السياسة

وزارة الثقافة والاتصال تفشل في التواصل

AHDATH.INFO الاحد 20 مايو 2018
araaj
araaj

AHDATH.INFO : عبد الغني بلمعلم

عممت وزارة الثقافة والاتصال بلاغا صحفيا للرد على تقييم مراسلون بلا حدود لحريات الصحافة بالمغرب، تضمن خمس نقاط رئيسية قد تطرح مجموعة من التساؤلات، خاصة في ما يرتبط بصورة المغرب وسمعته بالخارج، حيث إن من شأن تأويل الوزارة لمجموعة من النقاط وموقفها منها ثم طريقة الرد عليها، تأكيد هذه الادعاءات لدى القارء والفاعل الأجنبي (اللهم إذا كان البلاغ موجها أصلا للاستهلاك الداخلي فقط). 

النقطة الأولى (متابعة الصحفيين): ما الذي يمنع الوزارة من الإشارة إلى المهداوي ب "السيد حميد المهداوي" عِوَض "شخص توبع في قضية تتعلق بالممارسة الصحفية" أو "أحد مزاولي مهنة الصحافة  يتوفر على البطاقة الصحفية"، خاصة أنه كان من شأن ذلك أن يعطي الانطباع بأن الوزارة تأخذ المسافة اللازمة وتلتزم الحياد (مادامت القضية لا ترتبط بممارسة مهنة الصحافة). زِد على ذلك، حجج المنظمات الدولية التي تدعي أن هناك تضييق على الصحفيين مبنية على "مسلمة" مفادها أن السلطات "تلفِق" التهم للصحفيين وتتابعهم بقضايا الحق العام لإسكاتهم.. الرد سيكون إذن متوقعا، وبالتالي لن يفيد في شيء بل على العكس من ذلك قد يؤكد الاعتقاد بأن الأمر يتعلق بالفعل بتضييق على الصحفيين، خاصة أنه من السهل تأويل لغة البلاغ واستخلاص أن فيها موقف مسبق من الصحفي أو على الأقل شئ من ذلك... وإن كان لابد من الإشارة إلى ذلك، كان ربما من الأجدى أن لا تكون هذه النقطة أول النقاط التي يتناولها البلاغ. 

النقطة الثانية (عرقلة عمل وسائل الإعلام المغربية والأجنبية): صحيح أن المعطيات التي أثارها البلاغ مهمة والأرقام مفيدة، إلا أنه كان من الأجدى أن يتناول البلاغ بشكل صريح الحالات التي تثيرها المنظمة، خاصة ترحيل ("طرد") بعض الصحفيين وذلك من خلال تقديم الدوافع القانونية التي دفعت السلطات المغربية الى إيقافهم (غياب التصريح)، قبل تقديم باقي المعطيات، حتى لا يتم تأويلها، على أهميتها، على أنها هروب إلى الأمام والتفاف لا فائدة منه، خاصة أن من بين المعنيين بهذه الحالات مراسل لجريدة "الغارديان" التي تعتبر من أبرز المنابر الإعلامية في العالم.

النقطة الثالثة (الصحفي المواطن): الحديث في لغة البلاغ عن ما "تسميه"  منظمة مراسلون "بالصحفي المواطن"  يضعف البلاغ أكثر لدى المتلقي خاصة أن المفهوم قائم الذات ولا يرتبط فقط بتصور المنظمة له، مع العلم أنه سبق لمنظمة مراسلون أن تطرقت للموضوع شهر غشت الماضي في "رد عن اتهامات وزارة الثقافة والاتصال" اعتمدت فيه على ما جاء في التعليق العام للجنة المعنية بحقوق الإنسان رقم 34 بخصوص المادة 19 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي اعتبرت من خلاله اللجنة أن "الصحافة مهنة تتقاسمها طائفة واسعة من الجهات الفاعلة، بمـن فيهـا المراسـلون والمحللون المحترفون والمتفرغون فضلا عن أصحاب المدونات الإلكترونية وغيرهم ممن يـشاركون في أشكال النشر الذاتي المطبوع أو على شبكة الإنترنت أو في مواضع أخـرى". 

بعيدا عن هذا التأويل، الصحفي المواطن مفهوم تجدر بشكل كبير مع العصر الرقمي واستخدام الهواتف الذكية، تكاد تجده الآن في جميع القواميس ويدرس في جامعات ومعاهد دولية كبرى (أحيانا بالمجان، على شكل مواد دراسية مجانية مفتوحة أمام الجميع عبر الإنترنيت - MOOCs). موسوعة بريتانيكا تعرف المفهوم كالآتي؛ "صحافة يمارسها أشخاص ليسو صحفيين مهنيين من خلال نشر الأخبار بالمواقع الالكترونية والمدونات ومنصات التواصل الاجتماعي". الأمر لا يرتبط إذن بتصور منظمة مراسلون لمفهوم معين بل لممارسة تتجدر وتتطور باستمرار، لذلك كان يتوجب عدم الإشارة الى ذلك والاكتفاء بالحديث فقط عن الإطار القانوني والضوابط المحددة لمهنة الصحافة بالمغرب، إن كان ذلك ضروريا.

 

إشارة لابد منها: لماذا اختارت الوزارة الحديث في النقطة الثانية عن ممارسة الصحافة المغربية لمهمتها "في أجواء من الحرية والاستقلالية" عِوض القول  "بكل حرية واستقلالية"؟