ثقافة وفن

عصيد يقصف ماء العينين: سياسة التشفي والشماتة

احمد_عصيد الجمعة 02 يونيو 2017
عصيد
عصيد

AHDATH.INFO

ما عبرت عنه السيدة آمنة ما العينين من حزب العدالة والتنمية من تشفٍ في السلطة بسبب تزايد حراك الشارع  بالحسيمة، لا يمكن أن يعتبر موقفا مسؤولا، علاوة على أنه مجانب للصواب من جميع وجوهه.

فالسيدة ما العينين اعتبرت أن ما يحدث بالريف هو من نتائج إبعاد بنكيران عن الحكومة، كما أشارت إلى أن السلطة بذلت كل جهودها لاختلاق مسيرات وهمية ضد حزب العدالة والتنمية، وها هي المسيرات الفعلية تندلع ضد السلطة، وبهذا الصدد وكما يعلم ذلك الجميع، نذكر بما يلي:

ـ أن حراك الحسيمة انطلق وبنكيران رئيس الحكومة، ولم يقم بأي شيء لصالح السكان المعنيين، بقدر ما دعا أتباعه ـ ومنهم السيدة ماء العينين ـ  إلى عدم الالتحاق بالحراك وعدم دعمه، وظل على هذا الموقف حتى غادر منصبه.

ـ أن الحراك استمر لمدة سبعة أشهر ومنها الشهور الخمسة التي قضاها بنكيران فيما أصبح يسمى بـ"البلوكاج".

ـ أن سكان الحسيمة ليسوا من أنصار حزب المصباح ولم يتكتلوا حوله قط، ويعتبره الناطقون باسم الحراك أداة من أدوات المخزن كغيره من الأحزاب الحكومية.

ـ أن مدة الولاية الحكومية لبنكيران لم تعرف فقط مسيرات مفبركة من طرف السلطة ضدّ حزب العدالة والتنمية كما قالت السيدة آمنة، والتي كانت مسيرة واحدة أدانها الجميع وسخروا منها، بل عرفت هذه المدة أيضا مئات المسيرات والوقفات والأشكال الاحتجاجية ضد القرارات اللاشعبية لحكومة بنكيران، لم تكن مؤامرة من السلطة بقدر ما نظمتها  النقابات والجمعيات الحقوقية والأساتذة المتدربون والأطباء والممرضون والحركة الأمازيغية والحركة النسائية والمعاقون والمعطلون والنساء السلاليات وسكان القبائل في موضوع الأرض والملك الغابوي واستغلال المناجم إلخ ..

ولا ندري كيف تذكرت السيدة آمنة مسيرة واحدة من فبركة السلطة ونسيت كل هذا المد النضالي الذي لم ينقطع قط،  والذي ردّ عليه بنكيران بالاستخفاف والهجاء وأحيانا بالسب والشتم.

يحقّ للسيدة ما العينين أن تنتقد الطريقة التي تم بها إبعاد بنكيران من الحكومة، لكنها ليست بحاجة إلى إسقاط الطائرة بمناسبة وبدونها، فحراك الريف ذو مواجع قديمة، تعود إلى فترة لم يكن فيها أحد من المغاربة يعرف حتى بوجود شخص إسمه بنكيران.