ثقافة وفن

مرميد يكتب: مهرجان مراكش الذي في خاطري..

بقلم: بلال مرميد #CBM الاثنين 23 يوليو 2018
img_1052
img_1052

AHDATH.INFO

من منطلق الغيرة على مهرجاننا الدولي لمراكش، أقطع عطلتي لأخصص له هذا الركن.

ركن أول نؤكد منذ بدايته بأننا نريد أن يعود لنا مهرجان مراكش السينمائي الدولي بحلة أفضل و أنجح و أنجع، و أن لا نجد أنفسنا أمام مدير فني جديد يردد مثل السابق بأنه يشاهد سنويا ثمانمائة فيلم.

نريد أن تنسينا العودة المرتقبة، توقفا اضطراريا لمدة عام لم يكن في مصلحة موعدنا الذي رافقناه منذ بداياته. منذ سنوات أحاول أن أخاطب العقول لأساهم في فتح العيون، و في الجهة المقابلة أناس يفتقدون المصداقية، يحاولون بكل الإمكانات أن يغلقوا عيوننا نحن. في تتظيم المهرجانات، لا يمكن لأحد أن يزايد علينا و على معرفتنا، و حين نصمت أحيانا فبهدف الاستراحة و استعادة الأنفاس مع البقاء بعين على ما يتحقق و أيضا ما يقترف. أكتب هذا الركن، و فيه تنبيه ضمني إلى أن الخطوة الخاطئة مستقبلا غير مقبولة و ستجعل كل أمل فان. المدير الفني السابق "برينو بارد" رحل، و حقا لن يأسف على رحيله عاقل عارف و غيور على الموعد. سيعوضه "كريستوف تيرشت" الذي كان يقود "الفوروم"، و هي فئة من الفئات الموازية غير الرسمية في مهرجان برلين.

نجاح مهرجان سينمائي دولي، لم و لن يكون رهينا بشخص معين. نجاح مهرجان سينمائي دولي، مرتبط بأساساته المتينة المبنية على منح صلاحيات محدودة لكل فرد، كل حسب تخصصه. أن تكون للمهرجان هوية متفردة، و أناس يرقبون و يراقبون عمل طاقمه الفني تفاديا لتكرار أخطاء نبهت إليها مرارا. أن لا تمنح كل الصلاحيات لمدير فني يجرب وصفته بدون رقيب، و أن تناقش كل اختياراته من طرف أناس ملمين. هذه الطريقة هي التي تطبق في "البندقية" و في "برلين" و "كان" أو في مواعيد الدرجة الثانية، و مدراء هذه المواعيد رغم اطلاعهم و حرفيتهم التي لا يماري بخصوصها اثنان، لا يمنحون كل السلط لارتكاب مآس في حق هذه المهرجانات الرائدة. مهرجان برلين الذي صار بعض مسيري مركزنا السينمائي بقدرة قادر يضربون به المثال مؤخرا، رغم النجاحات التي يحققها سنويا و منها بيع ثلاثمائة و ثلاثين ألفا من التذاكر في النسخة الماضية، سيتم تغيير إدارته، و رئاسة البرلينال اختارت "كارلو شاطريان" لخلافة "ديتر غوسليك".

"كارلو شاطريان" المدير الحالي لمهرجان "لوكارنو" و الذي كان مرارا ضيفا من ضيوف ميدي1، سيترك منصبه الحالي بعد إشرافه على دورته المقبلة في غشت ليتولى إدارة البرلينالي، و الهدف منح نفس جديد لموعد عالمي ناجح. التغيير لا يحصل فقط عند الإخفاق، بل يحدث أيضا بسلاسة حين يكون من الضروري إضفاء لمسة التجديد على الموعد الناجح و هذه الجملة لن يستوعبها إلا العارفون و لن يفهمها المتهافتون و لو استغرقت دهرا لتشرح لهم. كل مهرجان يجب أن نوفر له من يحمي اختياراته، و أن يدافع عن هويته و هو ما ناديت به لسنوات. في كل مرة، كان كثير من المطبلين يعتبرون بأننا نرصد الهفوات فقط، و نتناسى المكتسبات و هي أبشع طريقة للتهرب من المسؤولية. مهرجان مراكش السينمائي الدولي هو مهرجاننا جميعا، و قوته تكمن في منح الثقة للمغربي قبل الأجنبي الذي يرحل بعد أول امتحان عسير. فكرة بسيطة يجب أن تفهم، مفادها أن عدم اللجوء للكفاءات المحلية، لن نجني من ورائه إلا الخيبات و الانكسارات و خيانات أبطالها أجانب يستغلون غياب المراقبة ليوهموا الجميع بأنهم هم القادرون دون غيرهم على إنجاح التنظيم. المدير الفني أو المبرمج يجب أن يشتغل للمهرجان و مصلحة المهرجان، و ليس العكس و الأمثلة نقلناها و ننقلها مرارا من مختلف المهرجانات العالمية. مهرجان مراكش الدولي للفيلم مكسب، و رغم كل الصعوبات نتمنى بأن يعود بحلة أفضل. الأمر حقا ممكن، لكن بشرط أن لا يتوقف العمل و أن يتم الاعتماد على أهل الاختصاص الملمين و الأشخاص المناسبين، في الأمكنة المناسبة. أكتب كلماتي و يسمعها عشرات الآلاف، و يؤمن بها الآلاف لأنهم يعرفون جيدا الماركة. هو ليس بغرور لا حاجة لي أصلا في جرعات منه، بل هو فقط تأكيد على غيرتنا على موعد مراكش الذي كبر معنا و بنا و كبرنا معه و افتخرنا به. أرجوكم، نريد لهذا الموعد أن يتعافى بسرعة و أن يستمر، و بالخصوص أن نجب أخطاء الماضي حتى لا تتكرر. نريد تغييرا على مستوى إدارة المركز السينمائي في القريب العاجل، و هو مطلب سأركز عليه مستقبلا بإسهاب، و نريد أن يعود مهرجان مراكش السينمائي الدولي في أبهى حلة. هل الكلام واضح أيها السادة ؟

سأعود بعد العطلة، و سيكون للحديث عن مهرجان مراكش و عن نتائج لجنة دعم الأفلام و بقية اللجان الأخرى بقية. أختم كما بدأت بالتركيز على مهرجاننا مراكش الذي يجب أن تكون عودته موفقة، لأنه مهرجان المغرب و المغاربة و لتذهب كل الحسابات الصغيرة و العابرة و الهامشية للجحيم و السلام.