أحداث ديكالي

أ ف ب تحارب المتحرشين في فرنسا وتدافع عنهم في المغرب!!

أحداث أنفو الجمعة 22 يونيو 2018
_f_b
_f_b

AHDATH.INFO

عكس الحدة التي تعاملت بها في ملف طارق رمضان، وقبله ستراوس كان، ثم لاحقا، سعد المجرد، حين كانت تسرد الوقائع من منطلق حقوقي محض، يدافع عن المرأة، ويحارب المتحرشين، غيرت الوكالة الفرنسية للأنباء، من سياستها، حين تعلق الأمر بنساء آخريات، ذنبهن أنهن مغربيات.

في مقالة جديدة للوكالة التي تدعي المهنية، حين تشاء، وتدوس عنها حين تشاء، تناولت قضية محاكمة الصحافي توفيق بوعشرين المتهم بارتكاب اعتداءات جنسية، محاولة بداعي المهنية تقديم كل الآراء، لكنها تسعى بوسائلها لنسف القضية، عبر  الدفع باتجاه الخروج بخلاصة وحيدة، هو كون القضية سياسية، والمتهم مجرد مزعج للدولة!

لكن الوكالة وهي تسعى جاهدة لهذه الخلاصة، تقع تناقضات، حين تدعي في جانب من المقال أن الأشرطة الخمسون، مفبركة، متى تعلق الأمر بالمشتكيات، لكنها في جانب آخر تتبنى جهة العلاقة الرضائية، بين المتهم والضحايا، حين تحدثت عن المصرحات اللائي رفضن تقديم شكاية في الموضوع.

وهي بهذه المحاولة الفاشلة، تعترف ضمنيا أن بوعشرين هو بطل تلك الأشرطة، لكنها تحاول تجاوز قول هذه الخلاصة، لتغرق في جدل عقيم، عبر التحدث عن استقدام مصرحات بالقوة، في احترام تام للقانون الجاري به العمل في فرنسا، التي لايمكن آن يقبل قضاؤها أي مساس بقدسيته، حتى لو تعلق الأمر برئيس الجمهورية.

وحتى تبرز الوكالة أنها تتبنى حتى الرأي الآخر، تناولت في آخر المقال، وباقتضاب شديد،  ماقالت أنه يهم «خمس مشتكيات استمع لهن القاضي حتى الآن تعرضهن لاعتداءات جنسية، بينهن ثلاث ظهرن في فيديوهات عرضتها المحكمة في جلسات مغلقة وتضمنت "مشاهد فظيعة" و"محاولة اغتصاب"، بحسب ما أفاد محام ينوب عن المشتكيات، دون أن تحرك فيها تلك المشاهد الفظيعة، (بين قوسي الوكالة)، أي تعاطف مع الضحايا.

لم ينقلوا صوت المشتكية نعيمة التي خرجت بوجه مكشوف لتفضح ما تعرضت له على يد الصحافي صاحب "القلم الثائر"، ولَم يبالوا بما استعرضته أسماء من تصريحات جريئة تكشف اعتداءات جنسية شاذة ومذلة، ولَم يستمعوا لما صرحت به وداد التي وقفت للجهر بكل الشجاعة الممكنة أمام الجميع، لتعلن أن الصحافي المتدثر في عباءة المنافح عن الحقوق والمدافع عن المظلومين، وفاضح المفسدين... (كما ظل يدعي) ليس سوى شخص مستغل يكشر عن أنيابه كلما استفرد بضحية داخل مكتبه، بعد أن تتجاوز عقارب الساعة الخامسة مساء، فيخلو له الجو، ليحول كنبة الوثيرة إلى مسرح استبداد بالضحايا، بحثا عن لذة جنسية يقتنصها غصبا من ضحاياه ممن اقتادتهن ظروف شتى إلى مكتب السيد المدير...

ففي محاولة لاستباق حكم المحكمة وقلب الحقائق والمعطيات، والبحث عن مخرج للمتهم توفيق بوعشرين من الورطة التي وضع نفسه فيها، خرجت وكالة (أ ف ب) بقصاصة تلوي عنق الحقيقة، وتقلب الوقائع وتظلم الضحايا للمرة الثانية، بعد الظلم الذي تعرضن له من طرف المتهم توفيق بوعشرين والاستغلال البشع الذي مارسه عليهن في مقر العمل، مستغلا سلطته كرب عمل، وحاجة من كن تحت إمرته لفرصة عمل في مؤسسة مدير اتخذ من «الجنس مقابل العمل» شعارا لاستمرار هذا العمل، وإطالة أمد هذه الخدمة.

ففي تغطية غريبة وغير مفهومة وفِي تجاهل تام لمختلف الصيحات التي أطلقتها الضحايا، اللواتي عشن فترات استغلال حقيقي واعتداءات جنسية سافرة، ممن كسرن جدار الصمت، ورفعن أصواتهن للتنديد بما تعرضن له من طرف الصحافي "صاحب القلم الذي لا يشق له غبار"، في تجاهل لكل ما صدحن به اختارت وكالة (أ ف ب) أن تنجز تغطية منحازة لملف تدعمه الدلائل المرئية والمسموعة، بعد أن اختارت تعميم قصاصة عنوانها ب «استمرار الجدل حول مقاطع فيديو في محاكمة صحافي مغربي»،

الوكالة التي تكيل بمكيالين، وتنجز تغطيات غير مهنية في قضيتين تتعلقان بالاستغلال الجنسي والتحرش والاغتصاب، الفرق بينهما جغرافي فقط، تتعلق الأولى بالمفكر طارق رمضان والصحافي توفيق بوعشرين، فبينما تتبنى في القضية الأولى صك الاتهام المنطلق مِن شكايات ضحايا بدون فيديوهات ولا دلائل، عدا أن المحاكمة تجري في الديار الفرنسية وأمام القضاء الفرنسي، تنكر وكالة (أ ف ب) على الضحايا اللواتي تدعم شكاياتهن تصريحات مفصلة وأشرطة مصورة أن يكن ضحايا، فقط لأن المحاكمة تجري في المغرب، والمتهم فيها صحافي يدعى توفيق بوعشرين كان يوثق ما يفعله، عن قصد أو غير قصد.

لم تحفل الوكالة الفرنسية بما صرحت به الضحايا، واختارت فقط أن تحتفل بإنكار مصرحة تقول التحقيقات إنها ظهرت في أحد الفيديوهات، بينما تنكر هي أن تكون المشاهد تخصها لتعلن تارة أن توفيق بوعشرين هو من يظهر وتقول في أخرى إنه ربما يكون هو...

في ظل كل هذا قامت وكالة (أ ف ب) بانتقاء ما يخدم مساعيها لقلب الحقيقة، وتزييف الحقائق، لتعلن لنا هذه الوكالة العتيدة أن المصرحة قالت «إنها غير معنية بفيديو عرضته المحكمة يتهم بوعشرين بتصويره لها أثناء الاعتداء عليها»، وتأخذ الوكالة كلامها على محمل الصدق، بدون شك، وتهمل تصريحات واعترافات أكيدة لمشتكيات ومصرحات أخريات، ذنهبهن أنهن لسن فرنسيات!!!