ثقافة وفن

حدث في مثل هذا اليوم: ملك إسبانيا يتصدى لانقلاب العسكر على الديموقراطية

محمد فكراوي الجمعة 23 فبراير 2018
Juan_Carlos_I_of_Spain_2007-750x422
Juan_Carlos_I_of_Spain_2007-750x422

AHDATH.INFO

كانت إسبانيا و هي تخطو أولى خطواتها نحو ترسيخ نظام ديموقراطي بعد رحيل الجنرال فرانكو على موعد يوم 23 فبراير 1981، مع منعطف خطير هدد عملية الانتقال الديموقراطي برمتها، و ذاك عندما حاول أفراد من القيادة العسكرية الاستيلاء على السلطة من خلال انقلاب عسكري، بدأ باقتحام مجموعة من الحرس المدني بقيادة المقدم أنطونيو تيخيرو مبنى البرلمان خلال مراسم تنصيب ليوبولدو كالفو سوتيلو كرئيس للحكومة، واحتجزوا النواب كرهائن.

فحوالي الساعة السادسة مساء ذاك اليوم، وبينما كان التصويت جاريا لتنصيب ليوبولدو كالفو سوتيلو كرئيس وزراء إسبانيا، وبالضبط في الساعة 18:22، عندما ذهب النائب الاشتراكي مانويل نونيز إنكابو للادلاء بصوته، بدأت بشكل منسق "عملية الدوق دي أهومادا", التي اتخذت اسمها من مؤسس الحرس المدني. فقامت مجموعة من رجال الشرطة، برشاش في اليد، باقتحام غرفة مجلس النواب بقيادة العقيد أنطونيو تيخيرو، الذي اعتلى المنصة، وصرخ وأمر الجميع بالانبطاح أرضا.

وقف غوتييريز ميادو، وهو نائب الرئيس وعسكري برتبة جنرال، وتوجه إلى الانقلابي تيخيرو وأمره بالاستقامة وتسليم سلاحه، وحدثت مناوشة قصيرة أطلق بعدها تيخيرو رصاصة واحدة في السقف تبعها وابل من رصاص رشاشات رفاقه.

أطاع معظم النواب أوامر تيخيرو وانبطحوا أرضا، باستثناء رئيس البلاد أدولفو سواريز والزعيم الشيوعي سانتياغو كاريو الذين بقيا جالسين فيمقاعدهم.

كان هدف الانقلابيين خطف السلطتين التنفيذية والتشريعية، و خلق "فراغ في السلطة"، لتوليد سلطة سياسية جديدة.

بعدها تم عزل خمسة نواب عن البقية: أدولفو سواريز، (الذي لا يزال رئيسا للوزراء تلك اللحظة نظرا لعدم اكتمال تنصيب لويبولدو سوتيلو)، وأغوستين رودريغيز ساهاجون وزير الدفاع ورئيس اتحاد الوسط الديمقراطي، وفيليبي غونزاليس زعيم المعارضة الاشتراكية، وألفونسو غيرا الثاني في قائمة الحزب الاشتراكي، وسانتياغو كاريو زعيم الحزب الشيوعي الإسباني.

وسميت تلك الليلة ب "ليلة الترانزستورات"، وذلك لأن إذاعة كادينا سير واصلت بث الأحداث للمستمعين الملتصقين بأجهزة الراديو متابعين تسلسل الأحداث.

بعد ذلك بوقت قصير، وتبعا للخطة المرسومة، ثار في فالنسيا القائد العام للمنطقة العسكرية الثالثة، خايمي ميلان ديل بوش، وقام بإخراج 1800 عسكري و40 دبابة إلى الشوارع، من ميناء فالنسيا إلى وسط المدينة، وتوجه بهم إلى المباني المؤسسية.

وأعلن حالة الطوارئ وحاول إقناع الآخرين إلى تأييد العمل العسكري. في تلك الليلة كانت تحيط بالمدينة شاحنات عسكرية مدرعة وغيرها من وحدات الجيش التي غادرت قواعد بيتيرا وباتيرنا.

وتوجه طابور مدرع إلى قاعدة مانيسيس الجوية لإقناع قائدها لينضم إلى الانقلاب، لكنه رفض ، وهددهم بإقلاع طائرتين توجه صواريخ ضد دباباتهم إن لم ينسحبوا من أمام قاعدته، فاختاروا خيار العودة.

و وسط هذه الفوضى حدث ما لم يكن متوقعا و تصدى الملك خوان كارلوس للانقلابيين...

حيث قام العاهل الإسباني باتصالات لشخصيات عسكرية ليضمن ولائها، والتي كان موقف الكثير منها غامضا.

و في الواحدة وأربعة عشر دقيقة من صباح يوم 24 فبراير، ظهر الملك على شاشة التلفزيون، وهو يرتدي الزي الرسمي لقائد الجيش، مخاطبا الشعب بكلمة تحدث فيها عن وقوفه في وجه الانقلاب والدفاع عن الدستور الإسباني، ورفضه لما فعله ميلان ديل بوش.

و في تلك اللحظة تم اعتبار الانقلاب فاشلا. أصبح ميلان ديل بوش معزولا، فألغى مخططاته في الساعة الخامسة من صباح ذلك اليوم واعتقل بعدها. بينما قاوم تيخيرو حتى ظهر يوم 24، لكنه قام بالإفراج عن النواب في الصباح.

 

 

من مواليد هذا اليوم:

1879 - كازيمير ماليفيتش: فنان روسي.

1954 - فيكتور يوشتشينكو: رئيس أوكرانيا.

 

من الراحلين عنا في مثل هذا اليوم :

1944 - ليو بيكلاند: عالم كيمياء أمريكي.

1965 - ستان لوريل: ممثل إنجليزي.