ثقافة وفن

هل يعاقب ترامب سكان خنيفرة بسبب مجزرة برشلونة؟

محمد فكراوي الثلاثاء 22 أغسطس 2017
دونالد-ترامب-2
دونالد-ترامب-2

 

AHDATH.INFO

لن نعود كما ذهبنا... لن نعود.

يوم مجزرة برشلونة سيكون له ما بعده، و إسبانيا التي فتحت ذراعيها لاستقبال الآلاف من شباب خنيفرة، لن تعود بعد اليوم أرضا للميعاد بالنسبة لأبناء الإقليم ممن تقطعت بهم السُّبل في مملكة المرّوك الشريفة.

غير أن اخطر عقاب جماعي يتهدد شباب خنيفرة هو ذاك الذي قد تحمله إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قادم الأيام، من خلال حرمان ساكنة المنطقة من المشاركة في قرعة الهجرة إلى بلاد العم سام.

حيث عبرت فعاليات محلية عن مخاوفها من تغيير مواقف واشنطن من الأطلس المتوسط، بعدما بات المحققون بالجارة الإيبيرية يميلون إلى ترجيح فرضية أن يكون تدبير الاعتداء الإرهابي على كاطالونيا قد تم بمريرت التي ينحدر منها أبرز المشتبه فيهم.

وهذا من شانه أن يضع خنيفرة و عموم الأطلس في خانة المناطق المصدرة للجهاديين، خاصة في ظل مؤشرات سابقة تثير القلق من إمكانية اختراق المنطقة من الفكر الجهادي بعدما ظلت في منأى عنه، إلى أن قفزت، فجأة، إلى واجهة الأحداث، بعد تفكيك خلية إرهابية بزاوية آيت اسحاق، سبقها تسجيل هجرة عدد من ابناء خنيفرة للالتحاق بصفوف "داعش" بالعراق و سوريا.

و إذا وضعنا في الاعتبار أن عملية قرعة "الكرين كارد"  ليست اعتباطية ولا عشوائية، بل تتحكم فيها اعتبارات أمنية يتم بموجبها تقسيم المغرب و ساكنيه حسب مؤشرات تحدد درجات الخطورة التي قد يشكلها هؤلاء على الولايات المتحدة.

هذا الأمر يعطي مشروعية للمخاوف من أن تستغل الإدارة الأمريكية الحالية الوضع لتشديد شروط التحاق الخنيفريين بالولايات المتحدة، و تغيير "اللوغاريتم" المتحكم في القرعة و الذي كان يعطي افضلية و أولوية لساكنة الأطلس المتوسط، مقارنة مع مدن الشمال التي عُرفت، منذ بداية الألفية، بتفريخها للعشرات من المتطرفين الذين التحق بعضهم بتنظيم القاعدة آنذاك فيما حاول بعضهم الآخر ارتكاب أعمال إرهابية داخل المملكة.

إن تأخر منتخبي خنيفرة و فعاليات المجتمع المدني، في التعبير عن إدانتهم الصريحة و الواضحة لمجزرة برشلونة و التبرؤ من الفكر الجهادي الذي يخترق المنطقة يوما بعد آخر، قد يزيد من حرمان شباب خنيفرة من الأفضلية النسبية التي كانت واشنطن تمنحها لهم في الحصول على "الكرين كارد" مقارنة بطنجة و تطوان مثلا...