بوابة الصحراء

مصطفى سلمى لـ«بوابة الصحراء»: المبادرة الصحراوية للتغيير ستفسح المجال لمبادرات أكثر جرأة

حكيم بلمداحي الجمعة 24 نوفمبر 2017
mustapha salma
mustapha salma

قيادة البوليساريو مجرد موظفين عند الجزائر

قال مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، إن المبادرة الصحراوية من أجل التغيير التي أطلقها قياديون سابقون في البوليساريو ستفسح المجال لمبادرات اكثر جرأة من فئة الشباب خصوصا المتضررين فعليا من واقع اللجوء وطول أمد النزاع وانسداد اأفق.

وأضاف مصطفى سلمى في حوار مع «بوابة الصحراء: «أنصح إخواني في المخيمات أن إرادتهم ستظل مسلوبة ما لم يناضلوا من أجل الديمقراطية أوﻻ التي تضمن لهم مشاركة فعلية في اتخاذ القرارات التي يرونها ملائمة للخروج من المأزق الذي يعيشون فيه».

وانتقد سلمى قيادة البوليساريو، والأوضاع داخل المخيمات، والإرادة المسلوبة للصحراويين وتحكم الجزائر في الجبهة.. وفي ما يلي نص الحوار.

ما رأيكم بخصوص المبادرة الصحراوية من أجل التغيير التي أطلقها قياديون سابقون في البوليساريو ومثقفون؟

دعوة للنقاش والحوار بين مناضلي البوليساريو

المبادرة الصحراوية من أجل التغيير التي اطلقها قياديون في الجبهة منذ ايام، من حيث هي و كما اوضح المنتسبون اليها، هي دعوة للنقاش و الحوار بين مناضلي البوليساريو، وهذا معناه أن هناك عدم توافق بين قيادة الجبهة يقابله انسداد و جمود وتحكم لجناح يسميه البعض المنتفعين من الوضع القائم.

ما هو أفق المبادرة وهل ستؤدي إلى تغيير ما في المخيمات؟

فكر البوليساريو الفرعوني يتناقض وحق المبادرة والمؤسسون بدون مراكز مؤثرة

منذ اعلانها بدأت سهام النظام توجه الى مشروع المبادرة لوأده في المهد، ﻻنه مشروع و صرخة من خارج هياكل النظام، و تلك خطيئة كبرى لدى انظمة الحزب الواحد الشمولية، مما دفع القادة الثلاثة الى عقد ندوة صحفية منذ يومين مع وسائل اعلام المخيمات عبر الواتساب استمرت لعدة ساعات، كانت كلها تبرير في تبرير عن فكرة المبادرة في حد ذاتها، و كأن المؤسسين ارتكبوا خطيئة فعلا كما اسلفت. فبدل ان يشرح المؤسسون مشروعهم انشغلوا في تبرير مشروعية مبادرتهم. و هو ما يهدد مستقبل مبادرتهم. بخصوص وجهة نظري حول مستقبل المبادرة، ﻻ اعتقد انه سيكون لها اثر كبير على مسار الجبهة، بحكم ان فكر البوليساريو الفرعوني ( ﻻ اريكم اﻻ ما ارى، و ما اهديكم اﻻ سبل الرشاد )، يتناقض و حق المبادرة و ان المؤسسين ليست لديهم مراكز مؤثرة في تنظيم الجبهة و من الجيل القديم المسير للجبهة و المنتقد شعبيا، وﻻ يعيشون في المخيمات بين اﻻوساط الشعبية، و ليست لدى غالبيتهم عصبة قبلية في المخيمات، و ليسوا من جيل الشباب الغالب في المخيمات. الجديد الوحيد الذي من الممكن ان تحدثه المبادرة هو انها قد تفتح الباب امام مبادرات اكثر جرأة من فئة الشباب خصوصا المتضررين فعليا من واقع اللجوء و طول امد النزاع و انسداد اﻻفق.

هل هي بداية للإصلاح؟

الفساد ﻻ يصلح و انما يغير

و ان كنت شخصيا ﻻ يهمني إصلاح البوليساريو ﻻن الفساد ﻻ يصلح و انما يغير، اﻻ انه يحز في نفسي واقع اهلي الذين يعانون منذ عقود، و تسوق لهم اﻻحلام مع تغييب ارادتهم و فعلهم في تقرير مصائرهم، باجبارهم بقوة القانون على البقاء تحت عباءة البوليساريو المنسوجة وفق المصالح الجزائرية اوﻻ. و انصح اخواني في المخيمات ان ارادتهم ستظل مسلوبة ما لم يناضلوا من اجل الديمقراطية اوﻻ التي تضمن لهم مشاركة فعلية في اتخاذ القرارات التي يرونها ملائمة للخروج من المأزق الذي يعيشون فيه. و الديمقراطية تتناقض مع الحزب الواحد بكل تاكيد. و ما داموا منشغلين بمحاولة اصلاح البوليساريو، فلن يتغير شيء في واقعهم

 

ماهو رأيكم في الأوضاع الآن داخل جبهة البوليساريو والأوضاع داخل مخيمات تيندوف

أيضا رأيكم في ما يقال من وجود فساد داخل القيادة ؟

العامل المؤثر و المتحكم رقم واحد في حركة و سكون البوليساريو هو الجزائر

يجب ان نعرف من هي الجبهة اوﻻ حتى نكون موضوعيين. البوليساريو كاي تنظيم هي قيادة وجماهير او مناضلين. العامل المؤثر و المتحكم رقم واحد في حركة و سكون البوليساريو هو الجزائر الحاضن لقيادة و مراكز وقواعد الحركة الشعبية، و ﻻ نحتاج لعناء بحث ﻻثبات ان البوليساريو ﻻ تستطيع الخروج عن دائرة المصالح الجزائرية، و ان حرية قادة الجبهة في اتخاذ القرارات محصورة في تسيير شأن المخيمات، و حتى في هذه ﻻ نستطيع الحكم بانها امر مطلق اي اتخاذ القرارات في الشان المحلي، فيجب ان نرفق معها ضابط ما يتﻻءم و المصالح الجزائرية. و طبعا الجزائر تضبط امور الجبهة بواسطة القيادة. و هنا بانت انتهازية و خيانة قادة الجبهة لمناضليها، فهم يخفون عنهم النوايا الحقيقية الجزائرية، و يلزمونهم بما تلزم الجزائر به نفسها حتى لو كان متناقضا مع مبادء الجبهة و منطلقاتها، فعلى سبيل المثال ﻻ الحصر صمت البوليساريو عن ابداء التعاطف مع ثورات الربيع العربي، و صمتها عن مطالب انفصال كتالونيا و كردستان و هم يطالبون بنفس الحق الذي تطالب به الجبهة. هذا الواقع انتج جسمين منفصلين يشكلان اليوم ما نسميه البوليساريو، جسم القيادة الذي استفاد من ريع الحركة، و تمادى في اﻻستفادة بعد ان تيقن انه بلا حول و ﻻ قوة و ان اﻻمر كله في الحل يعود الى الجزائر، و اصبح ﻻ يعنيه اﻻ نفسه و ما يحققه لها من مكاسب، فقد عرف قدره كما يقولون، حينما عرف انه مجرد موظف لدى الجزائر. و عرف ان استمرار مصالحه مرتبطة بصمته عن حقيقة ان الصحراويين انما هم اداة لدى الجزائر. الجسم الثاني هو سكان المخيمات الذين تاسرهم القيادة بوهم اﻻستقلال و الدولة الصحراوية المستقبلية التي ستحقق لهم رفاه يصل وصفه احيانا الى درجة تشبيهه بالجنة، هؤﻻء يعتقدون في غالبيتهم ان اﻻستقلال ليس فقد ممكنا بل مسألة وقت ﻻ غير، و عندما يبحثون عن اية علامة في اﻻفق على صحة هذا اﻻدعاء ﻻ يجدون شيئا، و ﻻنهم يعيشون اوضاعا معيشية صعبة فهم منشغلون بلقمة العيش اليومي عن التفكير في حلول تضمن لهم استقرارا دائما. بالمختصر القائد في الجبهة حفاظا على مصالحه مجبر على الطاعة و اﻻنصياع لما يريده القائد اﻻعلى المنصاع لما تريده الجزائر التي تاتي منها كل المصالح و تحميها. و الشارع الذي يعيش اﻻزمة في كل شيء من الماء الشروب فما فوق يطالب القيادة بما ﻻ تملك، و يعيش الجميع في دائرة مغلقة و اسر مصالح او اسر احلام، و كل في حاجة للآخر، الجزائر تحتاج قيادة الجبهة ﻻستمرار مشروع المزايدة على المغرب و القيادة تحتاج الجزائر للحفاظ على مصالحها و الشارع معزول جغرافيا و محاصر امنيا و مشتت قبليا و ضعيف اقتصاديا