ثقافة وفن

" اثار مرتحلة ".. معرض للفنان ابراهيم الحيسن بالرباط

محمد معتصم الأربعاء 31 أكتوبر 2018
1-1
1-1

AHDATH.INFO

يقيم الفنان التشكيلي والناقد الجمالي ابراهيم الحيسن معرضا فرديا برواق محمد الفاسي بمدينة الرباط بدعم من وزارة الثقافة والاتصال ، قطاع الثقافة من 16 الى 30 نونبر الجاري ، المعرض اختار له عنوانا عميقا من حيث الدلالات الفنية والجمالية :" اثار مرتحلة " .

ويعد هذا المعرض امتداداً لمعرض فردي سابق، كان أقامه الفنان قبل سنتين بالمتحف البلدي للتراث الأمازيغي بمدينة أكَادي، ويتضمَّن لوحات صباغية ومجسَّمات وتركيبات فوتوغرافية (قماشات وورقيات، تركيبات فوتوغرافية، إرساءات ومجسَّمات...

هذه اللوحات تبحث في دلالة الأثر ومفاوز المادة وتحوُّلاتها البصرية فرق السند بمقدار اختفائها وانطفائها موشاة بترسُّبات وتطاريز لونية ملمسية تمنحها أبعاداً مرئية متحوِّلة...

وتمتح خاصيتها الإبداعية من التراث الثقافي والجمالي في الصحراء من خلال إيقاع خطوات الإبل ودقات أوتاد الخيمة وحركات الكثبان الرملية وأصوات الرِّياح، وكذا الصبغات البادية في الرداء واللباس التقليدي، لاسيما ملاحف النساء الصحراويات بألوانها الشاعرية البهية والمعبِّرة، فضلاً عن الرموز والعلامات المختزلة والشكول التجريدية المعتمدة في تنميق المشغولات اليدوية المحلية.

ويتجلى التوظيف التشكيلي لمفهوم الترحال في محتويات المعرض، حيث يتضمن قطعاً فنية تقوم على دلالات ثقافية كثيرة -حاضرة ومؤجلة- ترسم (بمعنى جمالي ما) نمط العيش السائد لدى رحل الصحراء والقائم بالأساس على البداوة والتيه والتقشف وتدبير الندرة Rareté..

ونجد هذه الدلالات تتمثل في الآثار المتولدة عن تطبيقات لونية محلية ناتجة عن استعمال خامات صحراوية خالصة، متعاضدة أهمها النيلة Indigo والحَمِّيرَة وغيرها من المواد والخامات التي تحيا وتعيش وتتصادم داخل نسق إستتيقي يدعو المتلقي إلى استيعاب سؤال الهوية والخصوصية في الثقافة الصحراوية.

في عمق هذه القطع الفنية تتبدَّى العديد من المفردات البصرية وتنبعث وتتحوَّل في تلاؤم مستمر مع دينامية الترحال التي تميِّز ثقافة الإنسان الصحراوي الذي ترتهن حياته وبقاؤه بديمومة الترحال وضرورته، كما تعبيرهم الشعبي "الحَيْ حَارَكْ، والميِّتْ بَارَكْ".