الكتاب

لكي لايسرق الزمن عمرنا وحتى لايصادر الخوف أحلامنا

أسامة خيي الأربعاء 22 أكتوبر 2014
لكي لايسرق الزمن عمرنا وحتى لايصادر الخوف أحلامنا
حياة البدري moi عزيمة

حتى لايسرق الزمن أعمارنا ولكي لايصادر الخوف أحلامنا، يجب أن نتربى وأن نربي أبناءنا على  الانتصار والإجهاز على الخوف الذي يتربع فينا...والذي يعشعش بين صدورنا ويكبل أيدنا وأرجلنا... ويصادر بالتالي أحلامنا ويجعلنا حبيسي التشاؤم والاكتئاب الذي بات سمة العصر لدنا شبابنا وحتى أطفالنا...

يجب أن نتعلم وأن نعلم أبناءنا أن الفشل ليس عيبا وإنما العيب في عدم المحاولة والوقوف دون حركة نحو الأمام...

يجب أن نتعلم ونعلم أطفالنا أن الفشل وسيلة لحسن الإقلاع وسببا من أسباب النجاح...

نعم يجب أن نتعلم وأن نعلم أطفالنا فنون محاربة كل ألوان السأم والديجور فينا، وأن نتمطق بكل أحزمة الصمود والصبر...لمحاربة وحش كاسر نمى  وترعرع بذواخلنا بفضل الزمن الأغبر الذي نعيشه ...وبفضل تغير الطبائع الجميلة فينا... التي عمل سكان الزمن المقيت على وأدها فينا وتعويضها بالانهزامية  عند أولى المحاولات والفرص...

 فلكي لايسرق هذا اللعين أحلامنا، ولكي لايجهز على وقتنا وحيواتنا ... يجب علينا أن نجهز عليه... وأن نسبق للمبادرة عليه... حتى لانألف التقاعس والقنوط وبالتالي الاستسلام لومضات الاكتئاب والنحيب...

نعم يجب أن نتربى وأن نربي أطفالنا على طرد كل ماهو سلبي فينا ونتعلم كيف نقتلع السلبية والعدمية التي ركبتنا من الرأس حتى أخمص القدمين...

ولنرتدي الحلة الخضراء، ولنتمطق بحزام الحياة والاستمرارية، ولنرى الحياة بأعين متفائلة ولنطرد النظرة السوداوية فينا...آنذاك ستمنحنا الحياة في كل لحظة وثانية، في كل دقيقة وساعة، في كل يوم وسنة ... حياة أكبر وحبا أوفر...حبا لأنفسنا و لآبائنا ولأبنائنا وأزواجنا ولكل المحيطين حولنا...

آنذاك سنتنفس أريج الحب، الدواء لداء العادت السيئة التي باتت تزحف حولنا وتغلف شبابنا وحتى على قلوب أطفالنا وطفولتنا!!!....

نعم، آنذاك سنتنفس حنانا أوفر ومسؤولية أكبر وحبا أغزر، هذا الدواء الفعال والمصل الإيجابي الذي سيقاوم داء القنوط والاحباط، الابنين البار ين للانهزامية والاكتئاب الذين باتت سهامهما تصيب شريحة عظمى من مجتمعنا!!!...

فلنتربى ولنربي أجيالنا اللاحقة على ارتداء حلة الطبيعة الخضراء، المزركشة بألوان الأمل ... ولنركب أجنحته المحلقة نحو الاعالي ولنركب نخلته السامقة ...آنذاك سنقضي على العجز فينا والخمول الذي بات يغطينا ويكتسحنا...

ولنتحدى الصعاب ولنركب أمواج بحر الحياة العاتية... دون تردد أو خوف من الفشل... ولنتسلق جبال العزة والكرامة والشهامة والفظيلة... التي وأدتها فينا مثبطات هذا الزمن...

ولنثأر لكل خلية من خلايانا... التي خيم عليها التشاؤم والقهر وكل ألوان انهزامية هذا الزمن المقيت... زمن الماديات والإكراهات الكبيرة والطويلة الامد...

فلنتعلم فن القفز نحو الاعالي والنصر والانتصار وعدم التقاعس منذ بداية البداية، ولنمزق الستار القاتم الذي تحيكه  الظرفية الراهنة حول أطواقنا وعقولنا وأجسادنا وأحلامنا...

ولنطر نحو أفق سماء الأمل والتفاؤل... ولنبدأ ...بدل التردد والبقاء مكثوفي الأيادي ومشدوهي الأفواه والاعين... أمام قناص لعين اسمه الخوف والاكتئاب...

ولنعش حيواتنا ولنفرح بأحسن اللحظات من أعمارنا ...دون منحه فرصة تعكير أمزجتنا ومصادرة أحلامنا ومخططاتنا ولنقضي على الخوف القائم فينا...

حياة البدري