آراء وأعمدة

...نعم هو سب الله، لكنه سب وأهان وبهدل مواطنة أيضا..

أسامة خيي الاثنين 17 نوفمبر 2014
...نعم هو سب الله، لكنه سب وأهان وبهدل مواطنة أيضا..
Capture d’écran 2014-11-17 à 10.53.36

AHDATH.INFO - خاص

الدركي الذي خرج شريطه من السر إلى العلن بعد مرور أشهر على تصويره سب الله. هذا أمر خطير للغاية ويمس مشاعر المسلمين، أي نعم. لكن هذا الدركي سب وبهدل مواطنة أيضا كل ذنبها هو أن الصدفة لاقته بها في ذلك اليوم الصيفي

نعم للغضب من أجل الذات الإلهية، لكن الذات الإنسانية أيضا تستحق الغيظ، تستحق الصراخ، تستحق أن نقول باسمها أن لا .

لايمكننا أن نقبل بإهانة مواطنة بتلك الطريقة فقط لأنها سرقت أو اتهمها الدركي أنها سارقة.

لو سرقت عليها أن تقف أمام القاضي، وسيحكم عليها بعد توفر الأدلة وستذهب إلى السجن

أما أن يقول لها الدركي ماقاله في الشريط المصور، ففي الأمر علامة على أمر واحد لا ثاني له: هذا الدركي لم يلتق يوما مع التربية.

والاشتغال في سلك الأمن مع التربية صنوان، لابد من توفر هذا الشرط قبل أن ترتدي بزة الدفاع عن الوطن. لابد أن تكون ذا أخلاق حميدة قبل أن تصبح من حملة السلاح، وإلا فإن الوطن كله سيخشاك. الوطن كله سيرتعب على أبنائه لو كان كل دركي وكل شرطي يتعامل هكذا مع الناس.

لحسن الحظ أن هذا النموذج قليل، وأن الأغلبية الغالبة من إخوتنا في الأمن في الدرك في القوات المساعدة في الجيش "ولاد الناس" مثلما يقول المغاربة، ولا يصلون إلى هاته المراتب من السقوط إلا نادرا وغالبا لايصلون.

الآن لابد من قولها بصريح العبارة: ماوقع غير مقبول ولابد من مساءلة ذلك الدركي عما اقترفه. بالمقابل لابد أن نعترف أن عبارات السب الفاحش هي عبارات مشتركة بين قطاع واسع وعريض من المغاربة.

يكفي أن تكون عابرا في الشارع وتلتقي مشاجرة بين مواطنين عاديين لتكتشف أن كل عبارات السباب التي تنخيلها وحتى تلك التي لم تسمعها قط ممكنة العثور عليك في تلك اللحظة.

من الذات الإلهية إلى الذات البشرية إلى الأعضاء الداخلية للإنسان إلى أسماء الحيوانات إلى سب الأمهات إلى وصف النساء بأوصاف الباغيات إلى الأوصاف العنصرية

كل شيء متوفر في قاموس السباب لدى المغاربة أو لدى قطاع عريض من المغاربة

وذلك الدركي مواطن مغربي

تربى في مجتمعنا والتقى عددا آخر من مواطنيه ممن يستعملون تلك الكلمات وذلك السباب.

لذلك علينا ألا نستغرب كثيرا

هذا إذا كنا نعيش في هذا المجتمع ونعرفه حق المعرفة، ولم نكن نرغب فقط في الركوب على ماوقع للنيل من دركي بسيط

أما إذا كان الهدف هو المزايدة على الكل من طرف الكل، فلابأس من الانخراط في الجوقة والصراخ أننا نحن المغاربة لا نسب بعضنا البعض بتلك الطريقة الخادشة لكل مشاعر الآدمية، وأن ذلك الدركي نزل فجأة من المريخ على مجتمعنا وعلينا إعاده إليه فورا لكي نستعيد أخلاقنا الفاضلة من جديد...

بااااااز ليكم، حقيقة، ماكتقشروش

زاوية تقترفها : سليمة العلوي