AHDATH.INFO - إكرام زايد
شخصية "دون كيشوط" في مؤلف الكاتب الإسباني الشهير سيرفانتيس كانت موضوع الندوة التي عقدها الكاتب عبد الله الطايع بالمعهد الثقافي الإسباني مساء اليوم الثلاثاء بالرباط، بعد دعوة تلقاها من قبل مدير هذه المؤسسة بمناسبة أسبوع الصداقة الإسبانية المغربية الذي تحييه حاليا مختلف المعاهد الإسبانية الموجودة على أرض المملكة المغربية..
موضوع فضل الطايع قبل التطرق إلى مناقشته وإبداء وجهة نظره إزاءه، الرجوع إلى ماضيه وتوضيح علاقته الخاصة بالمعهد الثقافي الإسباني التي ترتبط بوالدته ووالده وبمرحلة دراسته الجامعية العليا، حيث ولج المعهد لتعلم اللغة الإسبانية قبل التعريج نحو اهتمام خاص بالسينما الألمانية عبر عروض سينمائية قدمها حينها معهد "غوثه" الألماني بالرباط..
وللحديث عن شخصية "دون كيشوط" باعتباره رجل القرن 17 الميلادي في مؤلف الكاتب الإسباني سيرفانتيس، عاد عبد الله الطابع إلى مرحلة طفولته التي تابع خلالها- على غرار أبناء جيله- الرسوم المتحركة التي قدمتها التلفزة المغربية حينها تحت عنوان "دون كيشوط".. قبل أن يوضح أن سيرفانتيس قرأ كثيرا وتأثر بأدب الفرسان الموجود في تلك الفترة الزمنية، قبل توجهه إلى الكتابة عكس التيار من خلال شخصية "دون كيشوط" البطولية التي تحارب العالم والحقائق الموجودة.. مما جعل كتابة سيرفانتيس تكون مناهضة للتيار المتزامن مع وجوده التاريخي..
وعلى غرار أغلب الندوات التي يعقدها عبد الله الطايع، فإن الأخير أثار مجددا نقطة أن الكتابة متعلقة بتجربة الكاتب الخاصة وظروفه وحمولته ومجمل التفاصيل التي شكلت وتشكل حياته من شخصيات وفضاءات ومشاعر، مستبعدا الاستدلال بمرجعيات ثقافية أجنبية لتوضيح الانتماء إلى دائرة المثقفين.. قائلا بهذا الخصوص "أتحدث عن تجربتي الحياتية بعيدا عن مرجعيات أخرى بعيدة عني، لأن الكتابة بنظري أن تتجرأ على الحمق الخاص بك لأن ذلك يمنحك الحق في كسب الشرعية لذاتك".
كما لم يفوت الطايع الفرصة للإعراب عن إعجابه بشخصيتي الشاعرين أبي نواس والجاحظ لدورهما على مستوى اللغة العربية ولاعتبارهما من بين أبرز الشعراء الذين قدموا الصور والجنس والمتخيل عبر الصحاري، وشغفه أيضا بالسينما المصرية لدورها في التعبير عن مفهوم الحب عبر أعمال شكلت متنفسا له ولشقيقاته السبع في فترات المراهقة والشباب..