الصحراء

نوفل بوعمري يكتب عن الجامعة الصيفية ببومرداس

مجيد حشادي الخميس 10 أغسطس 2017
أكديم-إزيك
أكديم-إزيك

بقلم نوفل بوعمري

منذ مدة كتب أحد معتقلي اكديم ازيك و هو الشيخ بنكا؛ الذي يحتاج الحديث عنه لتدوينة خاصة و قد تكون في القادم من الأيام؛ رسالة من معتقله مباشرة بعد النطق بالحكم، رسالة عكست خيبة أمل داخلية و شعور "بالخيانة" خاصة ممن كان ينتظرهم أن يهبوا لنصرتهم، طالبا في ذات الرسالة بتقييم أداء ما سماه " الجماهير الصحراوية" بل قدم نقدا لاطارات الجبهة بالاقاليم الجنوبية و خذلانهم لها...

اليوم تنطلق الجامعة الصيفية لاطر و عسكريي البوليساريو، كنت أتتبع مجرياتها، و انتظرت- الاكيد كما معتقلي اكديم ازيك- أن تكون دورة هذه السنة إهداء لهم؛ دورة باسمهم، باسم معتقلي اكديم ازيك الذين اختاروا الانزياح في المحاكمة لنصرة البوليساريو، و دافعوا عن الجبهة بدل الدفاع عن أنفسهم...

لكني فوجئت بكون الدورة تنعقد تحت مسمى " دورة سيدي حيدوك" و هو شعار للتسويق الداخلي للمخيمات أكثر منه شعار يرد "الجميل" لمعتقلي اكديم ازيك، ويؤكد جزء مما جاء في رسالة المعتقل الشيخ بنكا؛ و يؤكد على كون جبهة البوليساريو لن تسمح بقيام "شرعيات" لها امتداد "جماهيري" داخل الاقاليم الصحراوية تنافس قيادة المخيمات في المشروعية خاصة و أن نشطاء الداخل متواجدون بالميدان.

و كنت و مازلت مقتنع بأن نشطاء الداخل قد يكونوا مخاطبين حقيقيين للدولة المغربية؛ و محاورين شرسين في الدفاع عن اراءاهم و مواقفهم السياسية بل قد يكونوا هم و معهم الحل السياسي؛ بشرط استقلاليتهم عن الجبهة.

المسألة الاخرى و أنا أتابع المنشور المتعلق بالتغطية الرسمية التي تم القيام بها من طرف الوكالة الرسمية للجبهة تتحدث عن وصول وفد من " الاقاليم المحتلة" ونشطاء و هذا هو المهم من الجنوب المغربي؛ المقصود بالجنوب المغربي ليس اكادير بل النشطاء القادمين من كلميم/اسا؛ و تساءلت و لابد أن يتساءل هؤلاء ايضا كيف لهم ان يتبنوا خيار الدولة الصحراوية؛ و خيار تقرير المصير و خيار الدفاع عن البوليساريو و هي لا تنظر اليهم كصحراويين ينتمون لمنطفة النزاع المفتعل؛ بل كصحراويين مغاربة؟

كيف لشاب كالشيخ بنكا مثلا و من سبقوه يختارون التضحية بحياتهم و عمرهم في سبيل اطار لا يعترف بهم و لا يعترف بهويتهم الصحراوية؟ بل يخرجهم من أي حساب مستقبلي في الصراع المفتعل حول الصحراء مع المغرب؟

كيف لكوديسا مثلا و اغلبهم من نشطاء من وصفتهم الجبهة بالوفد المغربي يختارون الانحياز للجهة الخطأ؟

بدل النضال لتحسين شروط حقوق للانسان بالمغرب يختارون أن يكونوا مجرد عود ثقاب للجبهة تشعلهم وقت الحاجة خدمة لأجندتها؟