ثقافة وفن

حدث في مثل هذا اليوم: معركة وادي المخازن

محمد فكراوي السبت 04 أغسطس 2018
f774bbd57d3c56bc6167dac656bf1eaf
f774bbd57d3c56bc6167dac656bf1eaf

AHDATH.INFO

لا تختلف حكاية معركة "وادي المخازن" عن غيرها من الحكايات الشهيرة التي تحول فيها الصراع على العروش إلى مآسي و حروب أودت بحياة الألوف و الألوف. حيث تعود جذور المعركة للحظة التي انقسمت فيها الأسرة السعدية حول نفسها بسبب الخلاف حول من له الأهلية للجلوس على العرش ما بين أبي مروان عبد الملك وأخيه أبي العباس المنصور من جهة، وابن أخيهما أبي عبد الله المتوكل من جهة أخرى .

صراع انتهى باستعانة عبد الملك بالأتراك الذين أنجدوه بجيش تمكن به من طرد ابن أخيه المتوكل، و يدخل فاس منتصراً و يبايعه الناس، وبذلك استقر له الملك في المغرب وأصبح يلقب بالسلطان المعتصم بالله.

فيما فر المتوكل، قاصدا قبائل السوس ، و هناك كون جيشاً تقدم به إلى مراكش محاولا فتحها فنشبت معارك طاحنة بينه وبين جيوش عمه، انهزم فيها هزيمة نكراء و فر بعدها بنفسه  بين أماكن عديدة إلى أن بلغ سبته ثم طنجة، و منها توجه لملاقاة مقابلة ملك البرتغال “سان سبستيان”.

وطلب منه أن ينجده بجيوشه ضد عمه على أن يسلمه شواطئ المغرب ويحتفظ هو بالمناطق الداخلية ، فوافقه الملك البرتغالي على ذلك ، لأنه رأى فيها فرصة ينفذ بها إلى المغرب والسيطرة عليه ، وتغاضى عن نصائح مستشاريه وحاشيته بعدم التورط في بلاد المغرب .

وهكذا قام ملك البرتغال بإعداد جيش عظيم قوامه ثمانين ألفاً مقاتل تقريباً، مدججين بالبنادق والمدافع، وتقدم بهم نحو القصر الكبير بالمغرب. وما إن علم السلطان عبد الملك بتقدم الجيوش البرتغالية، حتى استعد استعداداً عظيماً من جانبه، وترك العدو يتوغل داخل البلاد عمداً .

وفي يوم الاثنين رابع غشت 1578م الموافق لـ 30جمادى الأولى 986هـ، تقابل الجيشان المغربي والبرتغالي، غير بعيد عن منطقة القصر الكبير، على وادي المخازن، وقبل نشوب المعركة بعث عبد الملك فرقة من جيشه لهدم القنطرة الوحيدة ، التي كانت على النهر، كي يتعذر على العدو الفرار إذا ما انهزم.

ثم التحم الطرفان في واقعة عظيمة، دوى فيها الرصاص وقنابل المدافع، واختلط الحابل بالنابل، وتلونت مياه النهر بدماء القتلى والجرحى، ولم يمض وقت طويل حتى لاحت بشائر النصر للمغاربة الأبطال، وحلت الهزيمة بالبرتغاليين ، وتوجهت فلولهم نحو القنطرة للنجاة بأنفسهم، ليوجدوها مهدمة فبدأوا بإلقاء أنفسهم في النهر .

وهكذا انتهت المعركة بفناء الجيوش البرتغالية، و مقتل ملكها “سبستيان” و حليفه المتوكل كما فاضت روح السلطان عبد الملك،  بسبب مرض كان يعاني منه. حيث تحتفظ كتب التاريخ و السير لأبي العباس أنه لم يفش سر وفاة عمه الملك في تلك اللحظات الحاسمة، بل ظل يصدر الأوامر إلى القواد والجنود، على أنها من سلطانهم المريض، ولم يطلع الناس على خبر الوفاة إلا بعد انتهاء المعركة وتحقيق النصر، و هو ما رأى فيه حسنا في التدبير و القيادة فاستقر رأي الجميع على مبايعة أبي العباس أحمد الذي لقب بالمنصور .

 

 

 

من مواليد هذا اليوم:

1901 _  لويس أرمسترونغ: مغني وعازف جاز أمريكي

1961 _  باراك أوباما: رئيس الولايات المتحدة

 

من الراحلين عنا في مثل هذا اليوم :

1060 _  الملك هنري الأول: ملك فرنسا.

1875 _ هانس كريستيان أندرسن: كاتب دنماركي