بوابة الصحراء

السيادة المغربية على كل أقاليمه خط أحمر

حكيم بلمداحي الثلاثاء 11 سبتمبر 2018
300
300

بوابة الصحراء: حكيم بلمداحي

هاجم إعلام البوليساريو، الممول بطرق مشبوهة، المفوضية الأوروبية بعد الزيارة، التي قام بها وفدها للأقاليم الجنوبية قصد الاطلاع على حجم الاستثمارات التي تشهدها هذه الأقاليم.

إعلام البوليساريو، ومن يحركه، يحاول التمويه وصرف الأنظار عن الواقع والوقائع، والبحث عن مناورة جديدة، بعدما تبين تهافت كل ما يطرحه بخصوص ثروات المنطقة، وبعدما انهارت ورقة حقوق الإنسان التي كان يعول عليها، ووقفت الآليات الدولية لحقوق الإنسان على واقع الأمر.

لا يهمنا هنا ما ذهب إليه الانفصاليون ومن يوجد خلفهم، لكن زيارة وفد الاتحاد الأوروبي إلى الأقاليم الجنوبية في حاجة إلى شيء من التأطير.

في البداية لاشك أن وفد الاتحاد الأوروبي اطلع على مستوى التطور الذي شهدته الأقاليم الجنوبية على كل المستويات، خصوصا ما يتعلق بالبنيات التحتية. فالأقاليم الجنوبية عرفت تطورا كبيرا على مستوى الطرق والبناء والمرافق الحيوية، وهي إنجازات قام بها أبناء المنطقة وسهرت الدولة على توفير الإمكانيات المادية واللوجيستيكية، واشتغلت الآليات المحلية بشكل جاد ومهم على تحقيق ذلك..

طبعا لم يبلغ الأمر حد الاكتفاء والمثالية، وهذا طبيعي جدا، لكن التطور الحاصل واضح للعيان، ويكفي أن يقوم المرء بجولة في مدينة العيون ليشهد ذلك التطور بالملموس.. مدينة العيون التي تتوفر اليوم على أكثر من خمسين ملعبا للقرب، وعلى حدائق وفضاءات عمومية وعلى مرافق مهمة من دور شباب وجمعيات وعلى طرق مبنية بشكل جيد وعلى مرافق صحية دات جودة مهمة وقس على ذلك.. كل هذه الأشياء اطلع عليها الوفد الأوروبي وجال بها وتعرف على كيفية اشتغالها.

غير أن ما يجب الانتباه إليه هو أن الوفد الأوروبي قام بزيارة استطلاعية داخل أقاليم مغربية تحت السيادة المغربية. وغير هذا الأمر يجب على المملكة المغربية أن ترفضه بشكل قاطع.. على المنتظم الدولي أن ينطلق من هذا الواقع، وعلى المملكة المغربية أن تتشبث بهذا الواقع.

الأقاليم الجنوبية هي أقاليم تحت السيادة المغربية وليست هناك أية قوة يمكنها أن تغير من هذا الوضع.. وعلى المشككين أن يفهموا أن الصحراء المغربية هي قضية شعب بأكمله، ضحى ويضحي من أجلها كقضية أولى في اهتماماته..

ولابد هنا من التأكيد على أن الذين يحاولون فرض توجه خاص للاتحاد الأوروبي، ولغيره من المنظمات، إنما يسبحون ضد التيار، تيار المنطق والواقع والمشروعية، ويحلمون بسراب لا يمكن أن يتحقق. وعلى الجميع أن يعرف أن المغرب لن يسمح بالمس بسيادته على أقاليمه الجنوبية..

طبعا هناك نزاع مفتعل في المنطقة، والمغرب رضي بالتحكيم الدولي من خلال منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن. لكن هذا لا يعني أن قضية السيادة قابلة للنقاش أو المزايدة السياسية. قد يكون للاتحاد الأوروبي أجندته ومنهجية عمله، لكن السيادة المغربية على كامل أقاليمه خط أحمر، ولا يمكن السماح بمس هذه السيادة مهما تطلب الأمر من تضحيات...