السياسة

من دعا لمسيرة الحسيمة منح الغطاء للملثمين لإفساد المصالحة والتنمية

مجيد حشادي الجمعة 21 يوليو 2017
IMG-20170721-WA0002
IMG-20170721-WA0002

AHDATH.INFO

حدث ماكان بعض العقلاء ينبهون إليه، وتأكد لمن كان يشكك في وجود أياد خفية لاتريد الخير لسكان الحسيمة، تحرك خيوط اللعبة، من أجل عودة الاحتقان، فينساق وراءهم العديدون من غير وعي وبغير تفكير.

سؤال واحد يمكن توجيهه لمن كان مندفعا للمسيرة المشبوهة التي لاأب لها..ماذا كسبت المدينة وسكانها من هذه المسيرة المشبوهة وغير محددة المطالب والأهداف؟

هل نزلت الثروات على سكان الحسيمة في ليلة الخميس؟ هل شقت الطرق وبينت المستشفيات وتقاطر ملايين السياح في ليلة الخميس؟ هل ازدهرت المدينة وأصبحت كما يحلم سكانها ومعهم كل المغاربة، لها أن تكون؟....

بالتأكيد لاشيء من ذلك تحقق، ببساطة لكون مثل هذه المطالب لاتحقق في ليلة واحدة..وبالتالي لمن دعو لهذه المسيرة، أو بالأحرى لمن انساقوا وراء هذه الدعوة، باعتبار أن من دعوا حققوا هدفهم، عليهم أن يجولوا بأعينهم في محيط المغرب ليستوعبوا خطورة مايقع من انزلاقات، بداعي الدفاع عن مطالب مشروعة.

إن من آمن بعدد من الثورات في الوطن العربي، كان بالتأكيد يدافع عن مطالب مشروعة، لكن من كان يحرك هذه الثورات فهم كانوا يعرفون كيف يؤججون الغضب في النفوس، وكيف يجهضون كل المحاولات التي كان من الممكن أن تحقق بعضا من المطالب دون إراقة دماء، والنتيجة هي من وصلت إليه عددا من البلدان التي أضحى من شارك في ثوراتها يعلنون ندمهم، بعد أن تمزقت أوطانهم وأصبحت بلادهم مستباحة وضائعة.

لقد عبرت السلطات المغربية وعلى أعلى مستوى، وفي أكثر من مناسبة، أن الرسالة وصلت، وبدأت بالفعل تسرع من وثيرة برامجها وتحقق مطالب الساكنة العادلة، وهو أمر لمسه بالتأكيد سكان المدينة. لكن بالنسبة لمن يحرك هذه الاحتجاجات في الخفاء، فهذا غير وارد، فغرضهم ليس هو مسعى الساكنة، وإلا كيف يفسر من انساق وراء هذه الدعوات، خروج عناصر ملثمة غرضها إشعال الفتنة لاغير؟

حين أعلنت الحكومة رفضها للمسيرة تسائل الكثيرون، ربما عن حسن نية، لماذا لايتركون الاحتجاجات السلمية تتم؟ ولماذا يعرقلون من يرغب في التعبير عن رأيه وتضامنه مع مطالب الساكنة المسروعة؟..وبالتأكيد كان الجواب واضحا ليلة الخميس، حين خرج الملثمون من جحورهم وعاثوا فسادا في المدينة، وكان من نتائج ذلك إصابة 72 أمنيا من أبناء الشعب، انضافوا للعشرات ممن أصيبوا في السابق.

هل كانت مسيرة سلمية؟ بالتأكيد لا، لهذا كان على الدولة، ممارسة مهمتها في حماية أمن المواطنين، لكن من لايرغبون في الاستكانة للضمير والمنطق، جرتهم الحمية للانضمام للمسيرة، وأعطوا الغطاء للملثمين من أجل ممارسة العنف في حق المدينة وساكنها، قبل رجال الأمن، وكان من ضحاياهم شاب، ربما كان أحدهم، أو هو مواطن بسيط، صادته إحدى حجاراتهم، ونقلوه في ظروف مشبوهة للمستشفى، للتخلص من وزره.

مرة أخرى على من ينساق وراء هذه الدعوات المشبوهة أن يحكم ضميره ومنطق الأشياء، ويسأل ماذا نريد لمدينة الحسيمة ومنطقة الريف؟؟؟