مجتمع

طلحة جبريل يكتب: دروب الشاون !

AHDATH.INFO الاثنين 23 يوليو 2018
DiuGPSpW0AEbmxo
DiuGPSpW0AEbmxo

AHDATH.INFO

بدت لي "الشاون" مدينة ذكيه من جميع الأوجه.

ذكية لأنها وظفت موقعها وتاريخها وطبيعتها وألوانها  وتسامح سكانها، لتتحول إلى مدينة يشد لها الرحال.

تسلقت أحياء المدينة الجبال. جبال شاهقات مخضرة نبتت على جوانبها وحافاتها نباتات وشجيرات وعشب.

جئت إلى المدينة لست سائحا أو زائرا ، بل في منزلة بين المنزلتين.

جئت بدعوة من منظمي "الملتقى الوطني العاشر لفن الكاريكاتير والإعلام ".

يرى المنظمون أن دروب المهنة التي كتبت علي خطى مشيتها  وما زلت، تستحق تكريما والتفاتة. شكرا لهم.

ثلة من شباب متحمس، حيويتهم ماثلة للعيان، يحاولون منذ سنوات إعادة الاعتبار لفن الكاريكاتير.

إنه حقا جهد مضن.

هناك الكثير الذي يكتب عن هذه المدينة الذكية.

يكفي فقط أن تتجول في ساحة "وطاء الحمام" .

إسم صعب يعني مكان مستو.

سيجد الصحافي في هذه الساحة مواد بلا حصر لاستطلاعات وتحقيقات، وأشخاص يمكن أن نكتب عنهم بورتريهات.

أقدم لكم نموذجين في جنس الاستطلاع.

تدفق "الجنس الأصفر"(الآسيويون) على المدينة "الزرقاء"، وهي صفة أخرى من صفات الشاون، طوال أيام السنة.  ظاهرة ملفتة حقا وتستحق الكتابة.

في جنس التحقيق، تعتبر الشاون المدينة الأكثر أمنا في المغرب. و معدلات الجريمة فيها منخفضة ، بحيث تصل أحيانا إلى الصفر. كيف ولماذا حققت المدينة ذلك.

سؤال يجيب عليه تحقيق صحافي.

أقدم لكم نموذجا في جانب البورتريه.

يقف عبدالحميد بن سعيد أمام ببغاوات في وسط الساحة يضعها فوق أكتاف ورؤوس السياح والزوار لالتقاط صور تذكارية ، لقاء دريهمات. هذه الصورة تستهوي كل من يزور ساحة "وطاء الحمام ". بعض هذه الببغاوات تتلفظ بكلمات وبعضها يحتفي بالزوار والسياح بالرقص.

كان "عبدالحميد " يعمل من قبل في التقاط صور تذكارية في شوارع وأزقة وساحات الشاون، وعندما دار الزمان دورته  وأصبحت الهواتف الذكية هي وسيلة التقاط الصور التذكارية، جلب ببغاوات و طاووس من البرازيل وأفريقيا وراح يتيح لزوار الساحة صورا طريفة،

يأمل "عبدالحميد " أن يجد بدائل أخرى..إذ  الطيور وحدها لا توفر موردا كافيا.

ليست ساحة "وطاء الحمام" هي التي تجذب اهتمام السياح . هناك "رأس الماء" الذي لا تنطبق عليه لفظة "خرير المياه "  فقط بل تكاد تكون قد ابتكرت بسببه. وفي التاريخ هناك " فضاء القصبة " و "رواق السيدة الحرة".

الشاون هي أيضا الرياضة. إذ تجعل الأزقة الصاعدة والهابطة زائر المدينة يبذل جهدا يوفر له رشاقة في أيام .

لذلك وجدت إنه من الملائم أن ترفع المدينة شعارا يقول "كن رشيقا في خمسة أيام" .

أختم بلقاء جرى في الشاون مع محمد الأعرج وزير الثقافة والاتصال. وعلى الرغم من أنني التقيته لأول مرة، لكنه كان متدفقا وكريما.

سمعت منه خبرا يقول، إنه بصدد إصدار مرسوم ينظم الدعم الذي تقدمه الحكومة للصحف على أسس جديدة ، وذلك لتحقيق ارتفاع نسبة القراءة ، والتكوين المستمر للصحافيين، وتجديد تجهيزات الصحف، وإنشاء مطابع جهوية وتحسين التوزيع.

إلى اللقاء.