مجتمع

بعد تقديم استقالتها من الرابطة .. متشددون يصفون المرابط بالجاهلة التي أخزاها الله!!

سكينة بنزين الثلاثاء 20 مارس 2018
Capture
Capture

AHDATH.INF

كما صوتها الهادئ وابتسامتها الوقورة التي تجمع بين الحلم والصلابة، اختارت الدكتورة أسماء المرابط، الانسحاب في صمت بعد أن قدمت استقالتها من رئاسة " مركز الأبحاث والدراسات النسائية في الإسلام" التابع للرابطة المحمدية لعلماء المغرب، مما أثار جدلا كبيرا على مواقع التواصل، تزامنا مع هجوم شرس وصل حد التجريح من طرف أصوات متشددة.

الكتاني يصف الدكتورة بالجاهلة

المرابط كتبت عبر صفحتها تدوينة أعلنت فيها خطوتها المفاجئة، «قدمت استقالتي من رئاسة مركز الدراسات النسائية في الإسلام التابع للرابطة المحمدية لعلماء المغرب ، و أودّ بهدا الصدد أن أعبر عن تقديري الكبير للسيد الأمين العام أحمد العبادي الذي كان بمثابة أستاذي و في نفس الوقت أخ بكل معنى الكلمة وكذلك شكري الخاص و محبتي لأعضاء هذا المركز«، تقول الدكتورة قبل أن يختفي حسابها ساعات بعد هذا الإعلان الذي فتح بشكل غير مفهوم شهية المتشددين للهجوم عليها استنادا على قاموس إقصائي ومتطرف.

"الشيخ" الحسن بن علي الكتاني، أحد وجوه السلفية بالمغرب، كان كالعادة من بين السباقين للهجوم على الباحثة التي لم يستسغ عددا من اجتهاداتها السابقة حول مفهوم الحجاب، والإرث، والتعامل مع سيرة الزوجة الرسول عائشة، حيث كتب عبر صفحتها تدوينة جاء فيها، « لا شك أنها خطوة في الاتجاه الصحيح فإن وجود أمثال هذه المنحرفة عن الشرع الجاهلة بأحكامه لا محل له من الإعراب ضمن مؤسسة علمية كبيرة بل بقاؤها يفقد المؤسسة مصداقيتها وثقة الناس فيها».

« قبحها الله وأخزاها» !!!

وسرعان ما تفاعل عدد من متابعي "الشيخ" مع الخبر من خلال الهجوم على الباحثة بتعبيرات تفتقد للكثير من الأدب، من طرف "دعاة الأخلاق النبوية"، «لعنة الله عليها وأمثالها، مثلها يزرعون الفتن والصراعات المذهبية و التطرف والنزعات العرقية والدينية»، و أضاف آخر « قبحها الله وأخزاها».

هذا الكم من الكره غير المبرر الذي فضحته بعض التعليقات، صدم عددا من الفيسبوكيين الذين أحزنهم خبر استقالة الباحثة وتعرضها للهجوم، »مقرف أن يستمر هذا الجهل في بلد القرن الواحد والعشرين أقول لشيخ النكاح والإرهاب عليك اللعنة يا جاهل و يا منحط" يكتب أحد المعلقين الذي اختار الرد على العنف اللفظي بعنف مقابل، بينما اختار آخر التعليق بسخرية عن تخوفه قائلا «ناري وترفع يد السلطة على هاد الدواعش ... السيناريو الكيوت للي يقدو يديروه معانا نحن معشر الخارجين عن نهجم الدعشوشي: أن نعطي الجزية عن يد ونحن صاغرون».

المساواة في الإرث والهجوم الكاسح

وأمام صمت المرابط التي فضلت الانسحاب من مواقع التواصل، فتح باب التكهن بأسباب هذه الاستقالة المفاجئة التي اعتبرها البعض ضغطا من التيار المتشدد، الذي لم يستسغ يوما وجود إمرأة قادمة من المجال العلمي البعيد عن الدراسات الدينية، على رأس مركز للبحث داخل الرابطة، خاصة أن الباحثة رفعت من سقف اجتهادها حين طالبت مؤخرا بإنشاء لجنة ملكية لمناقشة مسألة المناصفة في الإرث، على غرار نقاش مدونة الأسرة، مبررة طلبها بأنه من عمق مقاصد الإسلام وليس ضده، بعد أن أصبحت المرأة معيلة لأسر بأكملها.

وتفاعلا مع الهجوم الذي تتعرض له الباحثة المرابط، أعلن عدد من الباحثين و الناشطين مساندتهم لها، وفي مقدمتهم الباحث "محمد عبد الوهاب رفيقي"، الذي كتب على صفحته «الطبيبة والأستاذة أسماء لمرابط فضلا عن فكرها المستنير، ومواقفها الشجاعة، من خلال لقاءاتي بها، امرأة ذات خلق رفيع، وأدب جم ، و طيبوبة نادرة... تتعرض لهجوم كاسح وتجهيل وقصف من طرف جبهة النصرة المغربية..... وإن كان بالنسبة لي ليس بغريب على من يرى في نفسه امتلاك الحقيقة وإرث النبوة.... لله في خلقه شؤون».

بينما كتب الباحث في الشأن الديني مصطفى شنضيض، «: أسماء المرابط قامة أخلاقية قبل أن تكون قامة فكرية، فَوَقِّرُوها.«

دعوة للاختلاط وسوء أدب مع السيدة عائشة !!

وسبق للمرابط أن تعرضت لهجوم شرس بسبب موقفها من دوافع زواج النبي بعدد من النساء، وجهوده في تغيير التصور العربي عن المرأة، بالإضافة إلى دعوتها إلى اعتماد قراءة إصلاحية لنصوص الدين وتبني خط ثالث في التعامل مع قضايا المرأة من خلال فهم النص على ضوء المتغيرات، وفي مقدمتها الإرث.

كما اتهمت بالدعوة لاختلاط الرجال والنساء في المسجد، وهو الأمر الذي نفته ووضحت المقصود من عبارتها، إلا ان منطق " طارت معزة" جعل بعض "المشايخ" يستحضرون هذه الدعوة خلال مهاجمتها و اتهامها بالجهل بالدين، إلى جانب الاتهام بإساءة الأدب مع زوجات النبي عندما استعملت عبارة "très malicieuses" خلال توصيفها للسيدة عائشة باعتبارها أكثر زوجات النبي  مشاكسة وذكاء مما خلق نوعا من التوتر داخل الحياة الزوجية للنبي، حيث رأى المنتقدون في العبارة وصفا جارحا لواحدة من زوجات النبي مع إيراد عدد من الترجمات للكلمة التي تركز على أنها تعني المكر والخبث دون مراعاة للسياق الذي وردت فيه العبارة.