مجتمع

كلمة لابد منها: أكثر من مجرد عرس !

AHDATH.INFO الاثنين 21 مايو 2018
Capture
Capture

AHDATH.INFO

لم يكن مجرد عرس ملكي عابر، كان رسالة حب حقيقية إلى العالم أجمع، وكان دليلا على أن عصر المعجزات لم يول بعد وأنه من الممكن لفتاة فقيرة كانت منذ سنوات قليلة تبحث عن أدوار ثانوية في برامج تلفزيونية تافهة أو في سلسلات من الدرجة باء أن تصبح أميرة، وأن يحتشد أكثر من ثلاثة مليار إنسان عبر العالم أجمع لكي يشاهد عرسها على الأمير الذي تزوجها

يوم السبت الماضي قدم عرس الأمير هاري ومن أصبحت الأميرة ميغان درسا حقيقيا حول قدرة الحب على الإدهاش، والقس الأفرو - أمريكي  مايكل كاري الذي اختار في خطاب العرس أن يعود إلى تيمة الحب هاته، وأن يستعيد دروس الدكتور مارتين لوثر كينغ في النضال بالحب ضد الكراهية وضد العنصرية وضد التفرقة الجنسية والتفرقة العرقية وضد التفرقة الطبقية كان موفقا للغاية وهو يسأل الحاضرين في العرس « وماذا لو استطاع الحب أن يحكم العالم؟ ألن يتغير بالفعل؟ »

لذلك لم تكن تلك اللحظات التي أهداها التاج البريطاني للكرة الأرضية كلها مجرد لحظات ترفيه لزواج مشاهير ببعضهم البعض، بل كانت علامة ارتقاء وحضارة تدل على أننا عندما نتخلى عن أحكامنا المسبقة نستطيع فعل الكثير

الأمر يتعلق بأمير اختار زوجة له سيدة تكبره سنا أولا، ومطلقة وعاشت تجربة زواج سابقة ثانيا، وليست من نفس منصبه ولا من نفس الدماء الزرقاء التي تجري في عروقه ثالثا، وهي إبنة سيدة سوداء أي ملونة، وليس من عرقه إطلاقا، وهي إبنة رجل فقير عاش مشاكل عديدة مع الحياة، رابعا، وهي أمريكية وليست بريطانية مثله خامسا، وهي على النقيض منه في عديد الأشياء، لكن قلبه اختارها مثلما اختارها قلبه فكانت الغلبة لنداء القلب بغض النظر عن كل الأشياء الأخرى التافهة فعلا

لم يكن مجرد عرس، كان درسا من الدروس التي تستطيع الإنسانية حين تسمو فعلا على صغائرها أن تقدمها لنا، إذا كنا قادرين على الاستفادة من الدروس بطبيعة الحال…