AHDATH.INFO
أغلبيتنا لاتجرؤ على المساجد لأنها تقدر حرمتها، لكن الزفزافي له رأي آخر. أغلبيتنا تقدس أماكن العبادة لأنها بيوت الله، لكن الزفزافي لا يوقر أحدا.
وأنا في مدينة كان لحضور اختتام المهرجان السينمائي السبعين بها سألني صديق مصري "كيف تسمح دولة المغرب بهذا الذي وقع في المسجد؟"
أجبته أننا لا نشبه الآخرين، وأن حرية البلد تضمن للزفزافي ولغير الزفزافي القيام بما قام به وأكثر، لكن الصديق المصري عاجلني بالقول "لقد صبرنا مثلكم على من كانوا يقولون إنهم يريدون بالبلد خيرا وتغييرا وبقية الأشياء، لكننا فوجئنا أن مايريدونه هو الفوضى وهي أمور ترونها اليوم"
أعدت مشاهدة الشريط عشرات المرات وفهمت أمرا واحدا فقط: من يتجرأ على بيوت الله سيتجرأ فعلا على بقية البيوت.
هنا لابد من كلمة حق نعليها جميعا وإن آذت أسماع من يمضون الوقت بطوله في الفيسبوك ينتظرون أذان المغرب وينتظرون بقية الأشياء: هذا الشاب وصل إلى حدود لا مكان للصمت معها، أو قبالتها. ذات يوم وصفنا جميعا بالمستعمرين العروبيين، ذات يوم آخر قال لنا إن رايتنا لا يحملها إلا الديوثيون والمثليون. ذات يوم ثالث قال لنا إننا جميعا لا نصلح وقالت معه صديقته المحجبة نصف حجاب بعد طبق السمك الرفيع إنه الوحيد الذي يصلح لإصلاح المغرب
اليوم يجب أن نقول بأن مايفعله هذا الشخص غير سوي. الاستيلاء على مسجد في خطبة الجمعة أمر غير سوي. اتهام كل من يعارضونك وكل من لا يعتنقون يقين أنك المهدي المنتظر أنهم عياشة ومخزنيون أمر غير سوي. الاستعانة بمضيفة طيران لديها آلاف الأتباع عبر الفيسبوك أمر غير سوي. ثم أن تعتقد نفسك خلاص هذا البلد وحله النهائي أمر غير سوي نهائيا
في المغرب لدينا عشرات الأحزاب السياسية ولدينا عشرات المنظمات المدنية ولدينا عشرات الذين يقولون عن أنفسهم إنهم هم المغرب.
أن نتوقف عند عتبة الزفزافي وأن نقول إنه الوحيد الذي يستطيع حمل كل التغيير لنا أمر مستحيل وأمر غير سوي.
الزفرافي هاجم مسجدا فيه مصلون كانوا ينوون التوجه إلى ربهم الجمعة التي تسبق رمضان، فوجدوا أنفسهم أمام شخص غير سوي إطلاقا يرتكب جرما لم يتطاول عليه غيره من المغاربة. للدولة دور لابد من القيام به في هذا المجال. وأعتقد أن لا أحد من المغاربة أبناء هذا الوطن، عاشقي هذا العلمو سيجد أن التعامل بحزم مع الزفزافي ومن يشبهون الزفزافي سيضر بالوطن
العكس هو الصحيح. الصمت على هاته الظواهر الشاذة سيكون قاتلا لنا جميعا