الكتاب

#ملحوظات_لغزيوي: آجي نتسطاو شوية عالوقت !!!

بقلم: المختار لغزيوي الأربعاء 17 أكتوبر 2018
Capture d’écran 2018-10-17 à 12.07.10
Capture d’écran 2018-10-17 à 12.07.10

AHDATH.INFO

يحمل الفريق المكلف بالعملية المنشار، ويدخل مع الشيخة التراكس إلى حفلة ولاد بروكلين. هناك يجدون البرلمانيين يأكلون الحلوى، ويعثرون على زورق الفانتوم الشهير يعرض علي الراغبين في الذهاب إلى أوربا امتطاء ظهره مجانا، بل ويتوعدهم بأن يعطيهم هدية إذا ماقبلوا ذلك

يقول ابن كيران للمغاربة إنه هو وحزبه العدالة والتنمية هدية من الله إليهم، ويشتعل اللايف الفيسبوكي طمعا في مزيد من أزرار الإعجاب ونقرات اللايك التي حولت الكل إلى مهووسين بالعالم الأزرق

ينافس بنشماش شيخي على رئاسة مجلس المستشارين، ويصوت البام على البقاء في الحكومة وإن لم يكن فيها ويرفض الاستقلال هاته الحكاية، ويعتبرها مضيعة فعلية للوقت، فيما الأحرار ينتظرون، وفيما فدرالية اليسار، غير الموجودة أصلا في المجلس الثاني تستعد لتصوير بودكاست جديد لهذا الأسبوع عنوانه "كيف يمكن أن يقع هذا؟ كيف ؟ كيف؟"

يغني الستاتي في مهرجان ما ويموت شاب مكلف بالكهرباء، وينتحر طالب في مكناس، ويسقط كفيف من سطح الوزارة، وتموت شابة كانت ترغب في الذهاب إلى أوربا رفقة أصدقاء لها، ويكتب القابع في الفيسبوك ليل نهار على بروفايله إن قلبه يتقطع أسى وألما ويذهب مباشرة إلى القناة الثانية لكي يشاهد "كي كنتي وكي وليتي"، وينام

يدخل مول الكاسكيطة السجن مجددا، وتخلع مايسة الحجاب فيطالبها المعجبون بالعودة إلى ارتدائه لأن شكلها دونه ليس على مايرام، ويصرخ زيان في قلب قاعة الحكمة "ماغادي يخلعني حتى شي ق…"، ويرد عليه محامي الضحايا إن الحي الذي أتى منه المتهم معروف بارتكاب أسوأ أنواع الجرائم

يفوز المغرب بعناء شديد على القمر، ويقول المذيع طيلة اللقاء إن نصب هذا البلد أفضل من رفعه، وتواصل الجزيرة إعطاء الدلائل تلو الدلائل على أن خاشقجي كان هناك، فيما فرق التحقيق التركية /السعودية تتفرج على الجزيرة هي الأخرى وتستغرب هذا الكم الكبير من المعلومات الذي لم تصل إليه هي أصلا، ويكتب حمزة منديل في تويتر إنه قادر على حمل أم أحد المنتقدين لأدائه أمام القمر المنصوبة أو المرفوعة الله أعلم،  ويواصل الرجاويون غناء "فبلادي ظلموني" ويواصل من لم يدخلوا الملعب يوما قراءتهم للأغنية وتقديم التحليل السياسي لها

يحلل الفسابكة الخطاب ويتنافس المحللون السياسيون في الأنترنيت في التحليل، ويقول لهم عابر في الطريق "حللوا غير فلوسكم آلمساخيط"، ويقترح عليهم ثان أن يذهبوا للقيام بالتحاليل الطبية الضرورية. يرفضون، فيخرج لهم نيبا يدعو لهم بالثبات عند السؤال ويصرخ صرخته الشهيرة "الله يلعن حياة بات مت…".

يغني السرحاني حياة، ويريد الكثيرون أن تظل كلمة شهيدة على شاهدة قبر حياة، ويرفض العقل السليم ذلك، ويقول لهم "الرجوع لله أيها السادة".

لايريد أحد اليوم أن يرجع إلى الله. لا يريد أحد اليوم أن يرجع إلى قليل من الصواب

هي لوثة جنون عامة أصابت المكان جعلته غير قادر على التوقف هنيهة من الوقت لاسترجاع أنفاسه، للتأمل فيما يفعله، للتفكير في المسار الذي سيذهب فيه وبعد ذلك استئناف المسير.

يفضل الكل الهرولة، لكأنهم بين الصفا والمروة مسرعون، تماما مثل هرولة الجزيرة منذ اليوم الأول لاختفاء جمال خاشقجي نحو إنهاء التحقيق وتقديم الخلاصات ومعها تقديم المتهمين حسبها إلى المحكمة، أو مثل هرولة السفارة المصرية في إثيوبيا التي استدعت ممثلا للبوليساريو إلى حفل السادس من أكتوبر وفرضت على المغاربة مغادرة المكان دلالة غضبهم من تصرف أرعن مثل هذا لم يكن يليق بدولة مثل مصر أن تتورط فيه مع بلد مثل المغرب

الوحيد المتأني في عالم اليوم، غير الراغب في الهرولة هو عبد العزيز بوتفليقة. يهيء بكل هدوء وروية من فوق كرسيه غير المتحرك لانتخابات الرئاسة المقبلة بكل ثقة في النفس ويعد الجزائريين بمزيد من الرفاهية والازدهار حالما يصوتون عليه مجددا، وحالما يمنحونه ثقتهم الغالية العام المقبل إذا بقي طبعا على قيد الكرسي غير المتحرك وإذا ترك له الجيش الشعبي الجزائري الذي يتعرض لتصفية لا مثيل لها الفرصة طبعا

يقول أردوغان إنه الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي التي تستطيع القيادة، ويتوعد أمريكا بألا يرضخ لها ويخبرها أن القس الأمريكي المعتقل لديه سيمضي على الأقل خمسة وثلاثين سنة في السجون التركية، قبل أن تنقل عدسات الكاميرات العالمية صورة نفس القس الأمريكي وهو في المكتب البيضاوي يضع يده في يد ترامب ويقرأ بعضا من الإصحاح الأخير، ويبارك دونالد ويبارك معه أمريكا التي لا تتردد في الضغط بكل قواها لأجل إنقاذ إبن من أبنائها وإعادته إلى الديار

يغير ماكرون حكومته بعد عناء شديد، يعانق شبانا سودا يرفعون أصابع وسطى للذكرى والتحية في الصورة، وتغمر الفيضانات أوربا ويقول مذيع النشرة الجوية إن الاحتباس الحراري أثر على كثير الأمور، ويؤمن الناس  أخييرا أن الاحتباس ضرب فعلا الكرة الأرضية، ولم يكتف بالتأثير على الجو، بل مر إلى الناس ودمر كثيرا من الخلايا النائمة والمستيقظة في أجسادهم وفي العقول.

تتبع الكاميرا ذلك الرجل المسكين الذي يخرج من الباب الخلفي للبرلمان حاملا البراد وبضع قطع من الحلوى. تبتسم الجزيرة وقد وصلت التحقيقات في نهاية المطاف إلى ماكانت تريده منذ اليوم الأول. يقول ابن كيران "الصمت بلغ مداه" ويقول الطالب المنتحر "نلتقي في البياض"، ويقول زيان "ماغادي يخلعني حتى شي ق…"، ويحاول أولاد بروكلين الاعتذار للشيخة التراكس، فتقول لهم "الحلاوة فين كاينة"، وترد عليها الجموع بصوت واحد كالمسطولة "الحلاوة كاينة هنا".

أحدنا ملزم بفك أزرار الكهرباء، بقطع الصبيب الأنترنيتي عن الناس إلى أن يعود إليها عقلها. ماذا وإلا فإن إعادة فتح "بويا عمر" ستصبح مطلبا شعبيا بعد أن أقفله الوزير الوردي، ذلك الذي سبق له وأن قال إن خمسين في المائة من المغاربة مصابون بأمراض نفسية

تراه كان يتوفر على معلومة طبية موثوقة وحقيقية ولم نصدقه حينها أيها السادة؟