AHDATH.INFO
إذا كان تشييد و تطوير الملاعب يُعدُّ انعكاساً للنجاح الرياضي و الاقتصادي لأندية كرة القدم، فإن بناء ملعب "كامب نو" ببرشلونة يُعتبر المثال الأبرز على أن بعض الملاعب الرياضية تتجاوز قيمتها ما هو رياضي لتتحول إلى علامة تجارية تساهم في تسويق و ترويج اسم النادي.
تعود الفصول الأولى لحكاية معلمة اسمها "كامب نو" إلى العام 1922، فبعدما لم يعد ملعب "كامب دي لاس كورتس" يكفيلاستيعاب الأعداد الغفيرة من الأنصار الراغبين في متابعة مباريات البارصا، تعالت الأصوات المطالبة بتشييد منشأة جديدة تتماشى مع طموحات البلاوغرانا و نجاحاته الكروية التي توجها الفوز بلقبين متتاليين في الدوري وضم عدد من النجوم و في مقدمتهم الهداف المجري لاديسلاو كوبالا..
لكن تنفيذ هذا المشروع ظل يعرف تعثرا لسنوات طويلة حتى تسلم "فرانسيسك ميرو سانس" رئاسة النادي في عام 1953، ليبدأفي اتخاذ الخطوات الفعلية والنهائية لإنجاز الورش، و هو ما تحقق في 28 مارس 1954، حين حضر 60 ألف شخص مراسم حفل وضع حجر الأساس لما أُطلق عليه اسم “كامب نو”، أي الملعب الجديد باللغة الكاتالونية.
تم تصميم الملعب من قبل المهندس فرانسيس ميتجانس وجوسيب سوتيارس ماوري بالتعاون مع لورينزو جارسيا باربون، وتم بنائهفي غضون ثلاثة أعوام، مكلفا خزينة برشلونة أموالاً طائلة، مما أغرق النادى في مديونية كبيرة خلال فترة لم تكن بالقصيرة.
وفي مثل هذا اليوم 24 شتنبر من العام 1957، وهو يوم “نوسترا سينيورا دي لا ميرسي”، قديسة برشلونة، اكتست المدينة حلة زاهية باللونين الأزرق والأحمر للاحتفال بالافتتاح الرسمي للملعب الجديد، رغم أن أشغال بنائه لم تكن بعد قد انتهت تماماً.
حيث تم بالمناسبة إجراء أول مباراة في كرة القدم على أرضية "كامب نو"، جمعت بين البارصا و نادي وارسو البولوني و انتهت بنتصار بأربعة أهداف لاثنين.
كان من المتوقع أن يحمل الملعب اسم “ملعب نادي برشلونة”، لكنه سرعان ما بات يشتهر باسم “كامب نو” بين الجماهير ووسائل الإعلام على حد سواء، لتمييزه عن الملعب القديم. و ظل الأمر على هذا الحال إلى أن تم اعتماد هذا الاسم رسميا ابتداء من موسم 2000/2001 في أعقاب اقتراع شارك فيه أعضاء النادي صوتوا بالأغلبية على اعتماد “كامب نو” اسماً رسمياً للملعب.
خضع معقل برشلونة لأعمال تحديث عديدة كان أولها بمناسبة استضافة إسبانيا لنهائيات كأس العالم 1982، حيث تقررت زيادة قدرته الاستيعابية إلى 120 ألف متفرج.
و في العام 1994 خضعت المدرجات لبعض الإصلاحات لتتناسب مع قواعد الاتحاد الأوروبي التي أصبحت منذ منتصف التسعينات تحظر إقامة مباريات في ملاعب دون مقاعد، مما قلص القدرة الإستيعابية في الكامب نو إلى 99.354 متفرج وهي سعته الحالية.
من مواليد هذا اليوم:
1947 _ محمد وفيق: ممثل مصري.
1951 – بيدرو المودوبار: مخرج ومؤلف إسباني.
من الراحلين عنا في مثل هذا اليوم :
1997 _ محمد سلمان: ممثل ومخرج لبناني.
2003 – إدوارد سعيد: كاتب وناقد وأكاديمي أمريكي من أصل فلسطيني