مجتمع

معتقلو الريف يوجهون أصابع الاتهام إلى ضابط بالحسيمة "بتعذيبهم".!!

رشيد قبول السبت 03 فبراير 2018
Avocatstribunal51
Avocatstribunal51

AHDATH.INFO

بمرارة في الحديث وانخراط في موجة بكاء، منعت الكلمات من أن تخرج بين شفتيه مسترسلة، صرح يوم الجمعة، ثاني فبراير، أحد المعتقلين المتابعين على ذمة أحداث الريف، أمام هيأة المحكمة بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، وهي الهيأة التي يرأسها المستشار «علي الطرشي» الذي توجه إليه المتهم بالقول: "ما عندي لمن نشكي السيد القاضي غير ليك باش تأخذ لي حقي"، "أنا تظلمت وتهنت في كرامتي".

المتهم «محمد المحدالي» الذي قال إن أسرته أخبرته بأن الشرطة تبحث عنه عندما زارت منزل أسرته وداهمت البيوت التي تقع قرب منزله، قال إن مداهمي بيته لم يجدوا فيه غير أمه المريضة بداء السكري، وأبيه، وأخته الحامل، وزوجته وابنته ذات العامين وثلاثة أشهر من العمر، مشيرا إلى أن عناصر الأمن داهموا بيته عندما كانت أخته مستلقية في فراشها، حيث نزعوا عنها البطانية وهي شبه عارية كما قال، ليطلبوا رقم هاتفه من أبيه.

وعندما أخبرته أسرته ببحث البوليس عنه، ارتأى أن يذهب إليهم برجليه، قاصدا مقر الشرطة بالحسيمة.

وأضاف المتهم أنه دخل المقر الأمني بعد أن أدلى ببطاقة تعريفه الوطنية عند بوابتها، ليتم اقتياده إلى مكتب... واسترسالا في سرد ظروف اعتقاله قال: "كنت جالسا في مكتب بمقر الأمن عندما دخل الضابط (عصام) - يقصد عصام البوزيدي - الذي تردد اسمه على لسان أكثر من متهم ممن جرى توقيفهم بالحسيمة، قبل أن يُوَّجهوا إلى الدارالبيضاء، لتواصل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحقيقاتها معهم.

دخل الضابط المذكور، كما قال المحدالي، ولأن المتهم كما صرح بذلك أمام المحكمة، كان يعرفه من قبل بادر لتحيته قائلا: "أهلا خويا عصام"، ليكون الرد الذي تلقاه المتهم صاعقا بالنسبة إليه عندما رد عليه الضابط: "خوك ز..."، في إشارة إلى الكلمة العامية التي يوصف بها الجهاز التناسلي الذكري، والتي لم يتوان المتهم في ذكرها - بدون مواربة أو تردد علنا وأمام هيأة المحكمة، وجميع الحاضرين من أفراد أسر وعائلات المتهمين..، حيث قال إن الضابط خاطبه بلهجة فظة قائلا:"واش بغيتوا تردوها بحال سوريا"، ليشرع في سبه - كما قال المتهم - بعبارات نابية، من قبيل: "أولاد الصبليون"، "أولاد العاهرات"، "الأوباش"..

وعندئذ توجه المتهم بكلامه إلى ممثل النيابة العامة، الذي سبق وأثنى على عمل الضابطة القضائية ووصفه ب "الاحترافية"، "هادي هيا الاحترافية آلخصم الشريف...".

وأضاف المتهم "أقول للنيابة العامة إنك تعبثين بحرية الآخرين" مشيرا إلى أنه محروم من الحديث مع أمه وأبيه وزوجته، ومحروم من سماع كلمة أبي من ابنته الصغيرة، متسائلا بحرقة: «هل من الحق أن يُيَّتِموا ابنتي، ويُرَّمِلوا زوجتي"، مؤكدا أن خروجه للاحتجاج «كان سلميا ومن أجل مطالب اجتماعية واقتصادية وثقافية...».