ثقافة وفن

زواج المتعة والبخاري وأبو هريرة .. كتابات "المغضوب عليهم"!

سكينة بنزين الأربعاء 08 نوفمبر 2017
23414178_545482272453981_376146168_n
23414178_545482272453981_376146168_n

AHDATH.INFO

أعاد كتاب " صحيح البخاري .. نهاية أسطورة" لكاتبه رشيد أيلال، الجدل من جديد حول التضييق والرفض الذي يتعرض له عدد من الكتاب بسبب بحثهم في التراث الإسلامي، ومحاولة تقديم قراءات مخالفة لما هو متعارف عليه، مما يعرض أصحاب هذه الكتابات للتكفير والتهديد بالتصفية الجسدية.

 أيلال .. تهديد بالحرق ومطالب بالنفي

بمجرد إعلان قرب نزوله ، أثار كتاب " صحيح البخاري .. نهاية أسطورة" استياء شريحة واسعة من المغاربة بسبب جرأة طرحه في تناول واحد من الكتب التي يعتبرها الكثيرون ثاني أصح الكتب بعد القرآن، إلا أن صاحب الكتاب صرح في أكثر من مناسبة أن كتابه عبارة عن دراسة تاريخية لا تطعن في الأحاديث النبوية، بل تحاول كشف التناقض بين ما جاء في النصوص القرآنية وأحاديث البخاري.

وعبر عدد من رواد مواقع التواصل عن تضامنهم مع الكاتب بعد تلقيه لرسائل تهديدية، من قبل " انتظر موعد ذبحك"، و " دمك أرخص من دم البعوضة"، بينما أفتى بعض الشيوخ بجلده وقمعه، كما ورد في تدوينة الشيخ عبد الله المكناسي الذي أفتى بحرمة طبع الكتاب و نشره و توزيعه، مضيفا " والله لو حصل مثل هذا الفعل الشنيع في عهد حاكم غيور على الدين ما كان جزاء صاحبه إلا أن يجلد ظهره ويقمع شره ويقطع دابره ليتعظ به غيره ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل فقد استحكمت غربة الدين وشاعت الردة".

 زواج المتعة .. اتهام بالتشيع وإستباحة الدم

الباحث والكاتب محمد ابن الأزرق الأنجري، صاحب المقالات النقدية الجريئة في تناول التراث الإسلامي، كان سباقا لتمحيص عدد من الأحاديث النبوية باعتباره واحدا من خريجي دار الحديث الحسنية، مما عرضه للإنتقاد من طرف عدد من شيوخ السلفية،  والقراء، قبل أن يزيد من جرعة الإثارة في نقاشاته بعد إصدار كتابه " زواج المتعة: قراءة جديدة في الفكر السني".

وقد كان كتاب زواج المتعة سببا في توجيه انتقادات لاذعة من طرف الأنجري للشيخ السلفي حسن الكتاني، حيث وصفه بالقنبلة الإرهابية الموقوتة، وأحد رموز التفكير المتطرف الذي يمارس ما اعتبره تقية، حيث جاء في إحدى تدويناته « كنت أتجاهل الإرهابي إجلالا لأسرته العلمية الشريفة ، لكنني اليوم ملزم شرعا وعقلا ومصلحة وطنية أن أصيح مزمجرا : حسن الكتاني إرهابي وتكفيري متستّر ، وقنبلة موقوتة تفرّخ المتطرّفين والمجرمين بالمباشر وغير المباشر ، والذين يشكّلون خطرا حقيقيا على السلم الاجتماعي الوطني».

وأشار الأنجري أنه تعرض للتكفير، والقذف والتهديد بالقتل، من أتباع الكتاني الذين يفهمون وفق أدبيات الفكر الجهادي، أن بعض الانتقاد يحمل تكفيرا ضمنيا يستحق صاحبه القتل، مما يشكل ترهيب معنويا لكل مخالف وفق تدوينة الأنجري الذي اختار لها صاحبها خاتمة مشاكسة للفكر المتشدد جاء فيها، " ضجيجهم يدفع إلى مزيد من تمزيق خرافات الموروث وتبديد ظلامه بأنوار القرآن والسنة النبوية الصحيحة وقواعد العلم الصريحة ومبادئ العقول الرجيحة".

 أكثر أبو هريرة .. حكم بالكفر و الزندقة والفسوق

أستاذ مقارنة الأديان بجامعة الدار البيضاء، مصطفى بوهندي كان من أوائل الأسماء التي تعرضت للكثير من الإنتقاد الذي وصل حد التكفير بسبب كتابه الشهير " أكثر أبو هريرة"، وهو الكتاب الذي أكسب الرجل " سمعة سيئة" وسط القراء الذين تبنوا حكما ثابتا حول اجتهاداته وكتاباته التي أعقبت مؤلفه.

والمثير في المؤلف أن تعرضه لموجة الانتقادات لم يثنه عن طرح المزيد من الاجتهادات التي اعتمد فيها على قراءات تاريخية، حيث انتقد النسخ في القرآن، وناقش عصمة الأنبياء، و أنكر نزول المسيح، كما اعتبر الحجاب مجرد ظاهرة اجتماعية، قبل أن يعمل على تأليف كتاب آخر مثير للجدل تحت عنوان " نحن و القرآن"، الذي نفى فيه أن يكون القرآن معجزا على المستوى اللغوي واصفا إياه باللغة العادية، كما دعا فيه إلى ضرورة التخلي عن وسطاء لفهم مضمونه، لكون فهمهم مرتبط بسقف زمني و معرفي محدود.