السياسة

الهجرة..ملف يخشاه الاتحاد الأوروبي في العلن ويناور به في السر

مجيد حشادي الاثنين 15 مايو 2017
مهاجرون يحاولون اجتياز السياج الفاصل مع مليلية
مهاجرون يحاولون اجتياز السياج الفاصل مع مليلية

AHDATH.INFO-عبد المجيد حشادي

فيما ينتشر العشرات من المهاجرين السريين، في الغابات القريبة من سبتة ومليلة المحتلتين، في محاولة للوصول إلى أوربا،  تتصاعد فيه موجات الهحرة عبر قوارب الموت من ليبيا، نحو الأراضي الإيطالية.

وباتت قضية الهجرة، تؤرق بال العالم، يلعب المغرب دورا كبيرا في وقف تدفقها نحو أوربا، لكن هذا الملف الذي يخشاه الاتحاد الأوربي في العلن ويناور به في السر، أصبح مكلفا للمملكة، ليصبح السؤال الذي يتم تداوله سرا، هو  ماذا لو تخلى المغرب عن لعب دور دركي أوروبا؟

 

 

«دول الاتحاد الأوربي، تتعامل مع هذا الملف بعقلية استعمارية، هم يريدون من المغرب أن يلعب دور الدركي»، هكذا يصف الكاتب العام للمنظمة الديموقراطة للشغل علي لطفي، قبل أن يضيف «الأخطر هو أن الأوربيين يفكرون ببناء مراكز خاصة بالمغرب، لإيواء الأطفال المتواجدين فوق ترابهم.. هذا أمر غير مقبول، لايمكن أن نقبل بأن تصبح فوق أراضينا ثكنات عسكرية، ولانظن أن السلطات المغربية ستقبل بأمر كهذا».

 

مقابل هذا تكتفي أوروبا التصريح تلو التصريح بأن المغرب شريك أساسي، لكن الواقع لاينسجم كليا مع هذا، إذ أن آخر تصريح في هذا الشأن صدر عن المفوض الأوروبي المكلف بسياسة الجوار الأوروبي ومفاوضات التوسع.

وأوضح المفوض الأوروبي، الأسبوع الماضي في جوابه على سؤال لنائبة بالبرلمان الأوروبي، بالقول"المفوضية الأوروبية تعتبر المغرب شريك أساسي في الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي"، كما أبرز المفوض الأوروبي التعاون بين الجانبين في المجال الفلاحي والهجرة والذي يشكل "نموذجا يحتذى".

هذا الكلام الدبلوماسي، لاينسجم كليا مع مايقع على أرض الواقع، حيث سبق لوزير الفلاحة عزيز أخنوش، أن صرح لوكالة الأنباء الإسبانية بنبرة غاضبة"كيف يريد الأوروبيون أن تعمل الرباط على عرقلة حركة الهجرة الإفريقية والمغاربية، إذا كانت أوروبا نفسها لاترغب في العمل معنا اليوم؟".

"لماذا قد نواصل تأمين عدد كبير من رجال الشرطة المغاربة لحماية الحدود ومنع المهاجرين من الدخول لإسبانيا وتوفير مواطن الشغل للمهاجرين الأفريقيين المستقرين في المغرب؟"، مضيفا أن "مشكلة الهجرة مكلفة جداً بالنسبة للمغرب، لذلك ينبغي على أوروبا أن تقدر قيمة جهود المغرب الحقيقية، ونحن في انتظار إشارة سياسية تعترف بدور المغرب وإنجازاته الاستثنائية التي حققها على الحدود الجنوبية ».