فكر و دين

الحج عبادة و "سيلفي" .. أزيد من 79 مليون مكالمة هاتفية يوم عرفة

سكينة بنزين السبت 02 سبتمبر 2017
Capture
Capture

AHDATH.INFO

يبدو أن تعلق الحجاج الوجداني والروحي بمراسيم الحج، وقدسية المكان لم تنجح في تحرير الحجاج من تعلقهم بهواتفهم الذكية التي أصبحت جزءا من اليوميات التي فرضها الواقع الجديد حد الاستعباد، وهو ما يعبر عنه الهاشتاغ الساخر " سيلفي والكعبة خلفي"

وقد أثارت موجة السيلفيات الملتقطة خلال الحج الكثير من الانتقادات التي اعتبرت أن هذا السلوك يفصل الحاج معنويا عن فلسفة الحج، في الوقت الذي دافع آخرون عن الخطوة باعتبارها محاولة لمشاركة المقربين والأسرة طقوس الحج مع الحرص على عدم المبالغة، " ليس مشكلا التقاط بعض الصور للذكرى بهذا المقام المقدس، لكن ليس إلى حد الهوس أو الانشغال بالأمر طول الوقت" يكتب أحد المعلقين على سيلفي لعدد من الحجاج.

من جهة أخرى تناقلت بعض الصفحات صورا اعتبرتها استغلالا مشينا للهواتف داخل الحج، من قبيل صور فيها تتبع لعورات الناس، أو مشاهد محرجة ليعلق البعض " واش هادي هي أخلاق الحج، غير كتخسرو فلوسكم على والو"، بينما علقت  أخرى" إذا لم تنتهوا عن هذه التفاهات والتقاط صور للناس في غفلة من أجل حصد بعض اللايكات و أنتم في أطهر بقاع العالم، فماذا نتوقع منكم بعد العودة ؟ .. الحج أخلاق قبل أن يكون قدرة على السفر" تكتب إحدى المنتقدات لصورة التقطها شخص ما لحاج وقد سقط جزء من ثيابه وكشف بعضا من عورته، والتي يبدو جليا التقاطها من حاج آخر !!

و على الرغم من انتقاد البعض لاستعمال الهاتف في التقاط الصور، إلا أنه دافع عن استعمال الهاتف للضرورة، " خلال العام الماضي عند تأديتي للحج حاولت قدر المستطاع التخلي عن استعمال الهاتف، لأن الحج نوع من الانقطاع عن الملهيات التي لا ينكر عاقل أن الهاتف في مقدمتها، لكن كان لابد من مكاملة أسرتي يوميا للاطمئنان عليهم، وارسال بعض الصور لكن ليس لحد توثيق كل تحرك، هذا أمر مبالغ فيه" يقول أحد المنتقدين لفكرة التخلي نهائيا عن الهاتف خلال الحج، لأنها فكرة متطرفة وغير متاحة وفق تعبيره.

و للوقوف على حجم المكالمات التي يجريها الحجاج خلال تواجدهم بالممكلة، كشفت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالمملكة السعودية،في إحصائيتها لحج هذا العام 1438هـ الموافق 2017 م، أن عدد المكالمات التي أجراها الحجاج في كل من مكة والمدينة والمشاعر المقدسة في يوم عرفة، بلغ أزيد من 79 مليون مكالمة.