السياسة

ما سر بقاء الأسد كل هذه المدة الطويلة في منصبه؟

(الجزيرة) الاثنين 16 أبريل 2018
2018-04-16_150246
2018-04-16_150246

AHDATH.INFO - متابعة

كيف نجا الرئيس السوري بشار الأسد من الصراع والحرب المدمرة التي تعصف ببلاده منذ سنوات، بل ومن الضغوط الدولية المكثفة لتنحيته؟ وما هي العوامل التي ساعدته على البقاء في منصبه؟

تحليل نشرته "الجزيرة" يقول إنه في حين تعتبر الضربات الجوية التي قادتها الولايات المتحدة فجر السبت الماضي على المنشآت الحكومية السورية ضربة لمحاولة الأسد توحيد البلاد تحت سيطرته، فإنه ليس هناك ما يشير إلى أن هذه الضربات هدفت إلى إنهاء رئاسته.

ويضيف التحليل أن المكاسب التي حققتها المعارضة في السنوات الأولى من الانتفاضة ضد حكم الأسد كانت تشي بحقيقة احتمال انضمامه إلى اللائحة المتنامية من الحكام العرب المخلوعين، لكن هذا لم يحدث، فلقد بقي الأسد في السلطة.

وأما في الوقت الراهن، فموقف المقاتلين المعارضين أخذ بالتراجع، وذلك بعد أن فقدوا معاقل رئيسية داخل العاصمة السورية دمشق وفي مناطق أخرى مثل حلب شمالي البلاد وغيرها.

بل إن دبلوماسيين كبارا من دول معارضة لحكومة الأسد، مثل وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، صرحوا بأن الأسد يمكن أن يستمر في رئاسة البلاد.

ويرى التحليل ان هناك أسبابا جعلت الأسد يستمر لكل هذه المدة الطويلة، ومن بينها:

1- الدعم الأجنبي الذي يتلقاه الأسد، فبعد أن كاد المقاتلون المعارضون ينتصرون وبعد أن كاد الجيش السوري ينهار، فإنه سرعان ما تلقى الدعم من إيران وروسيا، إذ زودته طهران بعشرات آلاف المقاتلين ، كما دعمته بخبراء عسكريين إيرانيين.

وأما الروس فقدموا دعما عسكريا جويا هائلا ومؤثرا للأسد، مما دفع المعارضة للتخلي عن معاقلها في مناطق متعددة مثل حلب والغوطة الشرقية بريف دمشق وغيرهما.

2- انقسام المعارضين على أنفسهم، وخاصة في أعقاب المواجهات التي كانت تجري بينهم، وإثر القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن رحب به المعارضون في بداية الأمر.

كما أن عشرات الفصائل المقاتلة انقسمت على نفسها إزاء الانتماء الإقليمي والهوية العرقية والموقف السياسي والانتماء الديني.

3- الموقف الدولي، ففي حين كانت للدول الغربية والقوى الإقليمية مثل تركيا والسعودية مواقف واضحة تتمثل في معارضتها للأسد، فإن أيا منها لم تتخذ موقفا حاسما للإطاحة بالرئيس السوري.

4- الدعم الداخلي، فرغم المعارضة الواسعة لحكمه، فإن الأسد لا يزال يحافظ على مستويات دعم كبيرة داخل سوريا، وهذا الدعم يشمل ما هو أبعد من مجتمعه العلوي.