الكتاب

لغزيوي يكتب: اللهم إني صائم ...مبطلات متنوعة !

بقلم: المختار لغزيوي الاحد 03 يونيو 2018
thumb
thumb

AHDATH.INFO

كنا في مشتقات الحليب التابعة لشركة بعينها، وفي محروقات قارة بأسرها، وفي مياه معدنية نابعة من قلب أراضي هذا البلد الأمين، فوجدنا أنفسنا فجأة أمام مهرجان غنائي يجب أن ينضم لقائمة المواد التي لا يجب علينا استهلاكها..

الخلط معيب؟ طبعا. فيه جهل فظيع؟ مما لاشك فيه. ركب على موجة المقاطعة لكي يصفي حسابا عالقا مع مهرجان فني لا ينظر إليه دعاة الأخلاق الفاضلة المدعى عليها بعين الرضا؟ هذا أمر أكيد، لكنه ليس منغص الصوم ومبطل الإمساك الوحيد في هذا الشهر الفضيل الكريم عند الله، المحبب عند عباده، الفاتح أبوابه مشرعة على رحمات السماء، بل هناك مبطلات عدة يسهل تعدادها وتعداد خسائرها اليوم بطوله في انتظار أذان التوقف عن الإمساك.

الحكومة بدورها تبطل صوم الصائمين، وهي إذ تقترح على نفسها أن ترسل إلى المغاربة لحسن الداودي لكي ينصحهم بشيء ما، تؤكد لنا أنها لاتعرف أن المغاربة والداودي لا يلتقيان، وأن السي لحسن كلما قال شيئا إلا واعتنق المغاربة نقيضه تماما. للرجل ملكة غير خطابية، تنزع نحو نوع من استسهال الضحك المشابه تماما لاستسهال الإسهال الذي يضربنا به التلفزيون ليل نهار قبل أن يخرج لنا لسانه ويقول لنا « بيننا وبينكم - أيها الشعب - نسب المشاهدة، لذلك إخرسوا وقولوا آمين ».

وللرجل أيضا رغبة في تقليد إبن كيران في الضحك والتقشاب بالسياسة بكل أنواعها، سوى أن ابن كيران « عندو معا داك الشي »، أما الداوي فعكسه لاتند عنه مبادرة كلام إلا وأتت بعكسها، لذلك لا يحتمل أن تكون « سنطرال » قد نظرت بعين الرضا إلى مجيئه الخميس إلي التلفزيون لكي يهاجم مقاطعة الحليب، وربما طالبت « سيدي علي » و »إفريقيا » مستقبلا بإعفائها من دفاعه عنها ولو أن الأمر مستبعد لأسباب لا تخفى على لبيب..

من مبطلات الصوم أيضا في الشهر الفضيل ماتعرضت له إمرأة ورجل نواحي آسفي. رأينا فيما يرى النائم الصائم رجالا ملثمين، تولوا مسؤولية حماية نفس الأخلاق المدعى  عليها التي يحميها مهاجمو « موازين »، فقرروا مثل الذين يقولون لنا اليوم « لاتذهبوا إلى أي مهرجان » أن يقيموا الحد على الناس وأن يمارسوا الوصاية على الشعب، وأن يعزروا المرأة والرجل تعزيرا دمويا رآه الكل في اليوتوب بحجة أنهما أفطرا رمضان

شجاعة هؤلاء الجبناء ذهبت بعيدا إذ أخفوا وجوههم خوفا من أن يصل إليهم القانون، ونسوا أن الهجوم على امرأة ورجل أعزلين في منطقة خلاء هو الجبن بعينه، وهي الخسة والنذالة إذ تجتمعان في مخلوقات كريهة مثل هاته المخلوقات.

لندع كل ذلك جانبا ولننتبه لواحدة من أكبر مبطلات الصيام في هذا الشهر الفضيل: محاكمة مدير النشر إياه المتابع بماتعرفونه من تهم، والعياذ بالله. من يواكبون هاته المحاكمة أمامهم سؤال طويل عريض ينتصب (لاداعي لسوء الفهم، فالانتصاب هنا لاعلاقة له إلا بالوقوف البريئ) يوميا أمامهم… سؤال تطرحه الجماهير الشعبية المتابعة لأطوار النزال المتعطشة للتفاصيل الصغير منها قبل الكبير هو سؤال: كيف تمضون يوم صيامكم الموالي بعد أن تنصتوا في الليل - رحمكم الله -  لكل تلك التفاصيل المخزية؟

لاجواب طبعا، ولكل قدرته على الاحتمال وعلى تفادي الوقوع في الحرام بذكر ربه والإكثار من الاستغفار،  ثم التذكر في الختام أن « اللي ماخرج من الدنيا ماخرج من عقايبها » وهذه لوحدها كافية لكي يفقد الإنسان شهية وشهوة أي شيء ولكي يصبح من كبار الزهاد المتصوفين

ثم هناك الدكتور الفايد، وهذا الرجل لوحده حكاية مابعدها حكاية، فقد دأب منذ سنوات على أن يحذرنا من كل الأكلات التي نلتهمها، ودأبنا نحن على متابعة تحذيراته وعدم العمل بها، وربما جن جنونه أو فقد صوابه لأننا لم نمتثل لتعليماته، فقرر المرور إلى السرعة القصوى، واختار أن يدفع بأكبر عدد منا إلي النهاية المحتومة والأجل الذي لا فرار منه بأن طلب من كل مرضانا أن يصوموا وألا يلتفتوا إلى كلام الأطباء، لأن رمضان معجزة بالنسبة له، قبل أن يطلق جملته التي طبقت الآفاق « اللي مات أنا كنتحمل مسؤوليتو ».

طبعا سيكون من الصعب إقناع عائلة مريض توفي بسبب اتباع هرطقات الفايد أن الدكتور سيعيد له ذلك العزيز الذي ذهب للقاء ربه، لكن لابأس، فالفايد قرر الانضمام إلى جوقة مبطلات الصيام في الشهر الكريم، ولا اعتراض لنا على المشيئة الربانية على إطلاق الإطلاق

ولكي نختم هذا المسلسل الطويل الذي قد لاينتهي أبدا مثل سيتكومات « البواسل » الرمضاينة لا بأس من تذكر الملحمة، ولا بأس من التذكير أن كلمة « ملحمة » لاتطلقعلىكلشيءوعلىأيشيئوعلىاللاشيئأحيانا.

الملحمة - في الفن وفي غير الفن - كلمة كبرى يجب أن تتوفر فيها شروط عدة في مقدمتها أن يحدث التلاحم بين الملتحمين فيها، وقد رأينا أن ماأقدمت عليه ثلة من أبناء الوطن، من المشاهير قد أثار نقعا كثيرا، جعلنا في الختام نطلب من « التاسك فورس » التي ستحسم في شأن تنظيم كأس العالم أن تكون رحيمة بنا، وألا تلتفت كثيرا لبعض التفاصيل، فالشيطان الرجيم لعنه الله يسكن في التفاصيل، وأقصى ما قد يطلبه المرء في شهر الصيام والقيام هذا هو الابتعاد عن الشيطنة بكل أنواعها، سواء كانت قادمة من الجان، أو كانت من النوع الأسوأ أي قادمة من بني الإنسان..

رمضان كريم، وواصلوا مقاومة كل مبطلات الصيام، فأنتم مأجورون بإذن الله على ذلك أجرا عظيما