الكتاب

#ملحوظات_لغزيوي: همجية صغار وغباء كبار !

بقلم: المختار لغزيوي الاثنين 01 أكتوبر 2018
Capture d’écran 2018-10-01 à 11.32.29
Capture d’écran 2018-10-01 à 11.32.29

AHDATH.INFO

حداد أم همجية؟

أستمتع هاته الأيام - بكل ما في كلمة الاستمتاع من معان ودلالات - بمتابعة قناة تركي آل الشيخ على النايل سات « بيراميدس إف سي تي في »، وهي القناة الخاصة لرجل الأعمال السعودي ورئيس هيئة الشباب هناك في أرض الحجاز، ورئيس ومالك فريق بيراميدس الناشئ عن اشتراء نادي الأسيوطي من طرف تركي وتحويله إلى فريق يراد له أن ينافس الأهلي والزمالك في الدوري المصري، بعد الشنآن الشهير الذي جمع آل الشيخ بالخطيب ومن معه في إدارة الأهلي.

أستمتع بأداء القناة، ولو أنها ليست قناة تلفزيونية بالمعنى المتعارف عليه عالميا. هي قعدة شاي مصرية. مكان للدردشة، قهوة شعبية، ملتقى عام في انتظار قدوم حافلة أو « ميكروباص » أو أي شيء من هذا القبيل. المهم هي ليست قناة تلفزيونية ولن تكون أبدا كذلك لكنها مع ذلك ممتعة بكم الغباء والرداءة المقترف فيها. كيف ذلك ؟

عندما تشرع في مشاهدة برنامج من برامج هذه القناة، ولنأخذ مثالا برنامج من يلقبونه بجنرال الإعلام الرياضي في مصر مدحت شلبي، لا يمكنك أن تنتظر توقيتا للبدء وتوقيتا للختم.

البرنامج في هاته القناة قد يدوم ساعتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا أو ربما أكثر، مايجعله نوعا من أنواع « التيليتون »، لكن المفارقة هي أن هذه القناة لا تجمع الأموال عبر تيليتونها هذا بل تفرقها سيارات باذخة على مشاهديها، ووعودا بآفاق أفضل على المشاركين فيها ممن يرضون سيادة المستشار تركي، كما وقع لمرتضى منصور رئيس الزمالك الذي تلقى في نفس الليلة وعدين بنقله مع فريقه في طائرة خاصة إلى السعودية، ثم بافتتاح قناة تلفزيونية لناديه الزمالك، وكل هذا لأنه سب في نفس الليلة الأهلي عبر المباشر في هاته القناة بكل مايملك من قوة.

ثم إن احترام الأعراف أو الأخلاق أو الناس في هذه القناة أمر غير مطروح البتة، وهي تذكر بقناة طيب الذكر التي قتلت قبل الأوان « الفراعين » التي كان يديرها ويقدم برامجها ويقيل تقنييها على الهواء توفيق عكاشة اللطيف

الخميس قال مرتضى منصور عبر القناة كلام عن أم أحد المذيعين لو قاله في أي مكان من العالم الفسيح لكان في السجن حالا. لكنها « بيراميدس تي في »، وهي قناة من حسناتها أنها تدفعك دفعا للترحم على التلفزيون المغربي، وشكر من قرر له أن يبقى منغلقا يقدم البرامج بحساب، ولا يستضيف أيا كان ويحدد من يجب أن يمر ومن يجب ألا يطأ أبدا القنوات، لأننا لو أطلقنا هذا الحبل على غاربه لرأينا مثلما نرى اليوم على هاته الشاشة الغريبة فعلا، الدالة على مستوانا العام في تابوتنا العربي، الممتلكة لكثير مال ولكثير تقنيات حديثة، لكن المفتقدة للأهم: القليل من العقل

لكن ما حاجتنا جميعا إلى العقل ونحن نحيا مع الحمق؟ ماحاجتنا فعلا إليه؟؟؟