بوابة الصحراء

لكي يكبر المغاربيون

حكيم بلمداحي الاثنين 12 نوفمبر 2018
المغرب-العربي-474x340
المغرب-العربي-474x340

بوابة الصحراء: حكيم بلمداحي

دعوة جلالة الملك الجزائر إلى حوار بناء لتجاوز كل الخلافات أغضب قيادة البوليساري، فأطلقت كتائبها الإليكترونية للاصطياد في الماء العكر..

كتائب الانفصاليين ومن يوجد خلفهم ممن لهم مصلحة مادية ونفود في إبقاء الأمر على ما هو عليه، تحاول أن تضخم من عدم الرد لحد الآن من قادة الجزائر على المبادرة الملكية، معتبرين ذلك رفضا واضحا، متناسين أن التجاوب مع الخطاب الملكي له قنواته ويتجاوز بكثير البيانات والتصريحات..

ما يخفى على هؤلاء هو أن مصلحة الشعبين المغربي والجزائري تكمن في تعاونهما وليس في تنافرهما. وأن التشردم يفوت على البلدين امتيازات مادية واستراتيجية هامة جدا، تمكنهما من لعب أدوار طلائعية في عالم اليوم. كما يغيب عن هؤلاء أيضا أن الشروط الذاتية والموضوعية الحالية نسخت ما كان عليه الأمر في سنوات خلت. فأمام التكتلات الاقليمية وظهور توجه جديد في العلاقات الدولية والاقليمية، تطغي عليه البراغماتية، لم يعد أمام المغرب والجزائر سوى استشراف رؤية مستقبلية تخدم مصالح البلدين والشعبين معا.

مسألة تجاوز الخلافات والنظر إلى المستقبل بعين المصلحة لم تكن وليدة اليوم. الجديد في الأمر هو دعوة صريحة وواضحة من العاهل المغربي ضمنها خطاب المسيرة الخضراء الأخير وبكلمات تفصح عن صدق عميق.

لابد من التذكير أن العهد الجديد في المغرب بادر منذ السنوات الأولى من حكم جلالة الملك محمد السادس، إلى مد اليد إلى قادة الجزائر من أجل تجاوز خلافات سببتها أخطاء من هذا الطرف ومن الآخر. وكانت الأمور تسير في اتجاه فتح الحدود وبدء صفحة جديدة. غير أن الأمور لم تسر بالشكل المطلوب، حيث كانت مطالب المغرب أولا تتلخص في طرح كل القضايا للنقاش بما في ذلك قضية الصحراء. إلا أن عبد العزيز بلخادم، وزير الخارجية الجزائري آنذاك أخبر الطرف المغربي بأن موضوع الصحراء لن يكون على طاولة الحوار وأن بلاده مستعدة لمناقشة كل القضايا الأخرى.. وتشكلت بعدها عدة آليات للانكباب على القضايا الاقتصادية.. ثم سارت الأمور على هذا الشكل دون أن تصل إلى المبتغى… ثم بعد ذلك جاءت مقاربة الجزائر بمناقشة موضوع الصحراء أيضا، لكن بخلفية لم يقبلها المغرب..

طبعا في تلك المرحلة كانت هناك عدة أطراف متدخلة في الموضوع وعملت بكل جهد على أن تجهض كل تقارب مغربي جزائري.. كما أن بقابا ومخلفات الحرب الباردة كانت ما تزال قائمة فكان أن أصبح فتح الحدود بين البلدين حلما يبتعد شيئا فشيئا بعدما كانت بوادر التطبيع على شفا التحقيق..

لكن ألم يحن الوقت لتكون قيادة البلدين في مستوى طموح الشعبين الذين تربطهما أواصر وحدة التاريخ والجغرافيا؟ السؤال مطروح اليوم على قادة الجزائر بإلحاح، كما هو مطروح على كل الفعاليات السياسية والجمعوية والتنظيمات في البلدين، من أجل المرور إلى مصلحة مشتركة فيها خدمة للجزائر وللمغرب على حد سواء، بل فيها خدمة للمغرب الكبير الذي بامكانه أن يكون كبيرا بامكاناته الطبيعية والبشرية…