مجتمع

طغيان لغة الأرقام يطرح سؤال الجودة في ندوة بالجديدة

عبدالفتاح زغادي الخميس 01 نوفمبر 2018
1-5
1-5

AHDATH.INFO

بلغ عدد خريجي جامعة شعيب الدكالي بالجديدة بمختلف كلياتها الأدبية و العلمية و المتعددة التخصصات و المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير و المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية برسم الموسم الجامعي الماضي 2542 طالبا جامعيا.

و إذا كان هذا العدد يبدو مهما و يؤشر على نجاح باهر لدى المسؤولين، فإنه يطرح أكثر من علامة استفهام حول الطرق العلمية الفعالة التي تواكب بها الجامعة مسار هؤلاء الخريجين من أجل ولوج سوق الشغل، أم أن الأمر يقتصر على تسليم شواهد أصبحت مجرد أرقام في طوابير البطالة.

أما عدد الطلبة الذين تم تسجيلهم خلال الموسم الجامعي الحالي، حسب إحصائيات قدمها يحيى بوغالب رئيس جامعة شعيب الدكالي في ندوة صحفية يوم أمس الأربعاء، فقد بلغ 6250 طالبا، ما ساهم في الرفع من إجمالي الطلبة بمختلف مؤسسات الجامعة إلى 24200 طالبا، ما يلزم توفير العدد الكافي من الأساتذة و العدة البيداغوجية لتكوين هؤلاء الطلبة، حتى لا يظل الأمر مقتصرا على الكم من أجل إشعاع لا يخدم سوى مصلحة بعض المسؤولين.

و هو ما يعكسه تذمر مئات الطلبة الذين تم إقصاؤهم بطرق غامضة من متابعة الدراسة في سلكي الماستر و الدكتوراه بدعوى عدم نجاح أي منهم دون الكشف عن النقط التي حصل عليها مئات الطلبة الذين اجتازوا امتحانات ولوج هذه الأسلاك، في الوقت الذي ترجح بعض المصادر أن سبب الإقصاء و عدم فتح المسالك نتيجة خلافات خفية بين بعض الأساتذة، الأمر الذي يستدعي فتح تحقيق من طرف الوزارة الوصية، التي أعلنت عن فتح أحد هذه المسالك عبر بوابتها و رصد كل المتطلبات لإنجاحه قبل أن يفاجأ الجميع بإغلاقه من خلال عملية إقصاء ممنهجة حيث حملت ورقة إعلان الناجحين عبارة "لا أحد".

و تعززت البنيات التحتية لذات الجامعة بحر الموسم الماضي بافتتاح المدرسة العليا للتكنولوجيا بسيدي بنور ضمت 80 طالبا، فيما تم مع انطلاق الموسم الحالي تحويل الكلية متعددة التخصصات إلى كلية للعلوم القانونية و الاقتصادية و الاجتماعية في إطار تنويع العرض البيداغوجي بما يتلاءم و حاجيات سوق الشغل.

كما تميز الموسم الجامعي الماضي بخلق "المركز الدولي للاستشعار عن بعد لتدبير الموارد المائية"  بشراكة مع الأكاديمية الصينية للعلوم، و هو واحد من بين 8 مراكز تم إنشاؤها في كل من المغرب و الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا و فنلندا و إيطاليا و باكستان و تايلاند و زامبيا، و هي تجربة قابلة للتعميم بشمال إفريقيا من خلال بوابة الجامعة المغربية.

أما في مجال البحث العلمي فقد اعتمدت الجامعة 4 مراكز جامعية للبحث، تمت إضافتها إلى 40 مختبرا يضم 127 فرقة بحث، و 14 فرقة بحث مستقلة، و قطب كفاءات في و العلوم و تقنيات البحار.

و فيما يخص سلك الدكتوراه، فقد طغت مجددا خلال الندوة الصحفية ذاتها، لغة الأرقام من أجل إبراز إشعاع آخر، حيث كشفت الإحصائيات بأنه تم تأطير 724 طالبا من بينهم 143 طالبا جديدا خلال الموسم الماضي، مقابل 630 طالبا منهم 184 طالبا جديدا خلال الموسم الحالي.

و إذا كان المسؤولون عن جامعة شعيب الدكالي قد تحدثوا لغة الأرقام أكثر من أي شيء آخر خلال هذه الندوة، فإن فشل العديد من الخريجين من كليات الجامعة ذاتها في اجتياز امتحانات سلك الماستر، لدرجة عدم نجاح أي طالب في أحد الأسلاك الحديثة، يطرح سؤال الجودة بإلحاح، مادام أن أساتذة السلك ذاته قرروا رسوب الراغبين في ولوج سلك الماستر في الاختبار الكتابي بالرغم من أن أجوبة هؤلاء الطلبة لم تكن سوى مجموعة معارف  حصلوا عليها من طرف هؤلاء الأساتذة أنفسهم.