ثقافة وفن

ابن كيران.. «السوبرمان» الخارج من قبره!!

عبد الكبير اخشيشن الاثنين 05 فبراير 2018
Capture d’écran 2018-02-05 à 10.16.21
Capture d’écran 2018-02-05 à 10.16.21

AHDATH.INFO

شبيبة العدالة والتنمية: «الشعب يريد ابن كيران».

ابن كيران: «إذا كان الشعب يريد ابن كيران من جديد فسيرجع حتى لو كان في قبره»!

هذا الحوار المتبادل بين الأمين العام السابق للعدالة والتنمية، وشبيبة حزبه، التي عقدت مؤتمرها نهاية هذا الأسبوع، يأتي ليختم أسبوعا صاخبا في تمرد بعض أجنحة هذا الحزب، الذي يقود الحكومة لمدة سبع سنوات، في رقصة تبحث لها عن عنوان.

والسؤال العريض، الذي تفرضه هذه المتواليات من المزايدات وإحراج بعض أهل الدار والمقربين وحتى الجهات التي ظلت تمارس النميمة في غيبته بعبارات فضفاضة من قبيل التحكم والعفاريت كل هذه السنين، هو: ماذا يريد الحزب أو بعض من الحزب في هذه الـظرفية بالذات، والتي توصف بالصعبة اجتماعيا واقتصاديا؟

مشهد البحث عن هدير صوت ملأ عقل وآذان المريدين بعد سنة 2011 متواصل، إنه الصوت الذي منحهم حلاوة الاستمتاع بممارسة السلطة، وممارسة المعارضة طيلة هذه السنين بكل الأريحية، حتى انتفخت كل مناطق استقبال النقد، ولم يعد متاحا لكل الباقين سوى الاصطفاف للمباركة والتصفيق، وإلا فكل كليشيهات التخوين والقصف جاهزة بكل ألوان التآمر في السر والعلن.

كان صلاح الدين مزوار وحزب التجمع الوطني للأحرار في لحظات «زيرو»، وعنوانا للهف التعويضات، وكان الباكوري والأصالة والمعاصرة «كانبو» ومسكين لا يفقه شيئا، وتحول شباط إلى «هبيل» ولص سرق أموال أهل فاس.

وبعدها جاء الدور على إلياس العماري كشيطان يجمع كل هذه الأوصاف، وقبلها رفع السقف في وجه مستشاري الملك ومحيطه، ولم يسلم العنصر من تفكه التابع والمتبوع، والختم اجتمع فيه أخنوش بالعراف وشيطان المحروقات، وجن انتخابات 2021، ووسط كل ذلك سخرية متواصلة من حال الاتحاد في المعارضة، ومن عدد برلمانييه في الأغلبية.

لم يسلم من كل هذا القصف طيلة سبع سنوات سوى حزب واحد، هو التقدم والاشتراكية، ولا تفهم الرسالة التي يرددها سعد الدين العثماني هذا الأسبوع، وبإلحاح، بأن تحالف حزبه مع هذا الحزب مقدس، وسيتم الإعلان عن عقد سياسي، بعد ضجة الانتقادات التي صدرت عنه وعن زميله مصطفى الرميد، قبل أن يبلعا لسانيهما باعتذارات متكررة.

حزب العدالة والتنمية هو قائد الحكومة منذ سبع سنوات، وهو الحزب المعني بكل ردود الفعل الشعبية على حصيلة تدبير حياته اليومية والسنوية، وهو العنوان الحقيقي للاحتجاج على كل ما يعد نقصا، تماما كما هو العنوان للإطراء على ما تحقق.

وهو الحزب المعني بنتائج مقص صندوق المقاصة، وهو المعني بتحرير أسعار الوقود، ونظم التقاعد والتعاقد، وهو المعني بنتائج الزلازل التي فجرتها احتجاجات الحسيمة وزاكورة وتنغير وجرادة وأوطاط الحاج وغيرها من المناطق، تماما كما هو قائد الإنجازات التي ملأت البرنامج الانتخابي للحزب في الانتخابات الأخيرة، وهو الحزب المسؤول عن تدبير كل الحواضر الكبرى بالمغرب، وعدد كبير من قراه، وكل التفاف على هذه الحقائق هو ضرب من العبث والجبن.

كل هذه السلبيات والإيجابيات هي ثمرة قبول تكليف انتخابي رغم عيوبه، والإيجابي فيها، هو أن هذا التكليف تكرر أو تضاعف، وهو ما يفرض على صاحبه شجاعة تحمل المسؤولية كاملة ومواصلة أمانة التدبير، ليس كل ما يصدر عن الحزب تهرب، بل هناك أصوات فيه تتحمل كل ذلك بشجاعة، لكنها تؤدي ثمن ذلك داخل ضجيج الشعبوية المفرط.

الضبابية المريبة هي هذا التوحد في استحضار الانتخابات المقبلة وسط تحمل مسؤولية تدبير بلد، مهاجمة أخنوش واستحضار انتخابات 2021، والتهديد بمغادرة الحكومة، واسترجاع توابل المحيط المؤثر وغير المؤثر، يبعث على القلق، سواء كان تقنية لإخضاع الأغلبية لشروط الحزب، أو كان تملصا مبكرا من تحمل المسؤولية وسط ظروف تبدو صعبة، وسواء جاءت الذرائع من داخل البرلمان، أو من داخل الحزب المعني، فإن توقيتها مكشوف.

من حق العدالة والتنمية أن يعبر عما يراه معيبا في اشتغال التحالف، ومن حقه أن يمنح تنفيسا لخطاب داخلي يتكيف مع ظروف الحزب، لكن من واجب الحزب الاعتزاز بتسيير شؤون البلد، وعدد كبير من وحداته الترابية، وأن يبدع في حل المشاكل ومراكمة الإيجابيات كمدخل لتعزيز شعبيته الانتخابية، لكن البحث عن عذرية خالصة بتملص كامل لا يعدو أن يكون بحثا عن عذرية بعد حفل زفاف، وتلك فضيحة يصعب التستر عليها بالصراخ.