السياسة

شبح داعش يخيم على الحسيمة

سعيد نافع الجمعة 26 مايو 2017
zf-360x220
zf-360x220

AHDATH.INFO - خاص

شيئا فشيئا، يكشف قائد الاحتجاجات في الريف عن أوراقه. والملاحظ أن قوى ذات توجهات دينية متطرفة تحرك خيوط اللعبة من ورائه، متخفية في ثوب الاحتجاج ذو الطابع الاجتماعي. يصنع لنفسه صورة المدافع عن حقوق الأرملة واليتيم، ويخرق في الوقت ذاته كل القوانين التي تعطي لهاتين الفئتين فرصة الحياة الكريمة.

يوما بعد آخر، تتضح طبيعة الخطاب التكفيري لناصر الزفزافي الذي يفصل بين المؤمنين الأتقياء – هو وأتباعه – وبين كل المخالفين لرأيه وتوجهاته. حتى دينيا، يوجد الزفزافي في وضع صعب، بعد أن نصحه رجال الدين بعدم تضمين الآيات القرآنية في خطاباته أو تبرير ما يقدم عليه من أفعال بغطاء ديني .

توقيت ظهور الزفزافي في الاحتجاجات يشابه تكتيك الإخوان المسلمين في مصر وتونس. في البداية لا يكون لأمثال الزفزافي أي حضور يذكر، ولكن عندما تستوي الطبخة يظهرون كقادة حقيقيين. التاريخ يتذكر ويحتفظ بالنتائج الكارثية لهذه الاستراتيجيات.

في واحد من فيديوهاته المباشرة، طالب الزفزافي أن لا يتعدى ثمن السردين 7 دراهم، وهدد في حالة عدم تلبية هذا الطلب بإغلاق الميناء وتصعيد حركته الاحتجاجية ضد السلطات. كان يتمنى، باعتماد هذه الحيلة، اللعب على الوتر الحساس للمتظاهرين خلال شهر رمضان. بهذا الأسلوب، يستغفل الزفزافي المواطنين ويسفه مطالبهم المشروعة، المرتبطة بالشق الثقافي والعلمي والصناعي والتعليمي ... لقد اختزل كل المطالب في شهوة البطن.

هكذا، يبدو الزفزافي كمن يسعى لإقامة إمارة إسلامية في المنطقة. رفض كل التدخلات الحكومية التي حملتها زيارة الوفد الوزاري إلى عين المكان، على الرغم من أنها كانت في صلب مطالب ساكنة الريف. يستفرد الزفزافي بالقرار، وهو ما يقرر متى وكيف وماذا يجب أن يقال في فيديوهاته المباشرة على الفايسبوك. لا يعترف بالمؤسسات، وقد بدا هذا جليا من خلال رفض المثول أمام الوكيل العام للملك الذي أمر بفتح تحقيق في الاتهامات الخطيرة التي كالها لعدد من الوزراء والمنتخبين.

وكأن الأمر يتعلق بمواجهة مباشرة مع الدولة. أناه المتضخمة تعقد الأمور  بالنسبة لساكنة الريف التي شرعت في أخذ مسافة عن توجهاته، وللحكومة أيضا التي أقرت بمشروعية المطالب، وحلت في شخص ممثليها الوزراء في عين المكان، من أجل إطلاق مشاريع تنموية وتفعيل أخرى. وتحديدا، في نفس اليوم الذي حلت فيه التمثيلية الحكومية في عين المكان، خرج الزفزافي يسب ويلعن ويتوعد، ويحقر من شأن المشروعات الجاري تنفيذها في الحسيمة والريف.

ثم هناك السبة الشائنة في حق الوطن. العلم المغربي أبعد قصدا من أجل فسح المجال لراية الريف. ودونما حاجة لتذكيره بتدني مستواه السياسي، بإمكانه أن يعلم أن لا ضير في وجود علم خاص، ومسلسل الجهوية المتقدم الذي يسير فيه المغرب اليوم يجعل من هذا الأمر ضرورة ملزمة. غير أن علم الدولة ليس حكرا على أحد، إنه ملك الجميع. وتلك واحدة من أكبر المؤاخذات التي يعاتب بها المتظاهرون في الريف على المواقع الاجتماعية.

في الأخير، لابد من تحليل صورة ناصر الزفزافي المحاط بعدد كبير من الحراس الخاصين. وهنا يتوقف التحليل. يكفي إعادة قراءة سيرة بارون المخدرات الكولومبي بابلو اسكوبار، لمعرفة الكثير مما يخبئ هذا الإسم.