ثقافة وفن

متحف بنك المغرب يحيي إرث ابن بطوطة

الحسن زاين ( صحافي متدرب ) الجمعة 26 أكتوبر 2018
1-11
1-11

AHDATH.INFO

سلط متحف بنك المغرب مساء يوم الخميس 25 أكتوبر 2018، الضوء على ارث الرحالة المغربي، ابن بطوطة، من خلال  ندوة صحفية على هامش المعرض التكريمي المؤقت، " على خطى ابن بطوطة " حول مواضيع الرحلة ولقاء الآخر، واكتشاف الذات والسعي إلى التوازن الروحي.

وأكد أمين المعرض، أحمد صالح الطاهري، خلال كلمته الافتتاحية للندوة المنعقدة تحت شعار " لقاء الاخر واكتشاف الذات" ، أن شخصية ابن بطوطة لم تنال حظها من الدراسات لحد الان، بالرغم من كل ما كتب عنها، وقال الطاهري: " علينا أن نعترف بهذا الرحالة الكبير والمتميز، ويجب أن يتجسد هذا الاعتراف بكل مدننا وأقاليم مملكتنا ".

وأضاف المتحدث ذاته، موضحا: " إن الهدف من هذا المعرض هو الاعتراف بابن بطوطة كتراث وطني ".

ومن جهته، وصف أستاذ الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط، ووزير الثقافة سابقا، بنسالم حميش، ابن بطوطة، بــ رحالة العاطفة والتقوى، كما أشار إلى أن الرحالة المغربي قاوم على طريقته ظاهرة التصدعات السياسية والاقليمية الاخذة في العتو والبروز من خلال السلوك السياسي في بساط الأرض وسبولها.

وأكد حميش، أن سلوك ابن بطوطة لم يكن لمجرد الوقوف على العجائب والغرائب أو البحث عن المتعة والغنى. وإنما كان في معاينة أرض الإسلام وأهلها داخل وحدة روحية.

ومن جانبه صرح الرحالة المصري، أحمد الشهاوي، للأحداث المغربية، " خلال رحلاتي حول العالم والبالغة 90 بلد، وجدت ابن بطوطة في أماكن كثيرة خارج البلاد العربية ". وزاد موضحا : " وجدته بــسيريلانكا، ووجدته بالهند وفي أماكن كثيرة جيدا وأثاره لا تزال موجودة هناك ".

وأكد الملقب بابن بطوطة المصري، أنه توجد مدينة في جنوب غرب سيريلانكا تسمى "بن طوطة سيتي"،  والنهر الذي يمر عبرها يطلق عليها اسم "بن طوطة ريفر"، بالإضافة إلى فنادق عديدة وأماكن أخرى وحتى المطار المتواجد بالمدينة يحمل اسم الرحالة المغربي.

وتحدث الشهاوي عن رحلة صعوده لجبل أدم في سيريلانكا على خطى ابن بطوطة، ليعاين ما يقال أنها قدم أدم. وقال: " فعلت كما فعل ابن بطوطة وقلعت حدائي احتراما لقيمة الجبل الذي يقدسه المسلمين والمسيحيين والبوذيين وكذلك الهندوس، ونحن تلامذة ابن بطوطة نسير على دربه ونواصل إحياء فكرة الرحالة من جديد، باعتبارها أسلوب حياة والاكتشاف والإقبال على الآخر رغم اختلافه ".

وفي ختام التصريح، أكد الشهاوي أن الرحالة هو رجل يحب الآخر رغم اختلافه عنه، ويقبل عليه بالرغم من اختلاف الدين، اللغة، والعرق ويستفيد من تجاربه وعلمه، ودعا الشهاوي إلى الافتخار بكون ابن بطوطة هو مؤسس علم الرحالة على مستوى العالم أجمع.

وفي السياق ذاته، شارك المصور والرحالة الشاب، أنس يقين، حبه وشغفه للسفر والاكتشاف واللقاءات مع الحضور، وتحدث عن مغامرته المتمثلة في رحلة على الأقدام دامت سنتين، جال فيها كل أرجاء المغرب وقطع خلالها 5000 كلم.

وأكد يقين، أن المشي هو تحول من الرحلة الجسدية إلى رحلة داخلية مدروسة وتأملية من خلال الحواس الخمس، تكتسب من خلاله تجارب الغير وتتشبع بثقافة مختلف المناطق والشعوب.

وتأتي الندوة المنظمة من قبل متحف بنك المغرب في إطار إعادة إحياء إرث الرحالة المغربي ابن مدينة طنجة، والتعريف بمراحل رحالاته من خلال لواحات توضيحية ضمن المعرض المؤقت " على خطى ابن بطوطة "، الممتد بمقر المتحف بالرباط، إلى غاية 31 دجنبر 2018.