السياسة

هل طفلك عنيد؟ هنيئًا لكِ إذن!

متابعة الأربعاء 22 نوفمبر 2017
Capture d’écran 2017-11-22 à 10.09.48
Capture d’écran 2017-11-22 à 10.09.48

AHDATH.INFO

هل لديك طفلا يجادلك كثيرًا في كل ما تقولين؟!

هل تربين طفلا يتمسك بآرائه بشدة ويأبى تنفيذ ما تطلبين منه أغلب الوقت؟!

هل تقضين يومك في نقاشات حادة مع طفلك حول كل أمر وكل تفصيلة في اليوم؟!

إذا كانت تلك المواصفات وغيرها هي ما تمرين به مع طفلك، فهنيئًا لكِ أيتها الأم .. فأنتِ تربين طفلا عنيدًا.

تسمينه طفلا عنيدا، ويسميه خبراء التربية وعلم النفس، الطفل ذو الإرادة القوية.

قد تمثل تربية طفل (ذو إرادة قوية) تحدي للآباء، ويكون الأمر صعبا في مراحل الطفولة؛ لكن التعامل السليم الواعي من الأهل مع هذا الطفل يجعل الأمور أسهل كثيرا، كما أنه يُنشئ مراهقًا رائعًا ثم شخصًا ناضجًا ناجحا مميزًا في المستقبل.

الأطفال العنيدين في صغرهم هم الأكثر نجاحا عندما يكبرون ..

هكذا أثبت لنا علم النفس التربوي عام 2015، فحسب دراسة امتدت لأربعين عامًا على أكثر من 700 طفل و نشرت في the Development Psychology journal، قامت الأبحاث بتقييم الجوانب اللا إدراكية لهؤلاء الأطفال منذ الصغر؛ مثل كسر القواعد، وتحدي الأطفال لأهلهم، وغيرها من مظاهر عناد الأطفال لذويهم.

واستمرت الدراسة في رصد هؤلاء الأطفال حتى تجاوزت أعمارهم ال 50 عامًا، لتخرج لنا بهذه النتيجة:

أنهم الأكثر نجاحا وقوة إرادة وتميزا في سوق العمل مقارنة بأقرانهم.

فيما يلي بعض الأساليب الصحيحة للتعامل مع قوة إرادة الطفل (عناده):

1. استخدام الروتين والقواعد: يجنب الأهل الكثير من الصراعات مع الطفل ذو الإرادة القوية. وفي تلك الحالة أنت لا تأمره ولا تفرض عليه شيئا، بل تشرف فقط على تطبيق ما اتفقتم عليه سويا من قبل أثناء وضع القواعد.

2. التعاطف: فحتى أثناء تطبيق القواعد والتمسك بما اتفقتم عليه، إظهار تعاطفك معه يشبع لديه الرغبة في الحصول على الحب والتقدير. وعندما يشعر الطفل أن أبويه يقدران ما يشعر به ويتعاطفان معه، تقل مقاومته بشكل تلقائي.

3. منح الخيارات: ومنحه الحرية في الاختيار في أكبر مساحة ممكنة من حياته. فالطفل ذو الإرادة القوية يريد السيطرة والتمكن أكثر من أي شيء آخر، لذا من المفيد تركه يتولى زمام أموره قدر الإمكان. وكلما أتيحت له الحرية كلما أصبح أكثر تعاونًا واستجابة.

4. التجريب والخطأ: هذا الطفل مغرم بالتعلُّم عن طريق الاقتناع، لا أن يُملي عليه شخص ما الصواب وما الخطأ. فما عدا حالات الخطر والأمان والقواعد العامة، دعوه يجرب بنفسه ويخطئ ويتعلم من خطئه. واعلموا أن محاولاته اختبار صلابة القواعد والحدود المتفق عليها هي طريقته الخاصة للتعلم.

5. دعه يحتفظ بماء وجهه: لا يلزمك كأب أو أم إثبات أنك على صواب دائما، ولا تنتظر منه أن يقتنع بجميع آرائك وقناعاتك حتى لو ناقشته فيها. دعه يتبنى آرائه الخاصة ومشاعره المنفردة.

واحذر مناقشته في قناعاته بهدف إثبات خطئها. فإذا استطعت التغافل عن شيء أو طبقت قاعدة بالفعل، فدع طفلك يحتفظ بماء وجهه ولا تناقشه فيما حدث إلا إذا أراد هو ذلك.

6. الاستماع له باهتمام وتركيز: فهذا الطفل لديه قناعاته وأفكاره التي يهتم بشدة أن يتم احترامها وتقديرها. استماعك له وشعوره بهذا الاهتمام يجعله بدوره أكثر قبولا للاستماع إليك والتفكير بما تقوله.

اجعله يشرح ما يفكر به ويعبر عما يشعر وحاول فهم منطقه.

7. فاوضه: طالما الموقف ليس له قاعدة مسبقة الاتفاق، فالتفاوض هنا حل جيد. حاول الوصول لحلول وسط، ولا بأس أن تتنازل في بعض المواقف، فذلك يعلمه المرونة.

8. قوّمه بطرق غير مباشرة: تجنب نصحه وقت حدوث الخطأ أو المشكلة، وأجّل النقاش لوقت لاحق.

ليكن نقاشك بهدوء واحترام. واستعمل وسائل مختلفة لتوصيل المعلومة؛ مثل القصة، أو اللعب، أو تحكي موقف مشابه حدث لك سابقا وكيف تصرفت وماذا تعلمت...إلخ

9. الطفل العنيد ينضبط بكرامة: ودون أدنى قدر من العنف.

10. المدح بتوازن: فكلما أحسن طفلك السلوك، يجب أن يعرف أنك لاحظت هذا وتقدره. دون إفراط في هذا المدح أو اصطناعه.

11. التلامس الجسدي: حيث أن ذلك الطفل يحتاج للشعور بالحب غير المشروط، فمن المؤثر به جدا عند مناقشته أن تربت على كتفه أو تحتضنه أو تمسح على رأسه.

12. التواصل الجسدي: نزولك لمستوى طفلك وتواصلك معه بالعينين يُشعره بالأهمية والاحترام، مما يفتت مقاومته تدريجيا، ويصبح أكثر انفتاحا لما تقول.

العناد صفة رائعة تقوم عليها الكثير من مقوّمات ومهارات النجاح والتميز، إذا تم التعامل معها بكثير من الصبر والهدوء، واستخدام الأساليب السليمة في الطفولة.