ثقافة وفن

حدث في مثل هذا اليوم: الرئيس الجزائري الشاذلي بنجديد يفرج عن سلفه أحمد بنبلة

محمد فكراوي الأربعاء 04 يوليو 2018
2012_ch_683757379
2012_ch_683757379

AHDATH.INFO

بعد 14 سنة قضاها متنقلا بين السجون و المعتقلات، غادر الرئيس الجزائري أحمد بنبلة أسوار المعتقل العسكري، في مثل هذا اليوم من العام 1979، مستفيدا من أجواء الانفراج التي تلت رحيل الرئيس هواري بومدين و موافقة قادة الجيش على قرار خلفه الشاذلي بن جديد بوضعه رهن الإقامة الجبرية.

أحمد بنبلة، الذي يُعد أول رئيس منتخب يحكم الجزائري، كان قد وجد نفسه معتقلا غداة الانقلاب الذي قاده قائد الجيش هواري بومدين  ليلة 18-19 يونيو 1965... و عن ظروف اعتقاله، يروي بن بلة في برنامج شاهد عل العصر بقناة الجزيرة، أنهم اقتادوه في بداية الأمر إلى وزارة الدفاع، و منها إلى فيلا خاصة في منطقة شبه معزولة، قبل أن يبدأ سجانوه في التنقل به بين عدد من الثكنات العسكرية المنتشرة بالبلاد، مع الحرص على عزله تماما عن العالم من خلال حبسه في غرفة صغيرة وسط حراسة مشددة تمنع تواصله مع جنود الثكنات التي كان محتجزا بها.

إصرار بومدين على طمس اسم بنبلة و عزله عن العالم، يجد مبرره في رغبة النظام الحاكم  في قطع الطريق أمام كل المحاولات الداخلية و الخارجية الساعية للإفراج عن الرئيس المعتقل، بما في ذلك التدخلات الشخصية التي قام بها كل من جمال عبد الناصر و الجنرال ديغول وسيكوتوري ونيريري وكاسترو هذا الأخير الذي لم يترك لقاء مع بومدين إلا وفاتحه في الموضوع...

و لكن ذلك لم يمنع من تدويل قضية بنبلة، حين طالب موديبو كيتا وزير خارجيته إدراج قضية بن بلة في اجتماع لوزراء خارجية منظمة الوحدة الأفريقية في أكرا سنة 1967، ولكن وزير الخارجية الجزائري آنذاك عبد العزيز بوتفليقة ما لبث أن أجهض الموضوع بعدما تمكن من سحب النقطة من جدول أعمال الاجتماع عن طريق تقديمه تعهدا خطيا بالسماح لأول رئيس يزور الجزائر بملاقاة بن بلة.

و في نفس الوقت كانت المحامية الفرنسية مادلين لافي فيرون تقود حملة تحسيس المجتمع الدولي بقضية الرئيس أحمد بنبلة من خلال تشكيل لجنة دولية لهذا الغرض، كان من أبرز نجاحاتها إطلاق حملة لجمع التواقيع المطالبة بإطلاق سراح بنبلة، و هي التي بلغت أوجها بعد تسريب أعضاء من الحكومة الجزائرية للصحافة الفرنسية تفيد بتخطيط نظام بومدين لتصفيته الرئيس المخلوع.

على المستوى العائلي، ظلت والدة بن بلة تنتظر لمدة 8 أشهر بعد الانقلاب، قبل أن يسمح لها العساكر برؤية ابنها لتواظب بعدها على زيارته بمختلف المعتقلات التي مر منها. و في إحدى هذه الزيارات ستعرض عليه مشروع الزواج. وهو ما اعتبره بن بلة بالأمر مستحيلا فمن تقبل به زوجا في ظروف سجنه. غير أن والدته نجحت في إقناعه بالفكرة و تقدمت لخطبة الصحفية في مجلة "الثورة الإفريقية" زهرة سلامي، التي لم تتردد في الاقتران بالرئيس المعتقل ليتم في 25 ماي عام 1971، عقد قران الرئيس السجين و عروسه داخل اسوار السجن.

و الطريف أن زهرة سلامي، و بحكم توجهاتها الماوية، كانت من المعارضين لنظام أحمد بن بلة و لا تخفي تأييدها لخصمه محمد بوضياف. و بعد حوالي سنتين من زواجهما، توفيت والدة بن بلة. ولكن لم يسمحوا له بحضور جنازتها، بالمقابل وافقوا على التحاق زهرة به في غرفته بالسجن، و هناك ضلت معه لفترة سبع سنوات ونصف، كانت تخرج خلالها من حين لآخر لزيارة عائلتها، و ظل الوضع على هذا الحال إلى أن وقع الشاذلي بنجديد في رابع يوليوز 1979 على مرسوم  وضعه بالإقامة جبرية في مسيلة مسقط رأس زوجته. قبل أن يُفرج عنه نهائيا في 30 أكتوبر 1980 ليغادر الجزائر بعدها في شهر نونبر من نفس السنة معلنا عودته مجددا للعمل السياسي الذي استمر ناشطا به إلى أن وافته المنية يوم 11 أبريل 2012.

 

 

 

 

من مواليد هذا اليوم:

1807 _  جوزيبي غاريبالدي: عسكري وسياسي إيطالي

1912 _ سعيد عقل: شاعر لبناني

1926 _  ألفريدو دي ستيفانو: لاعب ومدرب كرة قدم أرجنتيني.

 

من الراحلين عنا في مثل هذا اليوم :

1541 _ بيدرو دي ألفارادو: مستكشف إسباني.

1826_  توماس جفرسون: رئيس الولايات المتحدة