مجتمع

علمي يكتبها بالمغربية: المناصرة الامشروطة ضد اغتصاب وتعنيف النساء

د. مراد علمي - أستاذ جامعي وكاتب الجمعة 09 مارس 2018
alami foto
alami foto

AHDATH.INFO

أكيد أن المغربيات محميين من طرف القانون المغربي، ولاكن ضروري ما نسمعوش غير ليهم أو نستعـمـلـوهوم كامادة، كاحوجـّة ضد الجاني، ضروري كذالك نردّوا الإعتبار للضحايا اللي تمارس عليهم الجنس تحت طائلة الإكراه أو التهديد بالتشهير، كان هاد الإغتصاب فى إطار الحياة الزوجية، العمل أوْ فى أي ميدان آخور، ماشي نـضــّـامنوا مع هادا أوْ لاخرور غير من باب "القولة": عـدو عـدياني صاحبي! هادي معادلة غير إنسانية أو ما كاتبــشــّرش بالخير، لأن العدل، العدالة، ما كاتعرف لا صاحب، لا عدو، لا ظالم لا مظلوم، غير الحق أو بسّ، بغض النظر على بعض الهفوات، الثــّـغرات اللي كانعرفوا، ولاكن دورنا هو نزيدوا ألــّـقودّم ولا نبقاوْا قابعين فى بيت الـظــّـلومات، "دار بني غـفلون".

ضروري ما نربطوش كلمة "الضحية" بالهشاشة، الضعف، لأن فى هاد الحالة فى عوط ما نـعـبــّـروا على تـعاطوفنا مع الضحية كانـزيدوا نـحــقروها، ضروري كذالك على الدولة تقوم بدرسات، إحصائيات رصينة باش ترصد لينا جميع الخروقات، الإغتصابات اللي كايتـعرّضوا ليها أمــّـاهاتنا، خواتاتنا، بناتنا، باش ما نحموش، نلوموش راسنا نهار آخور بأننا عايشين فى مجتمع كولــّـو حقر، تمييز، إهانة، كراهية بالنسبة ألــّـمرى المغربية، ماشي غير المرى اللي خصــّـها أدّافع على المرى، لا! هادا موشكيلنا كـولــّـنا أو كايهمــّـنا لا رجال، لا نسى، ما باغيش شي نهار إقول ليــّـا شي حـدّ: هاد الشي كـولــّـو كاتعرفو أو ساكت عليه؟

حنا مسؤولين كولــّـنا على اللي كايطرى فى مجتمعنا، فى وسطنا، والطــهرانية المطلقة ألـــّـمنافقين أو صحاب الهـموز، لـيـومينا هادا كثير ديال المصايب، الإغتصابات كايعانيوْا منها النسى، بلا ما إقـدّوا إصــرّحوا، إتفـوّهوا بيها، علاش ما إكونش رقم خاص "خصر" ليهوم باش إتــّـاصلوا بالمصالح المسؤولة، لا من شرطة ولا من محاكم؟ حتى التحرش الجنسي ضروري يدخل حتى هو فى هاد الخانة باش نقضيوْا عليه بصفة نهائية، باقي ما نسيناش داك الشباب المغربي اللي طالب اللجوء "الخـوبزي" فى ألمانيا أو فــجــّـر كـوبتو، أمراضو المعدية فى شابات، سيدات ألمانية فى  مدينة "كلونيا"، حتى كايحشموا ليومينا هادا بعض مغاربة، مغربيات العالم اللي قاطنين هادي سينين فى ألمانيا إقولوا أن أصلهم من المغرب.

جميع ضحايا الإغتصاب كايعيشوا من بعد وضع نفسي "لا يحسد عليه"، أو هاد الـجرم اللي أتــّـقرف فى حقهم عندو تداعيات غير محمودة أو ما عمــّـرهومش يمكن ليهوم إتــّـخـلاّوْا عليه، لأن جرح اليد ولا ّ الرجل، الذات، كايـتنسى، كايبرى دغية، أمــّـا جرح الروح، الوجدان، ما عمــّـرو كايـتــّـمـحى من الذاكرة، لاسق فى اللسان، فى الجلد، فى المونخار، الهوى اللي كايتنفـسوا الضحايا، فى الحوايج اللي كايلبسوا، غير كاينعـسوا كايتكــّى معاهم، غير كايفيقوا حتى هو كايحل ّ عينيه باش يبدى كايضرب بجوج إدّيه  بقوة ذات الضحايا الممردة فى غيس الفضيحة، العار أو شنو غادي إقولوا الـجــّـيران، كاين البعض منـّـهوم اللي ما كايقـدّش يخرج من الدّار، منعزل، خايف من بني آدام، ضروري إرفعوا هاد النسى ريوسهم عالي، لأن المغتصب، المجرم هو اللي خصـّـو إدوز حاني الراس، مهزوم، مقهور، أو ضروري على جميع المغاربة لا من رجال ولا ّ نسى إنصفوا المرى المغربية، لأن هادوا أمــّـاهاتنا، خواتاتنا، بناتنا اللي كايتــعـرّضوا ألأبشع أعمال وحشية، دنيئة، غير إنسانية، كولـــّها حقد، كراهية أو أنانية ذكورية غير مقبولة.

رغم العواقب الوخيمة، الوضعية النفسية الصعبة اللي كايعيشوا النسى، البنات اللي أتــّـغتاصبوا كايمكن ألـــّـعائلات، الصــّـحابات، الأصدقاء ديالهوم إدّعمومهم، إقوموا بجبر الضرر، لأن العنف ماشي ساهل، أو فى تقديري ضروري نبنيوْا جميع وسط، مجتمع كايرفض العنف كيف أمـّـا كان نوعو، لا من هاد الطرف ولا من ألاخور، كيف كايقوال المثل المغربي الحكيم: "اللي زرع الشــّـوك، ما يمشي حـفـيان"، أو اللي بغى إربــّـي السّـبع دنـوبو على راسو، ياك ما إضور فيه شي نهار.

ضروري على الدولة المغربية تعمم رقم هاتف "خضر" فى جميع ربوع المملكة باش اللي سوّلات ليه نفسو يغتصب مرى ولا ّ بنت يعرف أن القانون ما غاديش إرحمو، كما ضروري على الدولة توفــّـر فى كول مدينة ديور خاصـّـين للنسى أو البنات اللي أتــّـغتاصبوا باش إرتاحوا تمــّـا أو إتـمّ من بعد دمجهوم فى المجتمع المغربي، لأن إمكانيات المجتمع المدني محدودة، هادا عمل جبــّـار، ماشي غير تسمع ألــْـهادي ولا ّ لوخرى، تعطيها ما تاكول أو تشرب، لا، ضروري تقوم الدولة بدورها "كما يلي"، بالطبع تقوم بمساندة هاد الفيئة الهشة، المحرومة، المسحوقة من الناحية القانونية، لا من عناية طبية ولا ّ حتى تعويض الضرر، تقوم بدورات تحسيسية، بتكريس روح المواطنة، نبذ العنف، التحرش أو تفتح المجال للتربية الجنسية فى الكتب المدرسية فى "سن مبـكـر"، ماشي حتى يعواج الدرّي عاد نبغيوْا نعطيوه دروس فى هاد المادة، بحال الدراري الصغار فى الدانمارك، من اللي كايكونوا فى الروض كايتدرّبوا على كلمة "الثقة"، ماشي حنا كاعلـّـموا أولادنا، بناتنا كيفاش إكذبوا على الناس من اللي كايحـلــّـوا عينيهم، هاكدا كانبنيوْا مجتمع فاشل، هش، كـولــّـو مبني على الهوى، "الطواحين الـدّونكيشوطية"، التـــّـبوحيط أو الكذوب، جميع الدول المتقدمة كاتقدّر الحقيقة، لأن "الثيقة" ضايرة بيناتهم، هاكدا كايبينيوْا مجتمع قوي، رصين، كايتحلا ّ بالموضوعية أو كايرفض خرايف جـحـا.

لازم علينا من "الآن فصاعيدا" نركــّـزوا، نسلـــّـطوا الضــّـو على الضحايا أو ماشي على اللي قاموا بجريمة الإغتصاب، لأن التعاطف خـصــّـو دائما إكون معا اللي عانا، معا المقهور، المظلوم، ولو فى بعض الحالات كاينين مغالطات، أقوال غير مسؤولة من هاد المحاميين اللي كايدافعوا على المتهم المفترض، لأنه من حقهوم إدافعوا على موكــّـيلهم، لأنه هو اللي غادي إخــلــّـصهوم "فى آخر المطاف"، إكون حتى قتـــّـال، ضروري نتحلا ّوْا بالموضوعية، بالديرمقراطية فى بلاد الحق أو القانون، بغينا ولا ّ كرهنا، ماشي اللي ما عجناش أنــلــوحوه فى الحبس، لا، القانون هو "سيد الموقف"، ماشي الهيستيرية، تحقير الضحايا ولا ّ إدعاءات كاذبة اللي كاتنال من كرامة، سلامة الضحايا، المحامي الـرّزين هو اللي كايعرف شنو كايقول، ماشي اللي بغى ما إمـنــّـع حتى شي ميكروفون، حنا اللي كاتهمـّـنا كامواطنين هي نعرفوا الحقيقة، غير الحقيقة، أو بعادين على التشويش السياساوي، المصلحي، أو اللي بغا يقنعنا خــصـّـو يعطينا أدلة قاطعة أو يـتجنــّـب أقوال غير مسؤولة، لأن "المؤمن لا يلذغ من جحر واحد مرتين"، اللي كذب عليك مرة ما غاديش أتـــّـيق بيه المرة الجايــّـة؟

ضروري على المشرّع المغربي يجتهد فى هاد الإطار قصد أكثر صرامة أو فعالية باش جميع أعمال الإغتصاب، تعنيف المرى المغربية تكون من "أخوات كان" فى المستقبل القريب.