلة في مجال تأطير الأطفال والشباب ميدانيا، وما يزيد على 1000 من الحضور، بالإضافة إلى ممثلين عن السلطات المحلية بمدينة سلا، وممثلين عن الأمم المتحدة بالمغرب، وممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وعلماء أفارقة، وطلبة باحثون، وممثلين عن مؤسسات أكاديمية وتربوية وتعلمية.

وفي تصريحه بالمناسبة أكد الدكتور أحمد عبادي ''أن تنظيم هذا الحفل الروحي بالموازاة مع ورشة بناء القدرات لدى الشباب يندرج في إطار تفعيل المدخل الجمالي والروحي في نبذ خطاب العنف والكراهية لدى الأطفال والشباب، وغرس قيم السلم والوئام لديهم.وأضافالأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء أن هذا الحفل يأتي تتويجا لاشتغال ميداني أشرفت عليه الرابطة المحمدية للعلماء مع  أكثر من 30 جمعية من هيئات المجتمع المدني المشتغلة في مجال مكافحة التطرف، والكراهية، وهي جمعيات تستحق كل الإشادة والتشجيع لما تبليه في مجال بث قيم الوئام والعيش الآمن.''

وحسب الدكتور محمد المنتارمدير الوحدة الإعلامية والرقمية بالرابطة المحمدية للعلماء ''تدخل ورشة بناء القدرات، -مواجهة التطرف العنيف: إعادة بناء الخطاب عن طريق الإستراتيجيات الرقمية- التي نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء بتعاون مع منظمة البحث عن أرضية مشتركة في الفترة ما بين 17 إلى 19 مارس 2017، بمدينة الرباط،(تدخل) في إطار استراتيجية الرابطة المحمدية للعلماء لبث المعرفة الدينية الآمنة، على أوسع نطاق، ورقيا ورقميا، بهدف محاصرة خطاب الجماعات المتطرفة، وقطع الطريق على المتاجرين بالدين، والمشوهين لقيمه وصفائه. وقد تغيت الرابطة المحمدية من هذه الورشة التي شارك فيها بالإضافة إلى علماء وعالمات أعضاء المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء، مرشدون دينيون، ومثقفون نظراء شباب، وعلماء وسطاء، وشباب جامعيون، وصحافيين مهتمين ومشتغلين في المجال، بلورة أدوات ووسائل عمل يتم اعتمادها وتملّكُها من لدن فئة الشباب، من أجل تعزيز قدرات القادة الدينيين والشباب، قصد تمكينهم من تعرف المخاطر استباقيا، وإعداد استراتيجيات رقمية حاملة لمضامين معرفية تمكن من التصدي للخطاب المتطرف في مختلف حوامله.''

وأضاف د.المنتار 'أن الورشة  هدفت  إلى إجراء تقييم شامل لخطاب التطرف العنيف وآليات بثه في الأوساط، وخاصة آليات التواصل الرقمي، اعتمادا على منهجيات التفكيك وبناء القدرات؛بلورةخطاب إيجابي وفعال يعتبر بديلا أساسيا، قصد مكافحة خطاب التطرف العنيف، المؤدي إلى التحريض على جرائم الإبادة الجماعية؛إشراك الشباب والعلماء الوسطاء والفاعلين المجتمعيين، ومستعملي الفضاءات الرقمية، في الحد من مخاطر التطرف العنيف؛ الإعداد العلمي والتقني لبناء مواقع تفاعلية للتواصل الاجتماعي، لإنتاج خطاب بديل عما تروجه قنوات ومنصات التطرف العنيف والرعب، استنادا إلى ما أنجزته الرابطة المحمدية للعلماء في الموضوع، من مثل "منصة الرائد" و"موقع مكافحة السلوكيات الخطرة والتثقيف بالنظير"؛ تحقيق فرصة لتَبَيُّن أدوار القادة الدينيين الشباب (العلماء الوسطاء)، والشباب (المثقفين النظراء) فيما يخص تقوية القدرات، وتنمية المهارات الممكنة من بناء خطاب ديني إيجابي معتدل، يقوم على الفهم الأصيل لحقوق الإنسان، في مقابل خطاب الحركات الإرهابية المبني على التطرف العنيف؛بلورة أدوات ووسائل عمل يتم اعتمادها وتملّكُها من أجل تعزيز قدرات القادة الدينيين والشباب، قصد تمكينهم من تعرف المخاطر استباقيا، والتصدي لها قبل حدوثها، وذلك بتمكينهم من تحديد وفهم السلوكيات المتضمنة للكراهية والعنف، والقدرة على محاصرتها بشكل سريع وموحّد؛ تعزيز "التثقيف الرقمي"، بمزيد تأسيس فضاءات تفاعلية رقمية لبث المعرفة الدينية الآمنة، تحصينا لرواد شبكة الانترنت من آفات التطرف والإنغلاق والجمود..'