AHDATH.INFO
ومثلما يتفنن الكثيرون يوميا من غربان الشؤم، في إقناعنا أن المغرب بلد سيء للغاية ولا مجال فيه لأي نقطة ضوء ويحاولون إقناعنا صباح مساء بنعيقهم أننا نعيش في الجحيم، لا بأس من إشهار هاته الورقة الجميلة في أوجههم هذا الصباح.
الشعب المغربي كله ابتهج وسر أيما سرور لخبر العثور على الطفلة المختطفة غزل ليلة الأربعاء/الخميس
الناس في مدن بعيدة عن الدار البيضاء كانوا يتصلون بصحافيين وبهيئات تحرير في تلك الساعة المتأخرة من ليلة الأربعاء، أو المتقدمة من ليلة الخميس، لكي يطمئنوا على صدقية خبر العثور على غزل ولكي يقولوا من وراء سماعة الهاتف « الله على خبار شحال زوين ».
هؤلاء المتصلون لاتربطهم علاقة عائلية لا بغزل ولا بأسرتها، هم فقط مغاربة ومغربيات من منبت الأحرار، ومن هاته الأرض الحرة من الذين لازلوا يمتلكون بين أضلعهم قلوبا حقيقية تنبض فرحا لفرح الآخرين، وتتقطع ألما لحزن الآخرين.
هؤلاء أعادوا لنا الأمل في شعبنا، وإيماننا بناسنا أن الشر لم يستشر بعد وأن الشاذ من الظواهر السيئة التي نعايشها والتي تتوقف عندها الصحافة باستمرار، لايمكن أن يعمي أبصارنا عن حقيقية معدن هذا الشعب الأصيل، وهو معدن خبره القدماء منا وتذكروا دوما كيف كانت حاراتنا وحوماتنا القديمة، وكيف كان الكل يهتم لحال الكل دون رابطة أسرية، بل ربما كان اهتمام الجيران والأصدقاء بجيرانهم وأصدقائهم أكثر من اهتمام الأسر بهؤلاء.
لم نضع الطريق، لكن نسينا، واليوم ومع التنويه بفعالية أهلنا من رجال الأمن الذين أعادوا الصغيرة إلى حضن أسرتها، لامفر من التنويه بهاته الروح المغربية الطيبة التي أبكتنا فعلا تلك الليلة، وهي تسأل عن إبنة لا علاقة لها بها سوى أنها تحولت في لحظة من اللحظات إلى إبنة كل مغربي وإبنة كل مغربية دون أي مبالغة في الكلام…