مجتمع

المغرب يستفسر السفير الجزائري ويفتح حدوده لعشرات اللاجئيين السوريين

سعيد نافع الاحد 23 أبريل 2017
05da
05da

AHDATH.INFO - متابعة

استدعت وزارة الخارجية المغربية، أول أمس السبت، السفير الجزائري في الرباط للاحتجاج على ترحيل سلطات بلاده أكثر من 50 مهاجرًا سوريًا نحو المغرب. وقالت وزارة الداخلية المغربية، أن قوات الأمن الجزائرية، بترحيل قسري لأفواج مهاجرين سوريين صوب التراب المغربي. ونددت السلطات المغربية في بيان رسمي بما سمته “الوضعية المزرية التي يعيشها المهاجرون السوريون بالتراب الجزائري‘‘ ، بالإضافة إلى الظروف القاسية التي يمرون بها بالجانب الآخر للحدود المغربية. وقالت: إن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها السلطات الجزائرية بترحيل مهاجرين صوب التراب المغربي، حيث تم تسجيل مثل هذه التصرفات في فترات سابقة.

 “شتائم وضرب وطرد لنا”... “نفسياتنا الأن منهارة وحالتنا متردية ولا نملك المال والسفارة السورية لم ترد على اتصالاتنا التلفونية ولا لمناشداتنا اليومية” ... شهادات من شهادات أخرى كثيرة  أوردها ‘‘مصطفى‘‘  أحد اللاجئين السوريين من الحدود الجزائرية المغربية بعد طرده مع عائلته من الجزائر بأتجاه الاراضي المغربية في اليومين السابقين، كما قدمها سوريون دفعوا دفعا إلى التراب المغربي من الجزائر. لوهلة ظن البعض منهم بعد فراره من الحرب في بلده أنهم اخيراً قد وجدوا ملاذا آمنا في البلد الجار، لكنهم وجدوا  ما لم يكن في الحسبان. ففي تحدٍ للقوانين الدولية والأخلاقية لم يتوان حرس الحدود الجزائري عن إهانة وسب  وضرب العائلات السورية قبل طردها نحو الاراضي المغربية، ليتواصل هذا المسلسل من الطرد الجماعي المتكرر والممنهج للسوريين اللاجئين في الجزائر .

أكثر من ذلك، عائلات سورية تتحدث عن تعرضها لحصار ومضايقات مقصودة منذ قدومهم الى العاصمة الجزائرية بدأ بفرض رسوم تصل الى 4 الاف يورو للحصول على الأقامة, اضافة الى رشوة أحد الضامنين الجزائريين من أجل الحصول على اقامة مؤقتة ويصبحون “شرعيين” في تلك البلد  لكن سرعان ما انتهت صلاحية تلك الأقامة و تم اغلاق مكتب اللاجئين بوجه جميع السوريين. اللاجئون بينهم أطفال وشيوخ دخلوا التراب المغربي على مرحلتين خلال الأيام السابقة، عبر المنطقة الحدودية «تاغلا»، حيث تم نقلهم بشاحنات الجيش الجزائري وتم تركهم بالقرب من الحدود المغربية.

إنها صورة مصغرة، لكن دالة، عن الوضعية المزرية التي يعاني منها سوريون طردتهم الجزائر إلى الحددود المغربية في الأيام القليلة الماضية. وضع إنساني مستفز دفع وزارة الخارجية المغربية إلى إصدار بلاغ كشفت فيه وصول العشرات من اللاجئين السوريين إلى الحدود المغربية في منطقة فكيك، مضيفة ‘‘ أن سلطات البلاد تعبر عن استغرابها لعدم مراعاة الجزائر أوضاع هؤلاء المهاجرين، ودفعهم قسراً نحو ترابنا، وذلك في تصرفات منافية لقواعد حسن الجوار، التي تدعو إليها المملكة ‘‘. للتذكير فقط، هذه ليست أول مرة تقدم فيه السلطات الجزائرية على أمر مماثل، فقد رحلت السلطات الجزائرية في ظرف يومين فقط، بين 26 و 28 يناير الماضي، زهاء “77 مواطنا سوريا، من بينهم 18 امرأة و43 طفلا، بعضهم رضع تقل أعمارهم عن شهرين”، وفق ما ورد في البلاغ الرسمي لوزارة الداخلية المغربية .

بالمقابل قامت فعاليات من منظمات المجتمع مدني ومؤسسات رسمية مغربية بستقبال لاجئين سوريين في نقطة “لقنافدة” الحدودية، واصطحابهم الى اماكن اكثر أمناً بعد تقديم الطعام لهم والترحيب بهم واتخذت الاجراءات اللازمة في حقهم بطلب اللجوء الانساني في المغرب .