بورتريه

عبير العمراني..شابة واقعية لا تنتظر تحقق الأحلام الوردية

ahd_oussama الاحد 15 أبريل 2018
FB_IMG_1523814480485
FB_IMG_1523814480485

AHDATH INFO-  إكرام زايد

أدركت أن بذل مجهود من أجل الاقتراب من الآخر وتعلم لغته والتواصل معه بتوظيفها، سيذوب حتما المسافات الجغرافية وسيفسح المجال بينها وبين الآخرين لنسج علاقات إنسانية عمادها الاحترام والتقدير والمحبة المتبادلة..

وإيمانا بهذه القناعة، ركبت عبير العمراني الصعب وشرعت في تعلم اللغة رغم صعوبتها المتمثلة في تغير مفاهيم الكلمات بمجرد اختلافات نطقها.. خطوة، أقدمت عليها عبير بعد السنة الأولى من إقامتها بمدينة شانغماي التايلاندية، وساعدتها في حياكة علاقات ممتازة مع محيطها الآسيوي المتحفظ، كما هو معروف لدى جل المنحدرين من الثقافة الغربية.. تقول " استوعبت سريعا أنه للاندماج في الثقافة المحلية ونسج علاقات إنسانية متميزة، يتوجب علي الحديث باللغة المحلية، خصوصا في ظل قلة من التايلانديين الذين يتكلمون اللغة الإنجليزية وهو ما يعرقل وجود تبادل حقيقي بين الإنسان وأخيه هنا في التايلاند"..

و إذا كان تعلم اللغة المحلية من أجل ربط علاقات إنسانية جيدة مع الآخر، هو ما يحكم علاقة عبير العمراني بالمواطنين التايلانديين، فإن ضوابط علاقتها بزملائها المستخدمين مبنية على المهنية والأداء الجيد وقبلهما الاحترام بحكم ترؤسها لفرق عدة تشتغل في شركة فرنسية متخصصة في صناعة الماركات المسجلة عالميا في مجال المجوهرات وسنها لم يتجاوز بعد 25 سنة..تقول "علاقاتي بالمستخدمين التايلانديين 120 مبنية على الاحترام والصداقة، وكل ما من شأنه أن يعود على الشركة بالنفع من خلال الأداء الجيد والمهنية"..

قبل التحاقها بهذه الشركة الفرنسية التي تشغل فيها منصب مكلفة بالتسيير الإداري بحكم دراستها المتخصصة في ذات المجال بأحد المعاهد العليا المتخصصة الموجود بمدينة هافر الفرنسية، تتذكر عبير العمراني تفاصيل رحلتها الأولى نحو مدينة شنغماي الموجودة شمال مملكة التايلاند حين كانت تبلغ من العمر 23 سنة. تقول "لم أتخيل يوما أني سأغادر بيت أسرتي وأسافر بعيدا لصنع مسيرتي المهنية، ولكني مع ذلك كنت مستعدة للبحث عن فرصتي وتجريب حظي حيثما كان"..

رغم أن سنها لم يتجاوز 17 حين حصلت على شهادة البكالوريا في شعبة العلوم الاقتصادية من ثانوية عمر الخيام بالرباط ، فإن سقف طموحها كان عاليا من خلال رغبتها الجامحة في اختراق أفق أكاديمي أرحب تأتى لها بالسفر نحو مدينة نانسي الفرنسية حيث التحقت بمعهد للأقسام التحضيرية.. وهناك شرعت في محاولة للحاق بأحلامها المهنية، عبر اجتياز العديد من المباريات التي أهلتها في النهاية للالتحاق بمعهد عالي متخصص في التجارة والتدبير بمدينة هافر الفرنسية.

ولأنها شابة واقعية لا تنتظر تحقق الأحلام الوردية، فإن عبير ارتأت الانخراط ضمن شبكة إلكترونية خاصة بخريجي المعاهد العليا، رغبة منها التربص بمختلف العروض المهنية المناسبة لمؤهلاتها العلمية وطموحاتها المهنية.. وهو ما أسفر عن اختيارها من قبل شركة فرنسية متخصصة في صناعة الماركات المسجلة في مجال المجوهرات بمدينة شانغماي التايلاندية..

علاقة عبير العمراني بشانغماي تتعدى كونها مدينة إقامة وعمل بالنسبة لهذه المغربية الوحيدة الموجودة بهذه المدينة التي تعد ثاني مدن المملكة، علاقة موسومة بالارتياح والطمأنينة النفسية في العيش داخل بلد تشبه ثقافته إلى حد كبير ثقافة بلدي المغرب. "في التايلاند كما في المغرب، تقول عبير، الفضاءات العائلية تحظى بأهمية كبرى في حياة التايلانديين، فبرغم مختلف أوجه الحضارة والعصرنة تظل الأسرة مقدسة في المجتمع التايلاندي وقبل كل الاعتبارات. دون إغفال التشابه الجغرافي بين المنطقة الجبلية التي أقطنها وبعض المناطق المغربية الموجودة في الأطلس بالمغرب، إضافة إلى الألوان والأقمشة التقليدية وبعض الآلات الموسيقية وإيقاعاتها التي تشبه إلى حد كبير بعض مناطقنا الموجودة شمال المملكة المغربية".