ثقافة وفن

بعد واقعة قاصري الخميسات وحافلة البيضاء..متى نعترف بأننا مرضى؟!

مجيد حشادي الاثنين 21 أغسطس 2017
18
18

AHDATH.INFO

 والآن وقد أسقطت المديرية العام للأمن الوطني، القاصرين الستة الذين تورطوا في فضيحة هتك عرض فتاة تعاني من خلال عقلي بالعنف، يمكن لمن لام الأمن على تقصيره في حماية المواطنين، أن يرتاح ويطمئن؟!

بالقدر الذي كشفت الواقعة البشعة عن خلل اجتماعي لدي شريحة واسعة من الشباب المغربي، بالقدر الذي كشفت فيه من جانب آخر عن فكر شعبوي، أصبح ديدن المبحرين في العالم الأزرق، وكشف بالمقابل، عن نزوع هؤلاء لتسطيح كل القضايا والنظر إلى كل القضايا المجتمعية، من زاوية مرضية.

إن ماكشفت عنه واقعة الحافلة، وقبلها واقعة الخميسات، والتي تبين أن كل أبطالها قاصرون، هو أمر خطير يدق ناقوس الخطر، ويكشف عن هوية الجيل القادم، الفاقد لكل المسوغات التربوية والقيم الإنسانية، التي من شأنها أن تقود خطواته نحو المستقبل، وهو أمر يسائلنا جميعا، ويدفعنا لطرح كل الفرضيات بشأن مستقبل هذا الجيل.

والأخطر من كل هذا كل من وجد نفسه يتابع هذه القضية، أو قبلها قضية قاصرو الخميسات والحيوان الآليف، لم يشاهدوا في كل هذا الخطر الذي يداهم أبناءنا، بقدر ماشاهدوا تقصيرا أمنيا، وعدم قيام الإدارة بواجبها في منع اغتصاب فتاة مريضة داخل حافلة، أو التحرش بدابة داخل حقل زراعي.

الأكيد أن من نظر للقضية من هذه الوجهة، كشف بدون وعي عن قصور حقيقي في التعاطي مع القضايا الخطيرة التي تهدد شباب الوطن..وبالتأكيد هذه الملفات وإن بدت محدودة الأبعاد، إلا أنها ذات مؤشرات خطيرة يجب التصدي لها بكل الوسائل من أجل إنقاذ الجيل القادم.

إن المسؤولية هنا مشتركة بين الجميع..وزارات ومجتمع مدني وأحزاب وعائلات وإعلام..الكل له جانب من المسؤولية، ولايجب أن نتوقف عند مسؤولية الأمن لنرفع العتب، لأن الأمن دوره زجري، وهو لايمكن أن يقف عند رأس كل مواطن، لكن المسؤولية تتجاوز الفعل إلى وجود الرغبة، وهذا أمر قد نجده لدى شريحة كبيرة من المراهقين والشباب.

حان الوقت للتفكير في قضية مصير الجيل القادم، وفي طريقة إعداده نفسيا وتربويا حتى لايقع في أخطاء من قبيل التبجح باغتصاب طفلة مريضة في الحافلة وتصويرها وتوثيق العملية بوجه مكشوف، كما توثيق ممارسة الجنس مع دابة، مايوضح غياب التربية الجنسية، التي لاتزال حتى كمصطلح تثير حفيظة عدد من المغاربة، ممن يعتبرون الحديث عنها في العلن، خروجا عن الملة، لكن في السر هم مستعدون لارتكاب كل المحرمات.

 لابد من كل هذا اليوم قبل الغد، عوض الحديث في كل مناسبة عن تقصير الأمن وعدم قيامه بدوره، حتى في تربية أبنائنا!