مجتمع

نساء يكسرن تابو المجتمع ويتحدثن عن الوله في الحب

حليمة عامر الجمعة 16 فبراير 2018
600584_0
600584_0

AHDATH.INFO

في جو ساده الإيخاء و المحبة والصراحة والابتسامة، إجتمعت نساء من كل الأجناس في خميس المحبة  تحت شعار " الحب دعامة النجاح".

لطيفة باقة كاتبة وشاعرة، و فاطمة العزيزي طبيبة وشاعرة وفاعلة جمعوية، أسماء مرابط وأخريات ،ممن يحملن الحب في أعينهن، خرجن من تابو المجتمع وتحدثن عن الحب بصراحة، خلال لقاء نظمته جمعية "جمع مؤنت" ومجلة سيدتي ووزارة الثقافة والاتصال، ليلة الخميس 14 فبراير 2018 بالرباط، حيث حاولت كل واحدة أن  تعطي صورة مجسدة عن الحب بكل تلقائية.

"مجلس المحبة"، الذي تزامن مع عيد الحب، كان مناسبة، أيضا،  للرجوع إلى الباحثة السوسيولوجية فاطمة المرنيسي التي نظم هذا اللقاء على شرفها،  وفاءا لفكرتها الهادفة إلى  تجديد قيم المحبة والتسامح في المجتمعات العربية، حيث امتلأت القاعة عن أخرها تلبية لهذا النداء ودعما لاسمراره ككل سنة.

بالنسبة للكاتبة المغربية لطيفة باقة، عندما سألت عن مكانة الحب في حياتها، عادت  للحظات وتجارب   عاشتها  خلال حياتها الزوجية، جعلتها  تكتشف  بأن  ما يقوي  الحب هو الصداقة، خاصة بعد الوقوع في بعض التصادمات بينها وبين زوجها، فرغم ذلك كان حبهما أقوى.

كما جسدت الكاتبة التعبير عن  الحب  في العطاء، وهي متحدثة عن هدية تلقتها من صديقة لها عبارة عن زجاجة عطر مرفوقة بورقة عليها كلمات "جميلة ومؤثرة "، كانت كافية بالنسبة لها للتعبير عن كل ما يدور في خاطرها.

إلى جانب هذا،  تطرقت الكاتبة  إلى ثقافة الاعتراف بالحب عند الرجل، و اعتبرت بأن الرجال يعترهم الخجل من البوح للمرأة بالحب،  أرجعت ذلك إلى كون الرجل في المجتمعات العربية دائما يتمتع بجملة من المكاسب الذكورية، التي ترفض بأن يصارح المرأة بصدق مشاعره وكأنه عمل مشين وسينقص من فحولته، وهو ما جعلها تعتبر بأن النساء تعترف بالحب أكثر من الرجال.

هذا اللقاء كان مناسبة أيضا لتحكي الشاعرة  فاطمة عزيزي، عن وقوعها في الحب أول مرة، وهي طالبة طب.  حصل ذلك أثناء ملاقاتها لنصفها الثاني، زوجها الذي تجمعهما تجربة تسعة وعشرين عاما، التي كانت مليئة بالحب الاحترام.

بالنسبة ليوم عيد  الحب ، فهي تعتبره مناسبة " لا يمكن تجسيدها في الهدايا فحسب، بل يجب أن يكون مناسبة  ليصارح الإنسان نفسه والمحيطين به بصدق مشاعره ، لذلك اعتبرت بأن الإنسان المغربي محافظ  في طبعه  وجعل من كلمة " الحب"  كلمة غامضة وغير قابلة للتصريح".

وتجدر الإشارة، إلى أن " خميس المحبة" فكرة ولدت  في إطار لقاء المحبة الذي طالبت به الكاتبة  الباحثة الراحلة فاطمة المرنيسي، وخلال كل شهر  فبراير من كل سنة ينظم لقاء المحبة،  وفاءً لذكرى الراحلة ، وتجديدا للحديث عن المحبة ودورها في تعزيز أواصر التآزر والايخاء.

وبالنسبة "لخميس" هذه السنة  فقد كان  في إطار الاحتفال بعيد الحب بطريقة أخرى، من خلال  تعزيز قيم التواصل والتسامح ونبذاً للكراهية والعنف والبوح بالحب الحديث عن العلاقات الحميمية بكل تلقائية وتكسير قوالب  المجتمعات العربية التي تمنع البوح به أمام الجميع.